توتر بين ألمانيا و بولندا يهدد بـ ” تقويض ” الدعم العسكري لأوكرانيا

يهدد تصاعد التوتر بين ألمانيا وبولندا بتقويض مساعي حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة، بعد وصول الخلافات بين البلدين حول الصواريخ والدبابات وقطع الغيار إلى مستوى جديد، بحسب “بلومبرغ”.

وأصبح قادة بولندا الآن لا يفوتون أي فرصة لتوجيه الاتهامات إلى برلين. وفي الآونة الأخيرة، تركزت الاتهامات على تقاعس الألمان في إرسال الدبابات الحربية إلى الأوكرانيين في الجبهة، ما دفع وارسو إلى التهديد بإرسال دبابات ألمانية الصنع، حتى من دون موافقة برلين.

وكان وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك، اتهم برلين بضخ مليارات الدولارات إلى موسكو بسبب سياستها للطاقة. ورد السفير الألماني في وارسو توماس باجر، الأربعاء، عبر تويتر: “هل يعلم وزير الدفاع البولندي كم من مليار تحول بولندا إلى موسكو كل عام مقابل الطاقة الروسية؟”.

وصرح مارتشين برزيداتش، أعلى مستشار للسياسة الخارجية للرئيس البولندي أندجي دودا، بأنه أجرى “محادثة طويلة” مع السفير الألماني، للاحتجاج على تعليقاته.

وقال مسؤول ألماني لـ”بلومبرغ”، إن ما يحدث من تجاذبات “مجرد حملة سياسية تصاحب الانتخابات”، مشيراً إلى أن حكومة شولتز “تعتقد أن التوترات ستتراجع بعد انتهاء الحملة الانتخابية”.

وتأتي هذه الخلافات قبل أشهر من الانتخابات البولندية المقررة في أكتوبر المقبل، والتي يمكن أن تكلف “حزب القانون والعدالة” القومي الحاكم، الخسارة.

وبدأ زعيم الحزب، ياروسلاف كاتشينسكي، أكثر السياسيين نفوذاً في بولندا، في رفع مستوى الانتقادات ضد ألمانيا، والتي تعد هدفاً رئيسياً في الحملات الانتخابية داخل البلاد، بما في ذلك مطالبة برلين بتعويضات بقيمة 1.3 تريليون دولار عن غزوها خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال مسؤول بولندي لـ”بلومبرغ”، إن وارسو “ترى أن ألمانيا تركز أكثر على المنافسة مع بولندا بدلاً من إعطاء كييف ما تحتاجه فعلاً”.

وفي اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، وجه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس انتقادات إلى بولندا، بعد حديثها عن نقص قطع غيار دبابات “ليوبارد”، مشيراً إلى أن “لا شيء يستحق الذكر”.

وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي تسليم الدفعة الأولى من دبابات “ليوبارد” خلال زيارته لكييف في 24 فبراير، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي، رغم أن السلطات البولندية تشتكي من أن عملية تسليم هذه الدبابات يمكن أن تتعثر بسبب نقص قطع الغيار.

وبعد أن منح المستشار أولاف شولتز الضوء الأخضر لإرسال دبابات “ليوبارد 2” الحديثة، والتي تملك بولندا عدداً كبيراً منها، واجه البولنديون صعوبة في الوفاء بالتزامهم بإرسال دبابات من الطراز القديم، متهمين ألمانيا بعدم إرسال قطع الغيار الخاصة بها.

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا إن “المسؤولية الرئيسية تقع على ألمانيا، المنتج الرئيسي لهذه الدبابات”، مشيراً إلى أنهم طلبوا من الجانب الألماني لفترة طويلة “قطع الغيار”، وليس فقط “تسليمها”، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.

وتقول ألمانيا إن مثل هذه الشكاوى يجب أن يتم توجيهها إلى صانعي الأسلحة، كما قال مسؤول في الجيش الألماني لـ”بلومبرغ” إن “قطع غيار هذه الدبابات غير موجودة في مخزوناتنا”.

ووسط هذه الخلافات، يشير الألمان إلى وجود “ضوء في نهاية النفق”، إذ التقى مستشارو المستشار الألماني أولاف شولتز مع مسؤولي الصناعة العسكرية في مؤتمر ميونخ للأمن بين 17 و19 فبراير الماضي، وعبّر الجانبان عن السعي لتخفيف الضغط الذي يتعرض له الإنتاج.

ورغم هذه الخلافات بشأن دبابات “ليوبارد”، إلا أن المسؤولين الألمان يؤكدون أن التعاون في المجالات الثنائية الأخرى، يعمل بشكل أكثر سلاسة البلدين.

وأشار أحد المسؤولين الألمان لـ”بلومبرغ”، إلى التعاون القوي بين البلدين في نظام الصواريخ المضادة للطيران “باتريوت”، والذي قدمته ألمانيا هدية لبولندا لدعم دفاعها الجوي.

وفيما يتعلق بالطاقة، تستعد ألمانيا لبيع مصفاة بالقرب من برلين، استولت عليها من شركة النفط الحكومية الروسية. وتظهر شركة PKN Orlen SA البولندية اهتماماً بشراء حصة في هذا المصفاة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها