مع قرب موسم الشتاء .. أزمة الغاز تدفع مصانع ألمانيا إلى تغيير وقودها للنفط
ناشدت الأوساط الصناعية في ألمانيا الحكومة الاتحادية المزيد من السرعة في اتخاذ إجراءات لتوفير الغاز، خاصة مع قرب موسم الشتاء شديد الاستهلاك.
ووفقا لـ”الألمانية”، انتقد زيجفريد روسفورم رئيس اتحاد الصناعات الألمانية البطء في تغيير الوقود بالمصانع من الغاز إلى النفط مثلا بسبب إجراءات التصاريح الطويلة للغاية.
ودعا روسفورم إلى مزيد من السرعة في تنفيذ إجراءات مقررة بالفعل مثل إعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم بدلا من توليد الكهرباء من الغاز.
وقال “هذه ليست السرعة التي تحتاجها ألمانيا في إدارة الأزمة، ألمانيا تشهد أكبر أزمة طاقة منذ نشأة الجمهورية الاتحادية، يتعين على الأوساط الاقتصادية والمستهلكين الإسهام في توفير الغاز من أجل تجنب وقف الإنتاج، الأمر يحتاج إلى حسم وسرعة”.
وأظهرت بيانات اقتصادية تراجع الطلب على إنتاج المصانع في ألمانيا خلال حزيران (يونيو) الماضي للشهر الخامس على التوالي في ظل استمرار تأثيرات ارتفاع معدل التضخم واضطراب سلاسل الإمداد على آفاق أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتراجع الطلب على إنتاج المصانع خلال يونيو الماضي 0.4 في المائة مقارنة بالشهر السابق، نتيجة تراجع الطلبيات على السلع الاستثمارية خاصة من الخارج. كما تراجع الطلب 9 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أن المحللين كانوا يتوقعون تراجع الطلب خلال يونيو الماضي 0.9 في المائة شهريا.
وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني في بيان، أنه “في ضوء زيادة حالة عدم اليقين الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا ونقص إمدادات الغاز، مازال نمو الطلب ضعيفا، وآفاق النشاط الصناعي مازالت مقيدة في ظل استمرار تدهور مناخ الأعمال”. وتبدو النظرة المستقبلية لألمانيا أسوأ من كثير من الدول المجاورة.
وإضافة إلى معدل التضخم المرتفع واضطراب سلاسل الإمداد، يعد اعتماد ألمانيا الكبير على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي يهدد باحتمال اللجوء إلى تنظيم إمدادات الطاقة واستخدام نظام الحصص للمستهلكين خلال الشتاء المقبل، في ظل استمرار تقليص روسيا لكميات الغاز التي تضخها إلى ألمانيا وأوروبا بشكل عام.
ومن المحتمل أن يتدهور الموقف بصورة أكبر في الأشهر المقبلة حتى تضطر الشركات الصناعية في ألمانيا إلى خفض إنتاجها أو وقفه جزئيا.
وقالت مجموعة “أيه جي إي بي” الألمانية لإحصاءات الصناعة في تصريحات، إن استهلاك الطاقة في ألمانيا هبط 3.5 في المائة على أساس سنوي في النصف الأول من 2022، بسبب تباطؤ الاقتصاد وارتفاع الأسعار واعتدال الأحوال الجوية.
وأضافت المجموعة أن أكبر اقتصاد في أوروبا استهلك 203.0 ملايين طن من معادل الفحم، وهو مقياس معياري للصناعة، على مدار الأشهر الستة الأولى هذا العام، انخفاضا من 210.4 مليون طن قبل عام. (DPA)[ads3]