دويتشه فيله : انخفاض مياه نهر الراين قد يؤدي لتداعيات كارثية في ألمانيا
شواطئ ذات ضفاف رملية تزداد اتساعاً .. جزر تظهر فجأة في وسط النهر يمكن الوصول حتى إلى بعضها سيراً على الأقدام .. مناطق من نهر الراين تصبح أكثر ضحالة وينخفض فيها مستوى المياه.
ويحذر خبراء البيئة من أن استمرار تراجع منسوب المياه في نهر الراين إلى مستويات حرجة قد يؤدي إلى إغلاق الملاحة في النهر بشكل عملي.
وعلى الرغم من أن مستويات انخفاض المياه لم تصل حتى الآن إلى ما كانت عليه في عام 2018 حيث وقع انخفاض قياسي لمستويات المياه، فمن الواضح أن الأمور تتحرك في هذا الاتجاه، حيث سجلت مستويات المياه انخفاضاً كبيراً في نهاية الصيف. ولا يوجد حالياً أي تحسن في الأفق في المستقبل القريب.
النقل النهري.. المشكلة أكثر وضوحاً
في هذا السياق، بدأت شركات شحن البضائع تتأثر بالفعل بانخفاض مستويات المياه في النهر إذ لم يعد من الممكن تحميل السفن بالكامل، ما يجعل غاطس السفن أقل انخفاضاً عن ذي قبل، ولذلك تحمل السفن بحمولة أقل عن ذي قبل ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار البضائع المنقولة.
وإذا انخفض منسوب المياه إلى درجة أن العبارات وسفن الركاب لم تعد قادرة على الوصول إلى أرصفتها ، فسيتعين حتمًا تقييد حركة المرور أو إيقافها.
وعلى عكس الوضع عند ارتفاع منسوب المياه ، لا يوجد شرط قانوني أو رسمي فيما يتعلق بالوقت الذي لا يُسمح فيه للسفن بالإبحار في نهر الراينفإن كل قبطان مسؤول عن المناورة التي يمكنه القيام بها بسفينته حتى في المياه المنخفضة ليصل إلى وجهته بأمان، وفق ما نقل موقع SWR الألماني.
حذرت شركة يونيبر الألمانية للطاقة من أنها قد تضطر إلى تخفيض إنتاج الكهرباء من محطتين رئيسيتين تعملان بالفحم لأن منسوب المياه المنخفض في نهر الراين يهدد إمدادات الفحم.
ومن شأن هذه الخطوة، حال حدوثها، أن تؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة، الأمر الذي يهدد بسقوط اقتصاد ألمانيا، وهو الأكبر في القارة الأوروبية، في براثن الركود، وذلك بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الخميس.
وربما نجم عن تراجع مستويات المياه في النهر “تشغيل غير منتظم” في محطة شتاودينغر5- التابعة ليونيبر والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 510 ميغاواط، حتى وقت مبكر من أيلول/سبتمبر المقبل وكذلك في محطة داتلن4- التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1000 ميغاواط وذلك بسبب توافر كميات محدودة من الفحم في المحطتين.
وارتفع سعر الطاقة الألمانية للعام المقبل إلى مستوى القياسي بـ 57ر410 يورو لكل ميجاواط/ ساعة في بورصة الطاقة الأوروبية اليوم. وتراجعت العقود الآجلة للشهر المقبل رغم أن قيمة تداولها لا تزال تعادل ثمانية أمثال قيمتها في نفس هذا الوقت من العام الماضي.
ومع ذلك ، لا يؤثر انخفاض المياه على الاقتصاد وحركة المرور فحسب – بل تتأثر البيئة أيضاً. إذ إنه بسبب انخفاض مستوى المياه في نهر الراين، تعاني النباتات والحيوانات داخل وحول النهر.
على سبيل المثال، يزداد تركيز الملوثات وترتفع درجة حرارة نهر الراين بشكل أكثر حدة بسبب انخفاض مستوى المياه، ما قد يسبب مشكلة كبيرة خاصة بالنسبة لبعض أنواع الأسماك المحلية.
أيضاً لا تعد السباحة في نهر الراين في هذا الوقت فكرة جيدة حتى مع مستويات المياه المنخفضة، إذ تحذر الجمعية الألمانية لإنقاذ الحياة (DLRG) بشكل قاطع من أن نهر الراين يشكل خطورة كبيرة على السباحين والسباحين ، خاصة في المياه المنخفضة. هذا لأنه كلما قل الماء ، أصبحت قناة النهر أضيق ، على سبيل المثال، وتزداد سرعة تدفق المياه بشكل أكبر.
ويحذر الخبراء من إن تيارات المياه في الأنهار غادر للغاية ، خاصة في نهر الراين ، ويمكنها ابتلاع الأشخاص بسرعة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يزداد خطر الإصابة بصدمات وكسور بسبب الاقتراب من القاع والصخور نظرا لانخفاض مستوى المياه في النهر. (DW)
[ads3]