دويتشه فيله : لماذا لم تنجح ألمانيا في إغراء و استقدام عمال مطارات من تركيا ؟
طوابير انتظار لا نهاية لها وتأخير وإلغاء لآلاف الرحلات الجوية، إنه الوضع المتأزم في المطارات الألمانية والذي تفاقم في موسم الإجازات الصيفية.
حاولت الحكومة حل أزمة المطارات الألمانية بالتعاون مع شركات الطيران عبر استقدام عمال أجانب. في نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي، حيث تم التخطيط رسميًا لتوظيف عمال من تركيا على وجه الخصوص وبشكل مؤقت.
لكن يبدو أن الخطة الألمانية لحل أو على الأقل التخفيف من المشاكل في المطارات الألمانية من خلال توظيف عمال أتراك قد فشلت. حيث كان هناك تصور باستقدام حوالي 2000 عامل من تركيا مؤقتًا إلى ألمانيا. ولكن لم يأت سوى أكثر بقليل من 60 شخص، وفقط إلى مطاري ميونيخ ونورنبرغ.
الوضع الراهن في المطارات
قال متحدث باسم مطار دوسلدورف في رد على سؤال لـ DW، إنه لم يتم حتى الآن توظيف عمال مختصين من تركيا. كما صرح ألكسندر فايزه، المتحدث الصحفي باسم مطار كولونيا/ بون، لـ DW بأنه في بداية العطلة الصيفية، كانت هناك حاجة إلى 20 عاملاً إضافياً من خارج ألمانيا. ومع ذلك، لم يصل هؤلاء حتى الآن، وأضاف “تعتقد إدارة المطار أن هؤلاء العمال لن يتم توظيفهم في مطار كولونيا/بون، لا سيما في ضوء العمليات السلسة إلى حد كبير في المطار”.
وتقول يوليا فومان المتحدثة باسم الرابطة الفيدرالية لصناعة الطيران الألمانية (BDL)، في حوار مع DW. إنه “في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، واصلت الشركات في مطارات ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى البحث بشكل مكثف عن عمال يمكنهم العمل بشكل أطول. وقد تمكنت فعلا من توظيف عدد من العمال الجدد”.
متأخر جدا وغير واقعي؟
ووفقًا لفومان، تصرفت الدولة ببطء شديد وبيروقراطية في توظيف العمال من الخارج. وكانت الحكومة الاتحادية قد قدمت استثناء قصير الأجل لتوظيف العمال الأجانب، وكان من المفترض أن يكون توظيف العمال من تركيا ممكنًا في الربيع. ومع ذلك، اتخذت الحكومة القرار اللازم في السادي من يوليو/ تموز، وهو وقت متأخر لتنفيذ ناجح للقرار.
وتضيف فومان “بسبب هذا القرار المتأخر، والمهلة الزمنية الصارمة البالغة ثلاثة أشهر، والشرط غير الواقعي المتمثل في السماح بالقدوم (إلى ألمانيا) بعد منح جميع التصاريح اللازمة مثل التأشيرات والتحقق من الخلفية بحلول نهاية شهر يوليو/ تموز، فقد انخفض عدد العمال المحتملين بشكل كبير بسبب ذلك”.
الإجراءات غير واضحة بالنسبة للمهتمين بالأمر!
“كان هناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها بالنسبة للمهتمين”، يقول مراسل DW في تركيا إمري إيسر. وقبل كل شيء، لم تقدم ألمانيا الإيضاحات الكافية لعملية تقديم الطلب بالنسبة للمهتمين بالعرض الألماني.
إذ لم يكن لدى العمال الأتراك الفرصة لمعرفة كيفية التقديم على الإطلاق. “كثيرون لم يتمكنوا من تقديم طلباتهم، لأنه لم يكن لديهم توجيه بهذا الشأن”. كان هناك أيضًا غموض في العديد من الشركات المتخصصة في طلبات التأشيرة (الفيزا). ويضيف إيسر بأن هذه الشركات “تلقت الكثير من المكالمات من الأطراف المهتمة في البداية”، لكنها غالبًا لم تكن قادرة على مساعدتهم بسبب الشروط غير الواضحة”.
كان الوقت قصيرًا جدًا
لعب الوقت المحدود أيضا دورا في عدم تمكن كثير من من تقديم طلباتهم “لقد تطور كل شيء بسرعة كبيرة. ربما كان الناس سيضطرون إلى مغادرة منازلهم وتنظيم كل شيء يتعلق بعائلاتهم. فلم يكن هناك وقت كافٍ لكل ذلك”، كما يقول. إيسر. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من العاملين في خدمات تخليص الحقائب في المطارات التركية ليس لديهم معرفة باللغتين الإنجليزية أو الألمانية.
سبب آخر هو ظروف العمل الجيدة في تركيا. حتى أن العديد من مقدمي الخدمات قد رفعوا رواتبهم خوفًا من الهجرة. يقول إمري إيسر: “تدفع بعض الشركات العاملة في مطار إسطنبول ضعف أو ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجور”. “الظروف جيدة جدًا مقارنة بالعديد من المناطق الأخرى. لا يوجد سبب فعلي للعمال للذهاب إلى ألمانيا لفترة محدودة”.
قطاع الطيران يدعو إلى إجراءات عاجلة
يشكو قطاع الطيران من أن الحكومة الاتحادية لم تنفذ خططها بالسرعة الكافية. وأوضح إدغار إنغرت المتحدث الصحفي لمطار ميونيخ لـ DW، أن عملية التوظيف للعمال الأتراك استغرقت أكثر من شهرين. ويضيف “ربما هناك إمكانية لتسريع الإجراءات”.
تحاول العديد من المطارات أيضًا تعيين عمال جدد على أساس طويل الأجل. في هذا السياق، تدعو الرابطة الاتحادية لصناعة الطيران الألمانية (BDL)، الحكومة إلى تسهيل عملية استقدام العمال. “تماشياً مع الاقتصاد الألماني بأكمله، نطالب منذ سنوات بأن تخفف ألمانيا بشكل كبير من لوائحها المتعلقة بهجرة العمالة إلى ألمانيا”، تقول المتحدثة باسم الرابطة يوليا فومان.
لكن رغم كل ذلك ترى فومان أن هناك شيء إيجابي في المبادرة الحكومية: “فحتى العمال القلائل الذين يأتون يمكنهم المساعدة. لأنهم يستطيعون المساهمة في تخفيف عبء عمال الخدمات الأرضية وفي المطارات”.
وحتى إدغار إنغرت المتحدث الصحفي لمطار ميونيخ، يبدو واثقًا أيضًا، ويضيف: “سيتغلب قطاع النقل الجوي على الأزمة التي التي يمر بها والتي لا ذنب له في حدوثها”. (DW)[ads3]