مزارع الرياح في ألمانيا تنتعش بصفقة لمدة 10 سنوات

تتجه دول أوروبية عدة إلى دعم نشر الكهرباء النظيفة، وتُسهم مزارع الرياح في ألمانيا بتحقيق ذلك، إذ وقّعت شركة الكهرباء “آر دبليو إي” اتفاقية توريد تمتد إلى 10 سنوات؛ للاستفادة من إنتاج مزرعتي “نورد سي أوست” و”أمروم بنك ويست”.

وتستفيد من اتفاقية التوريد 12 شركة ومرفقًا محليًا، في ظل محاولات تقليص الاعتماد على الكهرباء المولّدة من مصادر الوقود الأحفوري، بحسب بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لشركة الكهرباء الألمانية “آر دبليو إي” اليوم الإثنين 16 يناير/كانون الأول.

وتكثف ألمانيا من توسعها في مصادر الطاقة النظيفة مؤخرًا سواء عبر مشروعات طاقة الرياح أو الهيدروجين، وخلال رحلتها لتحقيق أهدافها الخضراء دفع غياب الغاز الروسي -الذي كانت تعده وقودًا انتقاليًا- نحو عودة برلين إلى الفحم مرة أخرى، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

بموجب الاتفاق تشتري 12 شركة صناعية ومرافق محلية 1500 غيغاواط/ساعة سنويًا من شركة الكهرباء “آر دبليو إي” للتوريد والتجارة طوال 10 سنوات بداية من عام 2025، ويشمل الاتفاق توريد الكهرباء النظيفة المنتجة من قِبل 2 من أبرز مزارع الرياح في ألمانيا.

وتنطلق عملية توريد الكهرباء المنتجة من مزرعتي الرياح في ألمانيا عبر مرحلتين؛ تركز المرحلة الأولى على تزويد 11 عميلًا صناعيًا بداية من عام (2025)، وتورد شركة “آر دبليو إي” من خلال المرحلة الثانية الكهرباء النظيفة إلى مرفق محلي كبير بداية من عام (2026).

وتستمر عمليات توريد الكهرباء النظيفة لمدة تصل إلى 10 سنوات وفق التعاقد بنظامي الشراء المباشر والمؤجل، وأسهمت المزرعتان في اتفاقيات مماثلة خلال الأعوام من 2019 حتى 2021، وسمحت الاتفاقيات السابقة والحالية ببيع الكهرباء النظيفة المنتجة من المزرعتين من عام 2026.

كانت مزرعتا الرياح في ألمانيا “نورد سي أوست” و”أمروم بنك ويست” قد بدأتا الإنتاج عام 2015، وتضم الأولى 48 توربينًا بقدرة إجمالية مركّبة تصل إلى 295 ميغاواط، أما الثانية فتضم 80 توربينًا بقدرة إجمالية مركبة تصل إلى 302 ميغاواط.

وتزوّد قوانين الطاقة المتجددة مزارع الرياح في ألمانيا بالتمويل اللازم، غير أن انتهاء العمل بتلك القوانين بحلول عام 2025 دفع شركة “آر دبليو إي” نحو فتح المجال أمام العملاء لاتفاقيات شراء الكهرباء النظيفة.

بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “آر دبليو إي” للتوريد والتجارة، أولف كيرستن، أن الكهرباء النظيفة الخالية من الكربون المنتجة من مزرعتي الرياح في ألمانيا جذبت اهتمام الشركات والمرافق الصناعية.

وأضاف كيرستن أن الاتفاقيات طويلة الأجل تضمن تخطيطًا آمنًا لكل من الموردين والعملاء، فضلًا عن تعزيز قدرة برلين على المنافسة وتسويق إنتاج مزارع الرياح البحرية التي تخضع للتطوير.

على النقيض من الاعتماد على مزارع الرياح لإنتاج وتوريد الكهرباء النظيفة في ألمانيا، تجري الجهود على قدم وساق لتوسعة مناجم الفحم وتزويد محطات توليد الكهرباء بالوقود الملوث، لتلبية الطلب الآخذ في الارتفاع.

وتصاعدت حدة الأمر -قبل أيام قليلة- إلى أن وصلت للاشتباك بين قوات الشرطة ونشطاء مناخ رفضوا هدم إحدى القرى لتوسعة منجم فحم.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم اعتماد برلين على الغاز وحصص مزيج الكهرباء خلال عامي 2020 و2021، وفق بيانات بلومبرغ ويوروستيت و”إيه جي إي بي”.

وبعدما ظلت برلين تكافح لتبني سياسات الأهداف الخضراء، جاءت تداعيات الحرب الأوكرانية وانقطاع الغاز الروسي بمثابة “انتكاسة” لأكبر الاقتصادات الأوروبية.

وأكدت رابطة مستوردي الفحم في ألمانيا أن الوقود الملوث في ظل التطورات الأخيرة سيظل خيارًا داعمًا لسنوات عدة طالما استمر نقص الغاز، مشيرة إلى أنه يجري العمل على تطوير إنتاج الفحم محليًا بجانب زيادة وارداته من منافذ بديلة لموسكو؛ من بينها أميركا وأفريقيا وأستراليا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها