مسؤول إماراتي : الحل السياسي في سوريا السبيل الوحيد للتصدي لأزمة اللاجئين
أرجع مسؤول إماراتي رفيع المستوى مسؤولية أزمة اللاجئين السوريين إلى الأزمة السياسية والأمنية في سوريا، مشيرا إلى أنها – الأزمة السورية – تمثل همًا رئيسيًا للسياسة الخارجية الإماراتية، حيث يأتي ذلك من إدراك واضح لانعكاسات الأزمة على سوريا ومحيطها العربي، حيث تشكل مأساة إنسانية عميقة وأولوية قصوى لبلاده.
وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إن بلاده بذلت منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011 جهودا حثيثة مع شركائها العرب والدوليين لرفع معاناة الشعب السوري، مؤكدا ضرورة الوصول إلى حل مستدام للأزمة.
وأشار قرقاش إلى أن مضاعفات الأزمة السورية وتحولاتها أتت بالعديد من القضايا الإنسانية والأمنية المصاحبة للأزمة السياسية، ومن هنا تأتي أهمية الحل السياسي إيمانا بأن هذه المعالجة الجذرية هي الكفيلة بالتصدي لأزمة اللاجئين وغيرها من التداعيات الأخرى الخطيرة، مضيفا «في هذا الجانب تؤكد الإمارات دعمها للحل السياسي الانتقالي على أساس مبادئ (جنيف 1)، مدركة أن هذا هو الحل الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار للشعب السوري».
ولفت إلى أن حكومة الإمارات استقبلت – منذ اندلاع الأزمة في عام 2011 – نحو 101 ألف و364 سوريًا من كل أطياف المجتمع السوري وطوائفه، ومنحتهم تصاريح للإقامة في أرضها، ليرتفع بذلك إجمالي عدد السوريين المقيمين في الدولة إلى 242 ألفا و324 سوريًا.
وأضاف: «إدراكا منها للظروف الحالية الصعبة أظهرت حكومة الإمارات تعاضدا كبيرا عبر السماح لعشرات الآلاف من السوريين، الذين انتهت إقامتهم أو وثائق سفرهم، بتعديل أوضاعهم مما يمكنهم من البقاء في البلاد، حيث تنعم العائلات السورية الموجودة في الدولة بحياة طبيعية وكريمة»، مشيرا إلى أن عدد الطلاب السوريين الجدد والمسجلين في مدارس الإمارات منذ بداية الأزمة في وطنهم بلغ 17 ألفا و378 طالبا وطالبة، كما بلغ عدد المستثمرين السوريين الجدد في البلاد 6087 مستثمرا، مما يشير وبكل وضوح إلى ممارسة هذه الأسر لحياتها الطبيعية في بيئة الإمارات الآمنة والمرحبة.
وأكد قرقاش، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، أن بلاده تعد إحدى أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية للاجئين السوريين داخل سوريا، والدول المحيطة، إذ وصل إجمالي المساعدات الإماراتية المتراكمة منذ بداية الصراع في سوريا إلى أكثر من 4 مليارات درهم (1.1 مليار دولار)، ولقد شملت هذه المساعدات 581.5 مليون دولار في هيئة مساعدات إنسانية، استفاد منها اللاجئون السوريون بشكل مباشر، بالإضافة إلى أكثر من 420 مليون دولار للتصدي لإرهاب «داعش» في سوريا والعراق ونتائجه من تهجير داخلي ودعم إغاثي وإنساني للنازحين.
وقال قرقاش: «قدمت المساعدات الإماراتية الإنسانية الطعام والمأوى لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين من خلال عدد من المشاريع التي تقودها البلاد، واليوم يقدم مخيم مريجيب الفهود – الذي تموله الإمارات في الأردن – رعاية ذات جودة عالية من حيث المأوى والتعليم لـ6 آلاف و437 لاجئًا سوريًا، وتم توسيع المخيم ليتسع لنحو 10 آلاف لاجئ». فيما يقدم المستشفى الإماراتي الأردني الميداني في المفرق خدمات طبية احترافية متنوعة للاجئين السوريين، حيث تم توفير العلاج لـ482 ألفا و801 حالة حتى أغسطس (آب) 2015. (الشرق الأوسط)[ads3]