ألمانيا تلغي بطولة عالمية بسبب الروس
لا يزال حسم مصير مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس في البطولات الرياضية الإقليمية والقارية والدولية يؤرق الاتحادات الحاكمة، في ظل تزايد الضغوط متفاوتة القوة والتأثير لمنع مشاركاتهم ولو كمحايدين من دون رفع علم بلادهم.
ووسط اعتراضات أوكرانيا وعدد كبير من الدول الغربية على انخراط الرياضيين الروس والبيلاروس في المنافسات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024، أعلن الاتحاد الألماني للسلاح عن إلغاء بطولة العالم لسلاح الشيش للسيدات على أرضه بعد تراجع الاتحاد الدولي عن عقوبة حظر مشاركة المتسابقين من روسيا وبيلاروس.
وفور وقوع الغزو الروسي لأراضي الجارة أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، فيما سمته موسكو عملية عسكرية، لم تنجح الكيانات الرياضية الدولية في اختبار الحفاظ على المنافسات العالمية والقارية بمنأى عن المتغيرات السياسية والعسكرية المتسارعة، فسارعت الاتحادات الكبرى إلى منع المنتخبات والفرق والرياضيين الروس من المشاركة في أي فعاليات.
وخلال جلسة طارئة للاتحاد الدولي للسلاح الأسبوع الماضي صوتت أكثر من 60 في المئة من الدول على السماح للمتسابقين الروس بالعودة للمسابقات.
وقالت رئيسة الاتحاد الألماني، الفائزة بميدالية فضية في أولمبياد أثينا 2004 مع فريق سيف المبارزة، كلاوديا بوكل، إنه على رغم تقبل القرار “فمن المستحيل إقامة البطولة في ألمانيا”.
وأضافت “نتضامن مع الشعب الأوكراني الذي يعاني الحرب والاعتداء”.
وأوضحت “أثار القرار يوم الجمعة الماضي مناقشات حادة، نريد الآن إعطاء إشارة واضحة على أننا كنا نرغب في نتيجة مختلفة مما يجعل من المستحيل إقامة البطولة في تاوبربيشوفسهايم بين الخامس والسابع من مايو (أيار)”.
وقال رئيس الاتحاد الروسي للسلاح إيلغار مامادوف إنه ليس مندهشاً من قرار ألمانيا.
وأبلغ مامادوف البطل الأولمبي مرتين في سلاح الشيش وكالة “تاس” الروسية للأنباء “ليست أول دولة، سيرفض آخرون، لن أنتقد زملاء الرياضة، كنا نتوقع مثل هذه القرارات، الدول التي لا يمكنها إقامة بطولات على مبدأ المساواة لن تقيمها، هناك آخرون وبأعداد كبيرة”.
وفي سياق منفصل واصلت اللجنة الأولمبية الأميركية تأكيد دعمها أوكرانيا في حربها مع روسيا، بينما تركت الباب مفتوحاً أمام احتمالية منافسة الرياضيين من روسيا وبيلاروس في أولمبياد باريس كمحايدين.
وترأس جين سايكس أول اجتماع له كرئيس للجنة الأولمبية الأميركية، وبدأ بمواجهة القضية مباشرة. وقال إن مجلس الإدارة يقف إلى جانب أوكرانيا لكنه سيستمع ويفكر في عملية تسمح للرياضيين “المحايدين حقاً” من روسيا وبيلاروس بالمشاركة في الألعاب الصيفية العام المقبل.
وقال سايكس “الموضوع الوحيد الذي أريد أن أتناوله بشكل مباشر هو مسألة مشاركة الرياضيين الروس في المنافسات الدولية وربما في الألعاب الأولمبية وأولمبياد ذوي الحاجات الخاصة في باريس، على رغم أن النقاش قد تغير مع مرور الوقت فإن موقفنا لم يتغير، قبل كل شيء نحن نتضامن مع الشعب والرياضيين في أوكرانيا”.
وانطلاقاً من الأراضي الروسية وأراضي بيلاروس شنت موسكو عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أوكرانيا، بعد ثلاثة أيام فقط من حفل ختام دورة الألعاب الشتوية 2022 في بكين، في انتهاك للهدنة الأولمبية التي تبدأ قبل أسبوع من بدء دورة الألعاب الأولمبية وتنتهي بعد أسبوع من انتهاء دورة الألعاب البارالمبية.
وقادت أوكرانيا دعوة إلى حظر جميع الرياضيين من روسيا وبيلاروس بعد أن قالت اللجنة الأولمبية الدولية في يناير (كانون الثاني) الماضي إنها منفتحة على مشاركتهم كمحايدين، كما حددت اللجنة الأولمبية الدولية مساراً للمحايدين للتأهل لأولمبياد باريس 2024.
ويعتبر الاهتمام الرئيس للجنة الأولمبية الأميركية هو كيفية تحديد اللجنة الأولمبية الدولية معايير الرياضي المحايد وحتى ذلك الحين تريد أن تظل العقوبات سارية.
وقال سايكس “نشجع اللجنة الأولمبية الدولية على مواصلة استكشاف العملية التي من شأنها الحفاظ على العقوبات الحالية، وضمان مشاركة فقط الرياضيين المحايدين حقاً الذين لم يسبق لهم تعاطي المنشطات”.
و أضاف: “فقط إذا أمكن تلبية شروط الحياد والمنافسة النزيهة والنظيفة، فإننا نعتقد أن روح الألعاب الأولمبية يمكن أن تسود، ماذا سيعني الحياد حقاً؟ ما شروط الحياد؟”.
وقال سايكس إن رد الفعل الذي تلقته اللجنة الأولمبية الأميركية من الرياضيين وغيرهم هو أن هناك رغبة في مشاركة أفضل الرياضيين في كل لعبة في باريس، لكنه أكد مرة أخرى أن أي مشاركة روسية أو بيلاروسية ستكون بشروط.[ads3]