وكالة تركية : نقل أسلحة أمريكية من إسرائيل لأوكرانيا .. هل تغيرت قواعد اللعبة ؟
تسلمت القوات المسلحة الأمريكية قبل عدة أسابيع أسلحة لها كانت مخزنة في إسرائيل، للاستخدام في حال الطوارئ، إلى أوكرانيا.
وقال مصدر إسرائيلي واسع الاطلاع في تصريح خاص للأناضول: “تم نقل معدات أمريكية كانت مخزنة في إسرائيل إلى القوات المسلحة الأمريكية قبل أسابيع قليلة بناء على طلبهم”.
التقديرات في إسرائيل هي أن نقل المعدات لا يضعف قدرة الجيش الإسرائيلي على الاستجابة لسيناريوهات الطوارئ.
وبحسب التقديرات ذاتها فإن القوات المسلحة الأمريكية ستعيد المعدات المسلحة في وقت لاحق، دون تحديد موعد.
والحديث يدور عن مخزون ذخيرة تحتفظ به الولايات المتحدة في إسرائيل لاستخدامه المحتمل من قبل جيشها في حالة نشوب صراع إقليمي يتطلب تدخلها.
ولم يسبق أن تم في الماضي الإعلان عن نقل أسلحة أمريكية من خلال إسرائيل إلى أوكرانيا.
وتمتنع إسرائيل عن نقل أسلحة إسرائيلية إلى أوكرانيا رغم المطالبات المتكررة من قبل الحكومة الأوكرانية.
واكتفت إسرائيل منذ بداية الأزمة بإرسال معدات إنسانية إلى أوكرانيا.
ولكن رئيس معهد “متفيم” (مسارات) الإسرائيلي للسياسات الخارجيّة الإقليميّة (خاص) نمرود غورين اعتبر في تصريح لوكالة الأناضول، إن هذه الخطوة لا تمثل تغييرا في قواعد اللعبة.
وقال: “لست متأكدا من أن الخطوة تمثل تغييرا في قواعد اللعبة، فالحديث هو عن أسلحة أمريكية مخزنة في إسرائيل، إنها ليست أسلحة إسرائيلية والقرار بنقلها هو قرار أمريكي ولا يعبر عن موقف إسرائيلي”.
وأضاف: “إسرائيل أعلنت مرارا إنها لن تزود أوكرانيا بالسلاح وإنها تكتفي بالمساعدات الإنسانية، وبالتالي فمن ناحية ماهية الموقف الإسرائيلي فلا اعتقد ان هذه الخطوة تمثل تغييرا في قواعد اللعبة”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية الحالية تشكلت نهاية الشهر الماضي.
وأخذا بعين الاعتبار تأكيد المصدر الإسرائيلي بأن الأسلحة نقلت قبل عدة أسابيع فإن هذا قد يشير إلى أنها نقلت في ظل الحكومة السابقة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إنه تم نقل نحو 150 ألف قذيفة مدفعية من المخزون في إسرائيل إلى أوكرانيا.
وقال أركادي ميل مان، رئيس برنامج روسيا في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب ، لهيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء: “من غير المرجح أن يستقبل الروس هذا النبأ استقبالًا جيدًا، حتى اليوم، امتنعت إسرائيل عن إمداد أوكرانيا بأسلحة هجومية. قرار الولايات المتحدة بالقيام بذلك من المخزونات الموجودة في إسرائيل دفع إسرائيل إلى دعم أوكرانيا بشكل لا إرادي”.
واستدرك: “الروس يفهمون أن هذه ذخيرة أمريكية وأن إسرائيل ليس لديها خيارات كثيرة عندما تواجه اعتبارات نقل أنظمة الأسلحة الأمريكية حول العالم. لذلك، لن يؤثر هذا القرار بشكل حاسم على العلاقات الإسرائيلية الروسية “.
وستتضح صورة الموقف الإسرائيلي في اجتماع يعقد في نهاية الأسبوع، لعشرات الدول في قاعدة رامشتاين في ألمانيا لمناقشة زيادة المساعدة العسكرية لأوكرانيا.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إنه سيشارك في اللقاء ممثل إسرائيلي كبير من وزارة الدفاع.
وأضافت: “يحضر اجتماع “المجموعة الاستشارية للدفاع عن أوكرانيا” جميع دول الناتو والأمين العام للناتو ووزيرا دفاع الولايات المتحدة وأوكرانيا وكبار المسؤولين الآخرين”.
وتابعت: ” شارك درور شالوم، رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الدفاع، في اجتماعات سابقة، لكن الاجتماع هذه المرة أهم بكثير لأنه ناقش توريد دبابات ومعدات متطورة لأوكرانيا استعدادًا للهجوم الواسع الذي ستشنه روسيا في الربيع كما يقدر الغرب”.
وتابعت: “إسرائيل بالطبع لن تساعد عسكريا لكن مجرد مشاركتها في الاجتماع يتوقع ان تثير غضبا في موسكو”.
وثمة اختلافات في الموقف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد ورئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو من الصراع الروسي-الأوكراني.
وكان لابيد وجه الانتقاد أكثر من مرة لروسيا على خلفية عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
ولفت غورين في هذا السياق إلى أن الوسط في إسرائيل يتحدث بصوت مرتفع عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا أما اليمين فهو أكثر حذرا.
وقال: “لنتنياهو علاقات جيدة مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ويريد الحفاظ على هذه العلاقات، وكما قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين فإن سياسة الحكومة الحالية ستتحدث أقل عن أوكرانيا”.
وأضاف: “قد تستمر المساعدات الإنسانية لأوكرانيا مع خفض لهجة الانتقاد لروسيا مقارنة بالانتقادات التي كان يوجهها لابيد لموسكو”.
وتابع غورين إن حكومة نتنياهو “ستحاول بالتأكيد أن تكون بصف الولايات المتحدة الأمريكية ولكن بالطريقة التي تمنح إسرائيل الفسحة للمناورة بهذا الشأن”.
وتسير إسرائيل على خيط رفيع في علاقاتها مع روسيا، فمن ناحية هي راغبة باستمرار غاراتها الجوية على أهداف تقول إنها إيرانية أو تابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية في سوريا دون معارضة روسية ومن ناحية أخرى تريد الحفاظ على علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم فعليا الجهود الدولية الداعمة لأوكرانيا ضد روسيا.
ولكن التقارير عن شراء روسيا أسلحة إيرانية تستخدمها في أوكرانيا مثل الطائرات بدون طيار وصواريخ ذكية، تقلق إسرائيل.
وقال غورين: “إسرائيل قلقة حيال هذا الأمر، وأنا اعتقد إن إسرائيل عندما تنقل رسائل الى الدول التي تعتقد انها ليست صارمة بما فيه الكفاية مع إيران، مثل أوروبا، فإنها تشير الى تورط إيران بما يحدث في أوكرانيا، وتحاول الاستفادة من هذا الأمر سياسيا”. (Anadolu)[ads3]