صحيفة : إدمان ألمانيا على التعامل مع الديكتاتورية الصينية سيقودها للخسارة

ناقشت المعلقة في صحيفة “ديلي تلغراف” جولييت صموئيل، موضوع تعامل ألمانيا مع الدول الديكتاتورية، محذرة من خسارة عملاق الاقتصاد الأوروبي في النهاية.

وتقول الكاتبة إنه كلما شغلت ألمانيا المصانع وقدمت التكنولوجيا ومارست التسويق في هذه العلاقة التجارية المسدودة، كلما خسرت في النهاية.

فرغم رؤية ألمانيا لنفسها كساحة للعالم الحر، إلا أنها تجد صعوبة في إنهاء علاقة الحب مع الديكتاتورية. وتقول الكاتبة: “راقبنا كلنا تردد ألمانيا بشأن الحرب في أوكرانيا، مع أنها جرّت نفسها إلى الطريق الصحيح بضغط من الناتو. لكن برلين لا تزال متشبثة بحب آخر سيئ: النظام الخبيث الذي يحكم بكين” بحسب وصف صموئيل.

وتوافَق التحالف الحاكم في ألمانيا بعد وصوله إلى السلطة على التشدد مع الصين. ولكن المستشار الألماني أولاف شولتس حاول جاهدا تقويض هذا الموقف. وأشارت الكاتبة إلى ما كتبه نوح باركين، من صندوق مارشال الألماني، حيث منع شولتس زملاءه في حزب الخضر من وقف استثمار لشركة “كوسكو” للشحن البحري العملاقة، المملوكة من الدولة الصينية في ميناء هامبورغ. ويخطط الآن لزيارة بكين في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر ومعه وفد كبير من مديري الشركات الألمان، ومستعد لتبييض جرائم الحرب خدمة لمجتمع رجال الأعمال الألمان.

ونقل باركين عن مصدر دبلوماسي، وصفًه لاستراتيجية الحكومة الألمانية بأنها محاولة لتجنب تحطيم القارب مع الصين، خاصة وسط المناخ الاقتصادي الحالي. وهي محاولة من النظام الألماني للحفاظ على الوضع الراهن قدر الإمكان، وقبل أن تضطر لترك الصين في المستقبل. وإلى حين ذلك، فأمامك فرصة للحصول على المال قدر الإمكان. وبعيدا عن المصالح الذاتية في هذه الخطوة، فهي تمثل عودة من الخلف للأمام. فكلما زادت الأموال النظيفة التي تنفقها بعد السيئة، وكلما زادت المصانع والتكنولوجيا والتسويق التي تدرها على هذه التجارة ذات الأفق المسدود، كلما خسرت في النهاية.

وقالت صموئيل إن النخبة المؤيدة لبكين في ألمانيا تقوم بتخريب مستقبل بلدها. وسئم العالم الحر من محاولات توجيه البوصلة الأخلاقية لقادة ألمانيا.

وأضافت أن الحكومة البريطانية تأخرت في تجريد شركة الاتصالات الصينية هواوي من روابطها مع شركات الاتصالات البريطانية، فبدلا من إكمال المهمة بداية العام المقبل، أصبح لديها فرصة لتكمل العمل في  كانون الأول/ ديسمبر 2023.

فالشركات لديها مبرر دائم، فكيف وصلت معدات هواوي إلى هنا بالمقام الأول؟ علينا ألا أن ننسى طبيعة نظام شي جين بينغ الذي يريد التأثير علينا، بحسب قول الكاتبة.

فقبل مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني العشرين، الذي سيمنح شي ولاية ثالثة على رأس الحزب وكزعيم شبه مقدس في معبد القادة الديكتاتوريين والمجرمين بقيادة ماوتسي تونغ، بث التلفاز الصيني مسلسلا من 16 حلقة بعنوان “البحار” أثنى فيه على قدرات شي باعتباره قائد الدفة للأمة.

وفي حلقات بثتها المحطة المدعومة من الدولة والناطقة بالإنكليزية “سي جي تي إن” وثقت فيها الجهود التي قام بها شي لمكافحة كوفيد- 19، وأنه يقود الصينيين “لحياة سعيدة” و”رؤيته الطويلة وتقييمه الحكيم للوضع، لأن قائد الدفة يكشف عن مهاراته الحقيقية عندما يبحر في البحار الهائجة”. والأهم من كل هذا، صور شي وهو يزور المدن والبلدات حول الصين حيث تقابله الحشود التي ترحب به بجنون، نساء مبتسمات، مزارعون يصفقون له أو عمال بزي العمل يستمعون بانتباه. كل هذا ينم عن حالة عبادة للشخص، بشكل يذكر بالوضع في كوريا الشمالية.

وبالعودة للعالم الحقيقي، فقد عادت شنغهاي إلى حالة الإغلاق ضمن سياسة صفر كوفيد، وهذا هو النظام الذي يريد رجال الأعمال عقد الصفقات معه، ويبدو أنهم فقدوا عقولهم، وفق تصريح كاتبة المقال.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها