تجربة مميزة لتدفئة منازل ألمانيا

في تطور مهم لتقنية مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي في ألمانيا، وتوسعة نطاق استعمال هذا المزيج في تدفئة المنازل، نجحت شركة “نيتز بي دبليو” في رفع مستويات الهيدروجين بالمزيج لتزويد الأسر به.

ومن المتوقع أن تُعلن الشركة، في غضون أسابيع قليلة، وصول نسبة الهيدروجين في المزيج المستعمَل لتدفئة المنازل إلى 30%، وفقًا لما نقلته مؤخرًا وكالة رويترز.

وبدأت “نيتز بي دبليو”، مُشغِّل منظومة توزيع الغاز، الخريف الماضي، مشروع مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي في مدينة “أورينغن” جنوب غرب ألمانيا، وتوسعت في استعماله منزليًا وفق خطة اعتمدت على زيادة نسبة الهيدروجين بالمزيج بصورة تدريجية، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

بصفتها الشركة الأولى من نوعها التي تُقدّم تجربة مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي في ألمانيا، فإن “نيتز بي دبليو” كانت قد نجحت -منذ الصيف الماضي- في الوصول بنسبة إضافة الهيدروجين بالمزيج إلى 30%، عندما طبّقته بتجربة في استعمالاات مكاتبها الإقليمية بمدينة “أورينغن”.

وقالت مديرة المشروع هايكا غرينر: “خلال الأسبوعين المقبلين، سنرفع نسبة مزج الهيدروجين بالغاز -بغرض تدفئة المنازل- إلى 20%، ارتفاعًا من 8% حاليًا، وعقب أسبوعين آخرين ستصل نسبة الهيدروجين الأخضر إلى 30%”.

وتقدّم الشركة هذا المزيج بوساطة مشغل خطوط الأنابيب بيتز، التابع لمرفق إن بي دبليو.

وتتعامل الشركة مع تجربة مزج الهيدروجين بالغاز وتزويد المنازل به بصفتها نموذجًا لخطّة طموحة تتطلع من خلالها إلى توسيع نطاق التطبيق وتعميم استعمال المزيج في جميع أنحاء ألمانيا، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تودّ الشركة اختبار قدرة البنية التحتية لخطوط نقل الغاز في ألمانيا ومدى قدرة الغلايات والمبردات والمواقد على التكيف مع المزيج الجديد، دون إجراء تغييرات كبيرة.

وفي هذا الصدد، تقول هايكا غرينر: “نتطلع إلى إمكان استعمال الشبكات القائمة في نقل وقود الهيدروجين بنسبة 100%، لكن هذا لن يكون قبل منتصف العقد الحالي”.

تتطلع ألمانيا إلى زيادة إنتاجه من الهيدروجين الأخضر، المُنتج من خلال الطاقة المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، عبر عملية التحليل الكهربائي، في إطار جهودها لتخفيض مستويات الانبعاثات الكربونية أو التخلص منها نهائيًا.

وتبرز تجارب مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي في إطار خطط ألمانيا لتخزين الهيدروجين أو نقله إلى مواطنيها بوساطة شبكات الغاز القائمة، أو عبر ما أنشأته من شبكات قليلة متخصصة لنقل الهيدروجين الأخضر.

ويستهدف البلد الأوروبي في نهاية المطاف الاستغناء عن وارداته من الغاز الطبيعي الروسي، وخلق سلسلة توريد جديدة للهيدروجين الأخضر تتشكّل حلقاتها من الواردات والإنتاج المحلي.

من المُرجّح أن تُضيف ألمانيا المئات من الميغاواط من الهيدروجين الأخضر إلى معدلاتها الحالية البالغة 80 ميغاواط، في خطوة على الطريق نحو تحقيق مستهدفاتها الوطنية لإنتاج الهيدروجين بواقع 10 آلاف ميغاواط بحلول عام 2030.

وتتضمن إستراتيجية ألمانيا متعددة المحاور التركيز على مصادر الطاقة البديلة، ومن بين ذلك خطط مزج الهيدروجين بالغاز.

يقول وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: إن “البنية التحتية الجديدة للغاز يجب أن تتوافر فيها من الناحية الفنية الجاهزية للتعامل مع الهيدروجين الأخضر”.

ومن زاوية أخرى، تراجع استهلاك ألمانيا السنوي من الغاز الطبيعي بنسبة 13.6% خلال العام الماضي (2022) إلى 866.2 تيراواط/ساعة، وفقًا لشركة “زوكونفت غاز”، إحدى جماعات الضغط الألمانية في مجال صناعة الغاز، إذ يأتي توفير إمدادات الغاز على قمة الأولويات منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.

ويُعزى سبب هذا التراجع إلى استجابة ألمانيا بقوة للسياسات الأوروبية لتقليل واردات الغاز الروسية، ليتماشى ذلك مع المعارضة الغربية للغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب رويترز.

ويمثّل الغاز الطبيعي 13.3% من الوقود المطلوب لتوليد الكهرباء في ألمانيا، ويعتمد عليه نصف عدد المنازل في التدفئة، التي يصل عدد سكانها إلى 84.3 مليون شخص.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها