رابطة أرسنال تحتج على فشل فينغر في تدعيم صفوف فريقه

في الوقت الذي احتجت رابطة أنصار أرسنال الإنكليزي أمام استاد الإمارات بعد فشل المدير الفني ارسين فينغر في شراء لاعب أو لاعبين من الطراز العالمي في الميركاتو الصيفي الذي اغلق مطلع هذا الشهر، طالبت من المسؤولين التنفيذيين بمراجعة فورية لسياسة النادي في سوق الانتقالات.

يذكر أن المدرب الفرنسي لم يوقع  خلال الصيف سوى عقد حارس المرمى التشيكي بيتر تشيك من تشلسي بصفقة 10 ملايين جنيه استرليني، بعد أن قرر عدم جلب أي من أهدافه السابقة في مركز خط الوسط ، بالإضافة لعدم تمكنه من التعاقد مع مهاجم من الطراز العالمي.

ولكن صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية أشارت إلى أن التفسير الوحيد لتردد فينغر بشراء نجوم كبار في خط الهجوم من أمثال كريم بنزيمة أو إدينسون كافاني، وجلبهما إلى استاد الإمارات قد يعتبر مغامرة كبرى، ما أدى إلى تلقيه معارضة شديدة من العديد من أنصار النادي.

وفي الوقت الذي ذكرت الصحيفة أن رابطة ارسنال، الذي يعتبر واحداً من ثمانية أندية فقط في عالم كرة القدم مع قيمة رأسماله البالغة أكثر من 300 مليون استرليني وأيضاً النادي الوحيد من بين أندية بطولات الدوري الكبرى في أوروبا الذي لم يوقع صفقة لاعب كبير آخر هذا الصيف، قد قررت وضع مخطط تفصيلي يحدد مخاوفهم ، وفق ما افادت صحيفة إيلاف.

إذ قال رئيس الرابطة تيم بايتون للصحيفة “إضافة جديدة للاعب واحد فقط أو اثنين كان يمكن أن يعزز من فرص ارسنال للفوز بلقب الدوري الممتاز الأول منذ عام 11 عاماً ، فلم يكن القيام بذلك بمثابة المعضلة التي كانت ستؤثر على الدخول إلى سوق الانتقالات ، لذا نحث مجلس إدارة النادي للقيام الآن بمراجعة كاملة لترتيبات لوضعية الفريق والعمل على شراء اللاعبين”.

وأشارت رابطة النادي أيضاً بانها لم ترَ أبداً “بأن سياسة الرصيد المصرفي الممتاز هو الذي يسجل أهدافاً أو يحافظ على شباك مرماه نظيفة”.

ويمكن القول بأن ارسين فينغر يرى الأمور بشكل مختلف تماماً، إذ يجادل قائلاً : “لماذا ننفق الأموال ما لم نتمكن من تحسين الفريق والحصول على القيمة مقابل المال؟ وإذا ما تم الصرف من خزينة النادي المخصصة للانتقالات ، فإنه لن يبقى هناك أي شيء عندما تظهر صفقة جديدة ، مثلما حدث بشراء النادي لمسعود اوزيل والكسيس سانشيز”.

وذكّر المدرب الفرنسي جماهير نادي شمال لندن أنه تم توقيع 6 صفقات مع لاعبين جدد خلال نافذتي الانتقالات السابقتين: سانشيز وداني ويلبيك وغابريل وماثيو ديبوتشي وكالوم تشامبرس وديفيد أوسينا، بالإضافة إلى ظهور 4 آخرين من أكاديمية النادي خلال العام الماضي.

وأشارت “دايلي تلغراف” إلى أن فينغر كان نشطاً خلال هذا الصيف، إذ كان مهتماً بجلب كريم بنزيمة وادينسون كافاني، ولكن بما ان سنهما في الـ27 و28 عاماً على التوالي، فإنه لم يكن يريد أن ينفق أكثر من 50 مليوناً لجلبهما.

أما التوقيع مع أوزيل وسانشيز (24 و25 عاماً توالياً عندما تم توقيعهما) فكان الأمر مختلفاً، لأن عقودهما وأجورهما كانا سيحلان مشكلة في تشكيلة الفريق ، مع إمكانية إعادة بيعهما بسعر ضخم.

وقد يواسي ارسنال نفسه أيضاً مع مدى قوة المركز الذي احتله في الموسم الماضي وفوزه بكأس الاتحاد الانكليزي، ولكن في أعماقه، يعرف أن هذا الانجاز لم يعد كافياً، إذ يطمح الآن في الفوز بلقب البريمير ليغ. وإذا لم يتحدى بقوة هذا الموسم، فإنه سينظر إلى الميركاتو الصيفي على أنه فرصة كبيرة ضائعة.

وبالنظر إلى أن فينغر كان قد أخذ بعين الإعتبار أن نظام اللعب المالي النظيف ليويفا ، فإن الأسئلة تبدأ بطرح نفسها حول نموذج ملكية النادي والحاجة المحلة لاستثمار المساهمين لمواكبة المتصدر الحالي للدوري الممتاز مانشستر سيتي.

وفي الوقت الذي وضع ارسنال جل اهتمامه للبحث عن مهاجم، فقد قرر جلب لاعب في وسط الملعب ، على نحو الفرنسي مورغان شنايدرلين الذي وصل إلى مانشستر يونايتد من ساوثهمبتون في 13 يوليو الماضي، الذي بدا وكأن التعاقد معه  مخاطرة كبيرة نظراً إلى سجل إصابات جاك ويليشير وقلة خبرة فرانسيس كوكلين.

وغامر المدرب الفرنسي أيضاً عندما ابتعد عن كل الصخب الذي حدث في الأيام الأخيرة من الانتقالات الصيفية، ليبدأ بدراسة تشكيلة أرسنال وليرى مدى عمق الخيارات المتوافرة لديه في كل مركز، إلى جانب أداء تشكيلته بمجرد انحسار الإصابات التي لحقت بلاعبيه في الموسم الماضي وتقدير منطق الحد الأدنى للتغيير.

ففينغر لديه قيم مختلفة، إذ يعتقد بأنه في تغذية تشكيلته بأسلوب متماسك، فإنه يتوقع في نهاية المطاف توليد الحافز الأعمق بين لاعبيه.

ومغامرة فينغر هذا الصيف، بقدر ما هي تتعلق بشأن عدم هز العقلية الجماعية للاعبيه، هي في الواقع بقدر معالجته لأي خلل واضح أو فشل تقني في الفريق.

وبعد إعادة بناء فريقه الذي بدأه منذ عام 2011 مع رحل سيسك فابريغاس وسمير نصري، اعتقد فينغر ببساطة بأن الوقت قد حان لتألق هذه التشكيلة والفوز بالألقاب.

ومع أقل من عامين على نهاية عقده، فإن الحكم وإظهار الثقة من شأنهما أيضاً أن يحددا إلى حد كبير نهاية المدير الفني ارسين فينغر في استاد الإمارات من عدمه.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها