ألمانيا تواجه عجزاً متنامياً في المقابر الإسلامية

سلطت هيئة الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله” الضوء على أزمة عجز المقابر الإسلامية في مختلف أنحاء ألمانيا، ما يدفع العديد من المسلمين إلى البحث عن أماكن دفن في المدن المجاورة أو ترحيل جسد المتوفي إلى البلد الأم.

وفي تقرير خاص نشرته الإذاعة على موقعها الإلكتروني، الاثنين، قال رئيس جمعية مقابر المسلمين في مدينة فوبرتال سمير بوعيسى، إن هناك أكثر من 5 ملايين مسلم في ألمانيا ويتزايد عددهم باستمرار، ما يعني أن المزيد والمزيد من المسلمين سيتوفون ويدفنون في الأراضي الألمانية.

وأضاف بوعيسى لهيئة الإذاعة الألمانية، إن جالية المسلمين بدأت في فوبرتال عام 2008، مشيرا إلى أنه “حتى في ذلك الحين كان من الواضح أن ألمانيا بحاجة إلى مقابر المسلمين”، لافتا في الوقت نفسه إلى أن جمعية مقابر المسلمين في فوبرتال تخطط لإنشاء أول مقبرة في ألمانيا تديرها الجاليات المسلمة بشكل حصري.

وذكرت “دويتشه فيله” أن هناك أكثر من 30 ألف مقبرة في ألمانيا، ثلثها مملوك للكنائس المسيحية بينما تدير البلديات المحلية باقي المقابل، لافتة إلى أن كل ولاية من الولايات الفيدرالية الـ 16 في ألمانية لديها أنظمة دفن متعددة ومتميزة.

وأوضحت الإذاعة أنه في السابق كان هناك العديد من العوائق القانونية في وجه الدفن على الطريقة الإسلامية، قبل تعديل الولايات الفيدرالية متطلبات الدفن وتخلت عن المتطلبات الصارمة الخاصة بالنعش، مشيرة إلى أنه اليوم أصبح التحدي مختلف مع معاناة البلديات المحلية من توفير ميادين للدفن وتصاعد المنافسة على قطع الأرض لمقابر المسلمين.

ولفتت الإذاعة إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة حذرت سلطات العاصمة برلين من أن المقابر كادت تصل أو وصلت بالفعل إلى حدود طاقتها الاستيعابية، وهو ما دفع العديد من المسلمين في برلين و كثير من المدن الألمانية الأخرى إلى البحث عن مقابر في المدن المجاورة، بحسب بوعيسى.

وأشارت الإذاعة إلى أن بعض العائلات المسلمة تلجأ إلى حلول أخرى مثل ترحيل جسد المتوفي بعد الصلاة عليه إلى دول أخرى للدفن على متن طائرات غالبًا ما تكون متجهة إلى تركيا أو البلد الأم للمتوفي.

وأوضحت الإذاعة أن العديد من المهاجرين من الجيل الأول في ألمانيا يرغبون في أن يُدفنوا في بلدانهم الأصلية، لافتة إلى أن الاتحاد التركي الإسلامي للشئون الدينية في ألمانيا يقدم خدمات جنازة كاملة مدفوعة التكاليف للنقل إلى تركيا والدفن هناك، كما توجد خدمات مماثلة يتم تقديمها في المغرب وتونس والجزائر.

وذكرت الإذاعة أنه في فوبرتال يوجد اقتراح لفتح أول مقبرة في ألمانيا يديرها المسلمون بشكل حصري، لتكون نموذج مستقبلي يمكن استغلاله لتزويد المجتمعات الإسلامية بالمزيد من أماكن الدفن، لكن بحسب بوعيسى، فإنه على مدى 15 عامًا اضطر إلى التعامل مع الروتين الحكومي في هذا الصدد، حيث يجب جمع آراء الخبراء حول المناظر الطبيعية وحماية الحياة البرية وحتى إدارة التربة، وحاليًا تقوم السلطات المحلية بالتحقق من استقرار الموقع بأكمله بعد الفيضانات التي ضربت وادي ووبر خلال صيف عام 2021.

ورأى بوعيسى أن الأمور ستصبح أكثر إلحاحًا مع تنامي الأزمة، خاصة مع توافد مئات الآلاف من اللاجئين إلى ألمانيا في عامي 2015 و2016، ومعظمهم من سوريا، والذين لن يكونوا قادرين على العودة لدفن المتوفين في بلادهم الأم، ولهذا السبب فإنهم سيحتاجون إلى العثور على مواقع دفن في ألمانيا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها