ألمانيا : تقرير يكشف أن ثلثي مدافع الجيش الحديثة غير صالحة

أفادت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، الأربعاء، بأنّ “ثلثيْ المدافع الألمانية الحديثة غير صالحة للاستعمال”.

وقالت إنّ “هذه الأخبار المسرّبة جاءت بعد أيام من أنباء تفيد بتعطل مجموعة كاملة من مركبات المشاة الألمانية في أثناء تدريب عسكري لحلف شمال الأطلسي”.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها أنّ “هذا العطل قد أشار إلى الحالة السيئة لمعدات القوات المسلحة الألمانية، وذلك بالرغم من إعلان برلين البدء في سدّ بعض ثغرات قدراتها الدفاعية من خلال إنشاء صندوق لإعادة التسليح، وصلت قيمته إلى نحو 106 مليار دولار أميركي”.

وبحسب الصحيفة، فبالرغم من اعتبار مدفع “بانزرهاوبيتزه 2000” الألماني ذاتي الدفع من أهم المدافع الغربية التي قدّمت إلى أوكرانيا، وذلك بسبب معدل الإطلاق السريع للنيران وقدرته على المناورة، فإنّ 6 مدافع هاوتزر ألمانية على الأقل من أصل 14، أرسلتها كييف إلى ليتوانيا بهدف إصلاحها، وسط نقص في قطع الغيار.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنّ “مخزون مدافع “الهاوتزر” الألمانية نفسه يعاني من مشكلات مماثلة”.

وذكر التقرير الحكومي الداخلي أنّ “الجيش الألماني ليس لديه سوى 73 مدفعاً متاحاً للاستخدام فقط من بين 105 مدافع “بي زد إتش” متوافرة لديه، بالإضافة إلى 18 مدفعاً يجري إصلاحها في ورش الأسلحة”.

ويسعى الجيش الألماني بشكل مستعجل لاستعادة جاهزية مدرعاته الأساسية من طراز “بوما”، بعدما تعرضت لسلسلة من الأعطال التي وصفت بـ “الفاضحة” في أثناء تدريبات مشتركة مع قوات من حلف الأطلسي.

وأسس الجيش لجنة للتحقيق في أسباب الأعطال التي ضربت مركبات البوما وإصلاحها بشكل عاجل للوفاء بالتزامات ألمانيا تجاه الحلف.

ويذكر أن فرق الجيش الألماني المشاركة في تدريبات “قوة المهام المشتركة عالية الاستعداد”، التابعة لــ”الناتو”، واجهت مشاكل فنية كبيرة في أثناء تدريبات شاركت فيها من خلال مدرعات من طراز “بوما”.

وكان تقرير سري أعدّته وزارة الدفاع الألمانية وقدمته إلى لجنة الدفاع البرلمانية، كشف أنّ الجيش يعاني قصوراً في الأسلحة والمعدات والعمليات.

وأشار التقرير، الذي نشر الأسبوع الفائت، إلى أنّ الجيش الألماني “لا يمكنه أداء واجبات حلف شمال الأطلسي إلّا في نطاق محدود، إذ يُواجه صعوبة كبيرة في الوفاء الكامل بالتزاماته الدولية تجاه الحلف”، لافتاً إلى أنّ البحرية الألمانية “لن تتمكن من إرسال حتّى سفينةٍ واحدةٍ إلى بعثة الأمم المتحدة قبالة لبنان”.

وذكر التقرير أنّ الوضع المادي ومستوى التدريب في الجيش الألماني “سيئان”، موضحاً أنّ “الأسلحة ومعدات الحرب الثقيلة قديمة، وتحتاج إلى إصلاح”.

وأوضح أنّ “هناك نقصاً في الذخيرة والمعدات العسكرية الأساسية، حتى إنّ الجوارب الحرارية للجنود غير كافية”، وفقاً لما نشره موقع قناة “أن. تي. في” التركية.

يُضاف ذلك إلى ما نشرته صحيفة “سود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، قبلها بأيام، نقلاً عن رئيس المجموعة الألمانية – الفرنسية لشركات الدفاع، KNDS، فرانك هاون، الذي قال إنّ الجيش الألماني يعاني حاليّاً أزمة مادية في جوانب متعددة، وأنّه “يفتقر إلى كلّ شيء تقريباً”.

وأضاف هاون “أنّنا إذا نظرنا إلى الحرب في أوكرانيا، فسنرى أولاً، وسنعرف قبل كل شيء أننا نفتقر إلى المدفعية”.

وأضافت المفوضة الألمانية أنّ بلادها في حاجة إلى “شراء ذخيرة بقيمة 20 مليار يورو لتأمين قواتها المسلحة بالكامل، والجنود لا يُزوَّدون دائماً بالملابس اللازمة”.

وكان  المستشار الألماني، أولاف شولتس، خاطب البرلمان في شباط/فبراير الماضي، معلناً خططاً “غير مسبوقة” لإطلاق استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار من أجل تطوير الجيش الألماني  وإعادة معداته العسكرية إلى المستوى الاعتيادي، بعد عقود من الاستنزاف منذ نهاية الحرب الباردة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها