شركة ” إنتل ” الأميركية تتراجع عن صناعاتها للرقائق في ألمانيا !
تحدثت صحيفة “بوليتكو” الأميركية عن تراجع شركة “إنتل” الأميركية لصناعة الرقائق عن خطط لبدء بناء مجمع في النصف الأول من عام 2023 ضمن مصنع أشباه الموصلات “الضخمة” في ألمانيا.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنّ شركة “إنتل” ترى الآن “وضعاً صعباً في السوق” ولم تعد قادرة على الالتزام بالتاريخ المخطط للبناء، مشيرةً في الوقت نفسه إلى زيادة التكاليف والدعوة إلى زيادة الدعم الحكومي.
وفي وقت سابق من هذا العام، اختارت شركة “إنتل” الأميركية ألمانيا كموقع لمجمع جديد ضخم لصناعة الرقائق، حيث قدمت التفاصيل الأولى لحملة استثمارية بقيمة 88 مليار دولار في جميع أنحاء أوروبا التي تسعى جاهدة للحد من اعتمادها على الواردات وتسعى لتخفيف أزمة العرض على المصنعين.
واعتبرت هذه الخطة هي أحدث إعلان استثماري كبير من قبل شركة كبرى لتصنيع أشباه الموصلات، حيث تحاول الصناعة اللحاق بالازدهار في الطلب على الرقائق المستخدمة في كل شيء من الهواتف الذكية إلى السيارات.
وكان من المفترض البدء بأعمال البناء بحلول ربيع العام 2023 على أبعد تقدير، والمباشرة بالإنتاج عام 2027، وفق بيان الشركة .
علماً أن وزارة التجارة الأميركية، أقرت في تشرين الأول الماضي/أكتوبر، مجموعة شاملة من اللوائح التي يمكن أن تمنع مختبرات الأبحاث ومراكز البيانات التجارية من الوصول إلى رقائق الذكاء الصناعي المتقدمة.
أمام هذا التراجع، نقلت وكالة رويترز عن مصادر، منذ أيام، قولها إنّ “الصين تعمل لإعداد حزمة دعم تزيد قيمتها على تريليون يوان (143 مليار دولار)، لصناعة أشباه الموصلات لديها”.
وتعد خطوة الصين بحسب المصادر “كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الرقائق ومواجهة التحركات الأميركية”، التي تهدف إلى إبطاء تقدّمها التقني.
وتؤثر الضغوط الأميركية على القارة الأوروبية بالتحديد، فشبكة “سي أن أن” تحدثت الشهر الماضي، عن صدور أوامر حكومية لأكبر شركة لتصنيع الرقائق في بريطانيا بإلغاء صفقة استحواذ من قبل شركة صينية، بعد أيام فقط من منع بيع مصنع رقائق آخر في ألمانيا، وتأثرت كلتا العمليتين بمخاوف مزعومة تتعلق بـ”الأمن القومي”.
ووفق الشبكة “توضح الاتفاقيتان المتعثرتان الآن كيف أن الضغط يتزايد أيضاً في أوروبا وليس فقط في الولايات المتحدة، خاصة أن المسؤولين الغربيين يواجهون دعوات لإبقاء القطاعات الرئيسية خارج السيطرة الصينية”.
كما قال موقع “سي أن بي سي”، إنّ واشنطن تضع عينيها على هولندا، في ما يتعلق بتصنيع أشباه الموصلات المتطورة، وبالتالي “الإمساك بمفتاح مستقبل الصين” في هذه الصناعة.
وأشار إلى أنّ إحدى شركات الرقائق العالمية تمثّل إسفيناً بين أميركا وهولندا بشأن سياسة الصين التكنولوجية، مضيفاً أنّ “هولندا موطن نجم سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات ASML، وهي شركة تنتج آلة تصنيع الرقائق عالية التقنية، التي تحرص الصين على الوصول إليها”.[ads3]