هل كانت الديناصورات عرضة للفناء قبل اصطدام النيزك الناري المعروف بالأرض ؟

لطالما أثار انقراض الديناصورات حيرة العلماء الذين ردوه إلى اصطدام نيزك ناري بالأرض قبل نحو 66 مليون سنة، أعقبه ثوران البراكين واحتراق الغابات في كوكبنا.

ولكن تشير دراسة أخرى الآن إلى أن الديناصورات كانت أصلاً في طريقها إلى الفناء منذ ملايين السنين قبل أن يضرب النيزك المُفترض الأرض، وفقا لتحليل أكثر من 1000 قطعة من قشر البيض المتحجر لهذا الحيوان تم اكتشافها في وسط الصين.

وقال معد الدراسة تشيانغ وانغ، من الأكاديمية الصينية للعلوم: “انقرضت الديناصورات تدريجيا على مدى ملايين السنين، ولم تنتهِ بشكل مفاجئ من من جراء كوارث”.

وتبحث الدراسة في ما إذا كانت الديناصورات غير الطائرة واجهت تلك النهاية المفاجئة أم أنها كانت تتأرجح أصلاً على حافة الانقراض قبل ضرب الأرض بكويكب يبلغ عرضه 10 كيلومترات حدد مصيرها.

وتوضح الدراسة، التي أجراها فريق من الجيولوجيين وعلماء الأحافير العاملين في الصين، إلى أن التنوع البيولوجي للديناصورات بدأ يتلاشى قبل مليوني عام على الأقل من انقراض الديناصورات عموماً، أي في نهاية العصر الطباشيري، تاركا الطيور من بينها أحفادا حية وحيدة لها.

وتستند استنتاجات الفريق إلى مجموعة من أحافير البيض الديناصوري، بما في ذلك العديد من بيض الديناصورات الكامل وغير المكتمل، المحفوظ في طبقات من الصخور يبلغ سمكها 150 مترا وترسبت خلال الفترة الجيولوجية الواقعة بين 68.2 و66.4 مليون سنة، قبل أن يُسدَل الستار على الديناصورات نفسها مباشرة.

ويعد حوض شانيانغ، حيث عثر على أحافير البيض هذه، موطنا لواحد من أكثر سجلات عيش الديناصورات وفرة في أواخر العصر الطباشيري. ومع ذلك، وجد الباحثون ثلاثة أصناف فقط من الديناصورات ممثلة في قشر البيض المتحجر – وهو انحسار واضح في التنوع البيولوجي مقارنة بمعطيات سجلات الحفريات القديمة.

ويشك الباحثون في أن هذا التراجع في الاختلاف النوعي ربما أضعف القدرة الجماعية للديناصورات على التعافي من تأثير كويكب Chicxulub الذي ضرب المكسيك في فترة الانقراض المذكور، أو التكيف مع الظروف البيئية المضطربة في ذلك الوقت.

وكتب الباحث في جامعة الصين لعلوم الأرض، فاي هان، وزملاؤه: “تدعم نتائجنا انخفاضا طويل الأمد في التنوع البيولوجي للديناصورات عالمياً قبل 66 مليون عام، من المحتمل أن يكون مهد الطريق للانقراض الجماعي للديناصورات غير الطائرة في نهاية العصر الطباشيري”.

وعلى الرغم من ادعائهم هذا، لاحظ الفريق بحق أن انقراض الديناصورات لا يزال محل خلاف لعدة أسباب، من بينها “تحيز في أخذ العينات من السجل الأحفوري، واختلاف في الأساليب التحليلية المستخدمة، وندرة في التأريخ الجيولوجي العالي الدقة للديناصورات”.

وقد استخدم هان وزملاؤه في عملهم مجموعة من التقنيات لتصنيف آلاف العينات الصخرية التي تغلف قشور البيض المتحجرة، وتقدير عمر تلك العينات، وإنشاء جدول زمني لتلك البيانات بدقة 100.000 عام.

وتنوع الدناصير المنخفض الذي وجده الباحثون يتطابق مع بقايا الهياكل العظمية للديناصورات القديمة التي تم اكتشافها أيضا في حوض شانيانغ، ويمكن مقارنتها بمستودعات أحفورية أخرى في جنوب وشرق الصين، بالإضافة إلى بعض القواعد العظمية في أمريكا الشمالية التي تشير أيضا إلى انخفاض تنوع الديناصورات خلال نفس الفترة.

ويجادل هان وزملاؤه بأن كل هذا “يشير إلى انخفاض تنوع الديناصورات وانخفاض عددها عموما على نطاق عالمي”، ما يشير إلى أن التراجع ربما نتج عن تقلبات مناخية عالمية شاملة وانفجارات بركانية.

واقترحت دراسات أخرى أشارت أيضا إلى أن الديناصورات كانت أصلا عرضة للانقراض أن يكون تنوعها بدأ ربما في التضاؤل ​​منذ 10 ملايين سنة قبل أن يصطدم النيزك بالأرض.

ومع ذلك، وجدت دراسات سابقة خلاف ذلك. فقد تبين لأحد التحليلات الحديثة البعيدة المدى التي تحاكي أنواع الديناصورات – معدل ظهور الأنواع الجديدة – أن أقل من 20% من الديناصورات كانت في حالة تدهور نهائي قبل اصطدام الكويكب، بينما كانت الأنواع الباقية مزدهرة.

وخلص هان وزملاؤه إلى أن الطريقة الوحيدة لحل تضارب هذه التفسيرات هي العثور على المزيد من الحفريات وأخذ عينات منها وتحليلها ودمج البيانات المتوفرة من مواقع الحفريات حول العالم لفهم أنماط الانقراض بشكل أفضل.

وهذه بالتأكيد ليست مهمة سهلة، ولكنها مهمة قد تساعد أخيرا في فهم ما حدث في ضوء تلاشي عهد الديناصورات.

وكتب الباحثون: “وإن دراستنا في آسيا عن الحفريات الوفيرة والمؤرخة جيولوجيا هي خطوة رئيسية في هذا الاتجاه”. (RT)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها