تقرير : الصين و روسيا في مفاوضات لتسليح الجيش الروسي بمسيرات انتحارية
خلال مؤتمر ميونيخ الدولي الذي عقد الأسبوع الفائت تخلّى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى حدّ ما عن اللغة الدبلوماسية، محذراً كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، من مغبة تسليح روسيا، أو تقديم أي نوع من الدعم لها في حربها على أوكرانيا.
وقال بلينكن لوسائل إعلام أمريكية إن الولايات المتحدة “قلقة جداً” من تزويد الصين روسيا بالسلاح و”دعم عدوانها على أوكرانيا”، موضحاً أنه قال للمسؤول الصيني إن العواقب لتحرك من هذا النوع ستكون خطيرة.
بكين من جهتها، ردّت سريعاً وقالت إن واشنطن تخوض ما يشبه “حملة تضليل إعلامي”، غير أن تقريراً جديداً نشرته دير شبيغل الألمانية مساء الخميس يزعم أن التعاون بين بكين وموسكو سيذهب أبعدَ ممّا ألمح إليه بلينكن.
طائرات مسيّرة برأس متفجر ثقيل
بحسب المجلة الألمانية، إن الجيش الروسي دخل منذ فترة في مفاوضات مع المصنّع الصيني للطائرات المسيرة “Bingo Intelligent Aviation Technology” ومقره في مدينة شيان، بخصوص إنتاج مكثف لطائرات مسيرة انتحارية.
ويذكر التقرير أن شركة بينغو بدأت تصنيع 100 مسيرة من طراز ZT-180 واختبرتها، على أن تسلمها لوزارة الدفاع الروسية بحلول نيسان-أبريل المقبل. ويعتقد الخبراء العسكريون أن هذا النوع من المسيّرات قادر على حمل رؤوس متفجرة قد يصل وزنها إلى 50 كيلوغراماً.
وتشير مصادر دير شبيغل إلى أن هذه الطائرات تشبه إلى حدّ ما الطائرات الانتحارية الإيرانية من نوع شاهد-136 التي أطلق منها الجيش الروسي المئات باتجاه أهداف أوكرانية عسكرية ومنشآت لإنتاج الطاقة.
أوراق شحن مزوّرة
يشير تقرير دير شبيغل أيضاً إلى أن بينغو تنوي تزويد روسيا بالمعدّات والقطع وأيضاً الخبرة التقنية اللازمة كي تتمكن موسكو بدورها من تصنيع نحو 100 منها شهرياً.
وتقول المجلة أيضاً إن الصين حضّرت على ما يبدو خططاً لدعم الجيش الروسي عسكرياً أكثر مما هو معروف أو متوقع، إذ أن شركات دفاعية صينية تابعة لجيش التحرير الشعبي خططت لتوريد قطع غيار للمقاتلات الروسية من عدة أنواع أبرزها سوخوي-27 الموجودة في الخدمة في الجيشين.
وعلمت دير شبيغل أنه تم بالفعل وضع خطط لتزوير وثائق الشحن لجعل أجزاء الطائرات العسكرية تبدو وكأنها أجزاء بديلة للطيران المدني.
رقائق مصنوعة في هولندا
في كانون الثاني-يناير، ذكرت هيئة الإذاعة الهولندية العامة أن رقائق دقيقة من صناعة هولندية وصلت لمنشآت الصناعات الدفاعية في روسيا عبر شركات صينية.
وأظهر تحاليل أجرتها القوات الأوكرانية لبعض الأسلحة الهجومية الروسية مثل الصواريخ والمروحيات والطائرات بدون طيار، أو بقايا منها، أن رقائق صغيرة من هولندا تم تركيبها على ما يبدو في 10 من أصل 27 سلاحاً روسياً تم فحصها.
ومنذ أشهر انتشرت تقارير بين مسؤولي الأمن في عدد قليل من البلدان عن تقديم الشركات الصينية دعماً استخباراتياً للجيش الروسي من صور أخذتها أقمار اصطناعية لمناطق القتال في أوكرانيا.
ورداً على ذلك وضعت الحكومة الأمريكية مؤخراً شركة Changsha Tianyi Space Science and Technology Institute المختصة في إنتاج التكونولوجيا الفضائية على قائمة العقوبات الخاصة بها.
وتزعم واشنطن أن الصور حصلت عليها مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي تخوض معارك شرسة، خصوصاً حول مدينة بخموت الاستراتيجية في حوض الدونباس الصناعي.
مُسيّرات مدنية للتجسس
تعتقد الحكومة الألمانية أيضاً أن الصين تمدّ زبائن روساً بطائرات مسيرة مدنية من أجل استخدامها في الحرب لأغراض معلوماتية. وبحسب معلومات دير شبيغل، إن شركة صينية ترسل هذه المسيرات إلى روسيا عبر الإمارات العربية المتحدة.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس حذّر مسؤولين صينيين على هامش مؤتمر ميونيخ من تسليح روسيا. وخلال مقابلة مع التلفزيون الألماني الثاني [زي دي إف] قال شولتس التالي: “أبلغت بوضوح الصينيين أننا لا نقبل بهذا الأمر أبداً”.
أيضاً في بروكسل، حذر كبير الدبلوماسيين، جوزيب بوريل، بكين، من تجاوز “الخط الأحمر”. (Euronews)[ads3]