ألمانيا : جدل حول تجديد ” بطاقة الـ 9 يورو “
التنقل في جميع أنحاء ألمانيا بقطارات المسافات القريبة مقابل 9 يورو شهريًا، عرض يلقى إقبالًا كبيرًا، لكنه مؤقت ومحدود لمدة ثلاثة أشهر فقط، من حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس 2022، جاء هذا العرض كجزء من حزمة حكومية لتخفيف عبء ارتفاع أسعار الطاقة عن المواطنين، حيث تسدد برلين الفاتورة وتدعم شركات النقل بمبلغ إضافي قدره 2.5 مليار يورو (2.53 مليار دولار).
ومع دخول العرض شهره الأخير، تثير دعوات لتمديد التذكرة أو على الأقل إصدار تذكرة لاحقة رخيصة للتنقل، جدلًا واسعًا في البلاد.
وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، المنتمي إلى الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، رفض بشكل صريح تمديد “تذكرة الـ9 يورو” وقال إنه لا يمكن تمويلها، وأضاف لمجموعة صحف فونكه الإعلامية: “لا يمكننا دفع ثمن تمويلها لأننا بحاجة إلى إعادة فرملة الديون في عام 2023”.
وكان البرلمان الألماني قد علق “فرملة الديون” في البلاد بسبب تداعيات جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا، إلأ أن ليندنر يؤكد على ضرورة إعادة فرملة الديون.
أما حزب الخضر، الشريك الآخر في الائتلاف الحكومي، فيدعم إصدار تذكرة رخيصة تحل محل “تذكرة الـ9 يورو”. وبالنسبة للتمويل، دعت الزعيمة المشتركة للحزب ريكادا لانغ إلى إلغاء الإعفاءات الضريبية المقدمة لشركات صناعة السيارات.
شعبية “تذكرة الـ9 يورو” التي اشتراها نحو 21 مليون شخص في الشهر الأول (حزيران/يونيو)، دفعت شركة السكك الحديدية الوطنية في ألمانيا “دويتشه بان” إلى الضغط من أجل تذكرة بديلة لها، وأكدت الشركة في بيان أن “التمسك بالركاب الجدد مهم لسياستي النقل والمناخ”. لكن كيف يمكن أن تكون التذكرة المحتملة الجديدة؟
تتراوح الأفكار المطروحة للنقاش على الطاولة، بحسب وسائل الإعلام الألمانية، بين تذكرة شهرية بقيمة 29 يورو أو 69 يورو، أو تذكرة سنوية 365 يورو. لكن من المحتمل أن تكون هذه التذاكر للتنقل في مناطق محددة فحسب، على عكس “تذكرة الـ9 يورو”.
وزير النقل الألماني فولكر فيسينغ، زميل ليندنر في الحزب الليبرالي، قال إنه منفتح على نوع من التذاكر المخفضة بشكل دائم، لكنه أكد أن عليه تقييم البيانات حول “تذكرة الـ9 يورو” قبل ذلك، مشيرًا إلى أن أي تذكرة بديلة لـ”تذكرة الـ9 يورو” لن تكون ممكنة قبل بداية 2023.
ويدور حاليًا خلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات حول تمويل التذكرة اللاحقة المحتملة لـ”تذكرة الـ9 يورو”. فبينما يقول فيسينغ وحزبه إن الحكومة الاتحادية “ليست ملزمة بذلك”، يؤكد الحزبان الآخران في الائتلاف الحكومي، الاشتراكي الديمقراطي والخضر، أن على برلين دعم الولايات من أجل تمويل التذكرة اللاحقة.
وقالت رئيسة مؤتمر وزراء النقل في ألمانيا، مايكه شيفر، المنتمية لحزب الخضر، إن الحكومة الاتحادية “ملزمة” بتمويل التذكرة اللاحقة لأنها “مسؤولة عن النقل العام المحلي” أيضًا. ووافقها في ذلك البرلماني عن الاشتراكي سيباستيان رولوف الذي قال إن على وزير النقل ألا “يتهرب من المسؤولية”.
وقد أكد مفوض شؤون النقل بالسكك الحديدية في الحكومة الاتحادية، ميشائيل تويرير، أنهم يناقشون زيادة الأموال المقدمة إلى الولايات من أجل النقل المحلي، لكنه اشترط على الولايات تقديم “عروض حديثة وتطوير رقمنة السكك الحديدية”، واصفًا “تذكرة الـ9 يورو” بأنها “عرض تسهيلي ينبغي أن يحرك مشهد اتحاد النقل الممزق في ألمانيا”. (DW)[ads3]