منعزل و مهووس بسلامته الشخصية .. ضابط منشق عن الكرملين يكشف أسراراً شخصية عن بوتين
نادراً ما يتم تسريب معلومات شخصية حول نمط حياة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن تطفو على السطح في بعض الأحيان شهادات من أناس كانوا مقرّبين منه في الكريملين، مثل غليب كاراكولوف الذي كان نقيباً سابقاً في الحرس الفيدرالي الروسي، وفرّ أثناء تواجده في رحلة حكومية إلى كازاخستان، مما جعله أعلى منشق عن الحرب على أوكرانيا.
نجح كاراكولوف في الهروب من خلال التظاهر بألم في المعدة في اليوم الأخير من رحلة بوتين إلى أستانا، كازاخستان، في أكتوبر الماضي، مما منحه وقتاً كافياً لجلب زوجته وابنته على متن طائرة متوجهة إلى إسطنبول.
في مقابلة مع “مركز الملفات” الذي يتابع النشاط الإجرامي لمختلف الأشخاص المرتبطين بالكرملين، ويومولّه المعارض الروسي ميخائيل خودوركوفسكي، قدّم غليب كاراكولوف تفاصيل عن شخصية فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بأنه “منعزل ومصاب بخوف مرَضي على حياته، ولذلك يتخذ باستمرار إجراءات صارمة لإخفاء مكان تواجده. ولا يحيط نفسه سوى ببعض الأشخاص الموثوق بهم”.
ويشدد الضابط السابق الذي كان من بين واجباته تأمين اتصالات مشفرة لبوتين، على أن الرئيس الروسي يعتمد بشكل كبير على المعلومات الواردة في التقارير التي تقدمها الأجهزة الأمنية، ولا يستخدم الهاتف المحمول أو الإنترنت، بل يتلقى المعلومات فقط من دائرته المقربة، مما يعني أنه ينعزل تدريجياً عن العالم الخارجي.
ويتابع الضابط إن بوتين يستخدم كابينة هاتف للتواصل، يأخذها معه في رحلاته إلى الخارج، الأمر الذي لا يخلو من مشاكل لوجيستية لأن “ارتفاع المقصورة يبلغ حوالي مترين ونصف، يوجد بداخلها مكتب للعمل وهاتف، ويمكن للمرء استخدامها للتحدث دون خوف من تسرب المحادثات أو قراءتها من قبل أجهزة استخبارات أجنبية”.
وتتوافق رواية كاراكولوف مع آخرين من الذين يصورون الرئيس الروسي على أنه زعيم كان يتمتع بشخصية كاريزمية ذات يوم، ولكنه فقد الاتصال بالعالم، لا يستخدم الهاتف المحمول أو الإنترنت ويصر على الوصول إلى التلفزيون الروسي الحكومي أينما ذهب.
ويدّعي كاراكولوف أيضاً أن بوتين لا يزال في الحجر الصحي، مما يتطلب من جميع الموظفين العاملين في نفس الغرفة الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوعين قبل الاقتراب منه، مما يحدّ بشدة من عدد الأشخاص الذين لديهم اتصال شخصي معه.
كما قدّم كاراكوف تفاصيل جديدة حول تعمّق جنون الارتياب لدى بوتين، منذ قراره غزو أوكرانيا في فبراير 2022. ويفضّل بوتين الآن تجنب الطائرات والسفر في قطار مصفّح خاص، كما قال.
وكشف أن الرئيس الروسي يبدو خائفًا، حتى أن القطار الذي يستقله يبدو مثل أي قطار آخر، مطلي باللون الرمادي مع شريط أحمر ليندمج مع عربات السكك الحديدية الأخرى في روسيا، وهو أيضاً يخشى من إمكانية تتبع الطائرات له.
وكان انشقاق كاراكولوف منعطفاً مفاجئاً لعائلة غارقة في التقاليد العسكرية الوطنية، فوالده رجل عسكري سابق، وشقيقه مسؤول حكومي محلي. وقال كاراكولوف إنه لا يستطيع إخبار والديه بخيبة أمله في النظام الروسي، لأن عقولهم قد تشكلت بسبب سنوات من مشاهدة التلفزيون الحكومي الروسي، لذلك لم يخبرهم أبداً أنه سيغادر، وتابع: “لقد أصبح رئيسنا مجرم حرب. حان الوقت لوضع حد لهذا الجنون والتوقف عن الصمت”. (Euronews)[ads3]