هل سيتم إحياء الاتفاق النووي مع إيران ؟ .. الاتحاد الأوروبي يجيب
عبرت قوى غربية كبرى عن قلقها، الخميس، إزاء فشل الدبلوماسيين الأمريكيين والإيرانيين في إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في حين قال الاتحاد الأوروبي إن الأطراف “قد لا تتمكن من الوصول إلى خط النهاية”.
وقال مسؤول أمريكي إن الخلافات اتسعت بعد المحادثات التي لم يكتب لها النجاح هذا الأسبوع.
واجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الأمر بعد يوم من انتهاء المحادثات غير المباشرة التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة بدون أي مؤشر على إحراز تقدم صوب إحياء الاتفاق النووي.
وبموجب هذا الاتفاق قيدت إيران برنامجها النووي بما يصعب معه تصنيع سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال أولوف سكوج سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن “أنا قلق من أننا قد لا نتمكن من الوصول لخط النهاية. رسالتي هي: انتهزوا تلك الفرصة للتوصل لاتفاق بناء على النص المطروح على الطاولة. هذا هو الوقت المناسب لتخطي المسائل الأخيرة المعلقة والتوصل لاتفاق وإحياء (الاتفاق النووي) بالكامل”. وينسق الاتحاد الأوروبي المحادثات حول إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في 2018 وأعاد فرض عقوبات أمريكية صارمة على إيران مما دفعها إلى بدء خرق القيود النووية المفروضة عليها بعد ذلك بعام تقريبا.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز مشترطا عدم ذكر هويته “احتمالات التوصل إلى اتفاق بعد الدوحة أسوأ مما كانت عليه قبل الدوحة وستزداد سوءا يوما بعد يوم”. واجتمع مجلس الأمن لمناقشة أحدث تقرير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن لعام 2015 الخاص بالاتفاق النووي، المعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وحمل الدبلوماسيون الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون إيران مسؤولية فشل الجهود لإحياء الاتفاق بعد مفاوضات استمرت أكثر من عام. وقالت باربرا وودورد، سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إن على إيران “قبول هذا الاتفاق سريعا. لن يوجد أفضل منه”.
وقالت روزماري دي كارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن المنظمة الدولية دعت إيران والولايات المتحدة إلى اغتنام فرصة القوة الدافعة الموجود حاليا للتوصل إلى اتفاق.
وقال ريتشارد ميلز، نائب السفير الأمريكي لدى لأمم المتحدة، في الاجتماع “لم تظهر إيران بعد أي رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق أو إنهاء الأزمة النووية الراهنة والوصول إلى رفع العقوبات”.
وقال نيكولا دو ريفيير، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة “لم تقبل إيران العرض المطروح على الطاولة فحسب وإنما أضافت قضايا أخرى تقع خارج نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة بمطالب مبالغ فيها وغير واقعية”.
غير أن إيران وصفت المحادثات الأخيرة بأنها إيجابية وقالت إنها مستعدة للتوصل إلى اتفاق.
وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي “إيران طلبت من الولايات المتحدة ضمانات موضوعية ويمكن التحقق منها مثل ألا يتم العصف بخطة العمل الشاملة المشتركة مرة أخرى وألا تنتهك الولايات المتحدة التزاماتها مجددا وألا يُعاد فرض عقوبات تحت ذرائع أو مسميات أخرى”.
وتابع “كنا جادين في محادثات الدوحة التي كانت جادة وإيجابية … فريقنا المفاوض مستعد للمشاركة من جديد بشكل بناء للتوصل إلى اتفاق”.
وانتقد الدبلوماسيون الصينيون والروس الولايات المتحدة. ودعا ممثل الصين واشنطن إلى تخفيف العقوبات الأمريكية الأحادية على إيران وروسيا كما حث جميع الأطراف على التحلي بالمرونة.
وقال دميتري بوليانسكي، نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة “إنها حقا سياسة (ترامب) الرامية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إيران، وهي نفس السياسة التي لا تزال الإدارة الأمريكية تنتهجها، وهذا هو السبب الرئيسي لكل المشكلات الحالية الخاصة بخطة العمل الشاملة المشتركة”. (Reuters)[ads3]