ألمانيا : إجلاء عمال الإغاثة من السودان قد تكون له عواقب وخيمة

قالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه في تصريحات لصحيفة “غنرال-أنتسايغر” الألمانية الصادرة، الأربعاء، إن ثلث السكان في السودان يعتمدون على المعونات الغذائية الدولية، والعدد في ازدياد يوميا. وذكرت شولتسه أن موافقة أطراف النزاع الآن على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة خبر جيد، وقالت: “بهذه الطريقة يمكن إمداد المواطنين بالماء والخبز أو الدواء”.

وقالت الوزيرة إن وقف إطلاق النار قد يكون بداية لهدنة دائمة وحلا للصراع، وأضافت: “لأنه بذلك فقط يمكننا استئناف عملنا”، مطالبة بالتحديد بأن ينقل الجيش السوداني سلطته إلى حكومة مدنية، موضحة أن ألمانيا عملت على هذا الأمر في السنوات الأخيرة، ولا تزال تراهن عليه، وقالت: “لذلك أنهينا في عام 2021 التعاون فقط مع الحكومة العسكرية، لكننا لم نوقف الدعم للسكان”.

وذكرت شولتسه أن إجلاء المواطنين الألمان من السودان كان أمرا لا مفر منه، وقالت: “في حالة نشوب نزاع عسكري يكون من واجب كل دولة إجلاء مواطنيها. هذا لا يجعل الأمر أسهل على السودانيين، ولا يمكنني إلا أن أتخيل الخوف هناك”. وأضافت شولتسه أنه لا ينبغي للغرب أن يسترخي لأن مواطنيه غادروا السودان، وقالت: “لدينا مسؤولية أن ننظر إلى أبعد من ذلك، ونبقى منخرطين ونغتنم كل فرصة تسنح من أجل السلام والتنمية في السودان”.

واندلع قتال عنيف بين الجيش وقوات شبه عسكرية في  السودان منذ أكثر من أسبوع. ويريد الرئيس الفعلي عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا القائد الأعلى للجيش، الإطاحة بنائبه محمد حمدان دقلو، زعيم جماعة الدعم السريع شبه العسكرية ذات النفوذ، فيما يسعى دقلوا لنفس الهدف.

وتولى الاثنان قيادة البلاد التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 46 مليون نسمة من خلال انقلابين عسكريين مشتركين في عامي 2019 و2021. ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، قُتل ما لا يقل عن 460 شخصا وأصيب ما يقرب من 4100 في المعارك. ومع ذلك، من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير.

وأجلى الجيش الألماني من السودان الذي يشهد معارك أكثر من 700 شخص، من بينهم 197 ألمانيا، حسبما أعلن متحدث باسم الجيش اليوم الأربعاء بعد انتهاء رحلات الإجلاء الألمانية. ووفقا للبيانات، تم استخدام ما مجموعه ثماني طائرات في عمليات النقل هذه، والتي أقلعت من مطار عسكري قرب الخرطوم.

وتبدأ الآن عملية إعادة الجنود والعتاد، ما يعني أن عملية الإجلاء لم تنته رسميا بعد. وبإمكان الألمان ومواطنين من دول أخرى الاستمرار في مغادرة البلاد، حيث لا تزال دول أخرى تسير رحلات إجلاء. وغادر السودان حتى الآن أكثر من 200 ألماني، وكان عدد قليل منهم على متن رحلات إجلاء سيرتها قوات مسلحة تابعة لدول أخرى.

وفي سياق متصل وصلت سفينة إجلاء تقلّ 1687 مدنيّاً من أكثر من 50 دولة فرّوا من العنف في السودان، إلى مدينة جدّة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، في أكبر عمليّة إنقاذ من نوعها تُنفّذها المملكة حتّى الآن. وأوضحت الوزارة أن “بذلك يصل إجمال من تمّ إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء إلى نحو 2148 شخصًا (114 مواطنًا سعوديًا، 2034 شخصًا ينتمون لـ62 جنسية)”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها