دراسة : التخلي عن اللحوم و المنتجات الحيوانية قد يسبب الاكتئاب
حذر عدد من الأطباء من أن إقدام الإنسان على التخلي عن اللحوم والمنتجات الحيوانية ليصبح نباتياً قد يعرضه لخطر أكبر، ويسبب له العديد من الأمراض.
وتتنوع المشاكل الصحية التي حذر منها الأطباء، ومنها مثلًا الإصابة بكسور في العظام والأمراض العقلية وحالات الإجهاض، والتي قد تحدث خلال أشهر.
وهناك مئات الآلاف من البشر الذين يتبعون بالفعل هذا النظام الغذائي، الذي يستثني اللحوم ومنتجات الألبان والبيض وجميع المنتجات الحيوانية الأخرى.
لكن وفقًا للدكتور جوليان أوين، استشاري الصدمات وجراح العظام في مستشفى أدينبروك في كامبريدج، يمكن أن يؤدي التحول إلى النظام النباتي إلى نقص محتمل في الفيتامينات في غضون أشهر.
وأوضح أن ذلك راجع لأن المنتجات الحيوانية تحتوي على فيتامين “ب 12″، وهو عنصر غذائي ضروري لوظيفة الجسم الصحية، لكن الأطعمة النباتية تحتوي على القليل من الأطعمة.
ويقول الدكتور أوين، الذي يرأس مجموعة عالمية من الخبراء الذين يبحثون في فوائد فيتامين “ب 12″، إن أي شخص يخطط للتحول ليكون نباتياً يجب أن يكون مستعدًا لتناول مكمل يومي.
ويضيف: “هذا فيتامين أساسي لوظيفة جسم الإنسان، وهو غائب تمامًا تقريبًا عن النظام الغذائي النباتي. هذا مقلق للغاية”، بحسب ما أوردته صحيفة “ديلي ميل”.
ونوه إلى أنه “إذا لم يتم تناول المكملات الغذائية بعد ستة أشهر من التحول إلى نظام نباتي، يمكن أن يبدأ الناس في تجربة أعراض عصبية مثل القلق والاكتئاب وحتى الذهان – أعراض نقص فيتامين ب 12”.
وبحسب شبكة “إرم نيوز”، تظهر الأبحاث أن فيتامين “ب 12” ضروري للوظيفة المناسبة للأوعية الدموية وأنسجة المخ. يمكن أن يؤدي النقص أيضًا إلى فقر الدم، وهي حالة توجد فيها مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من خلايا الدم الحمراء في الجسم، مما يؤدي إلى أعراض مثل التعب الشديد ومشاكل البصر.
ويوضح الدكتور أوين أنه “هناك الكثير من الحماس للنباتيين، ولكن هناك أيضًا نقص كبير في التعليم حول الحاجة إلى فيتامين ب 12”.
وفي عام 2018، حذرت دراسة أجرتها جامعة كوليدج لندن من أن نقص العناصر الغذائية في النظام الغذائي النباتي، مثل الكالسيوم والزنك والبروتين عالي الجودة، يمكن أن يترك الأطفال يعانون من سوء التغذية وتلف الأعصاب “الذي لا رجعة فيه”.
وفي العام الماضي، دق الخبراء ناقوس الخطر بشأن الشعبية المتزايدة لبدائل الألبان مثل الشوفان وحليب اللوز، بعد أن كشفت الأرقام الحكومية أن ما يقرب من نصف الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و18 عامًا يعانين من نقص في الحديد.
ويعد حليب الألبان مصدرًا مهمًا للحديد، وهو ضروري لصنع خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. وتحذر دول مثل إسبانيا وألمانيا الآباء بالفعل من وضع أطفالهم على نظام غذائي نباتي.
وفي ورقة بحثية نُشرت الشهر الماضي في المجلة الأوروبية للتغذية، حذر الدكتور أوين وزملاؤه أيضًا من أن الأنظمة الغذائية النباتية خطيرة بشكل خاص على النساء الحوامل، اللائي من المرجح أن تكون لديهن مستويات منخفضة من فيتامين ب 12 في المقام الأول.
وتظهر الدراسات أن نقص فيتامين ب 12 مرتبط بمضاعفات الحمل وانخفاض الوزن عند الولادة وتسمم الحمل والإجهاض.
وتقترح الورقة أن يخضع النباتيون لاختبارات دم منتظمة لمراقبة مستويات فيتامين ب 12، إلى جانب تناول المكملات الغذائية. كما ينصح أي شخص يخطط للحمل أو يزيد عمره على 60 عامًا باستشارة الطبيب قبل أن يصبح نباتيًا.
ويشير الخبراء إلى أن النظام الغذائي النباتي، عند دمجه مع المكملات الغذائية، له عدد من الفوائد الصحية. تشير الدراسات إلى أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان من أكلة اللحوم.[ads3]