ما هي ظاهرة إل نينيو التي تبشر عودتها بصيف حار جداً على مستوى العالم ؟ ( فيديو )

تسببت ظاهرة إل نينيو خلال السنوات الثماني الأخيرة في أعلى ارتفاع لدرجات الحرارة على الإطلاق في كوكبنا. واليوم هناك إنذار من الأمم المتحدة، وتحديدا من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يفيد بأن على العالم التحضر لدرجات حرارة قياسية بسبب هذه الظاهرة.

يرجح علماء المناخ إلى حد كبير تشكل ظاهرة إل نينيو المناخية هذه السنة، لتتسبب في ارتفاع درجة الحرارة إلى حد تسجيل درجات قياسية جديدة في سياق الاحتباس الحراري، وهذا ما حذرت منه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أمس الاربعاء.

لقد تسببت الظاهرة خلال السنوات الثماني الأخيرة في أعلى ارتفاع لدرجات الحرارة على الإطلاق في كوكبنا. واليوم هناك إنذار من الأمم المتحدة، وتحديداً من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يفيد بأنه هناك احتمال بنحو 60% كي تتطور ظاهرة إل نينيو بحلول نهاية شهر تموز/يوليو المقبل، و80%  بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.

أطلق صيادون من أمريكا اللاتينية اسم “إل نينيو” (ويعني الطفل المقدس باللغة الإسبانية) على الظاهرة المناخية، لأنها ظهرت بعيد عيد الميلاد شرق المحيط الهادئ.

كان الصيادون أول المتضررين من الظاهرة المناخية هذه التي تجلب الحر إلى المحيط، لأن الأسماك لا تستطيع مقاومتها، لكن من حسن الحظ أن هذه الحرارة تعوضها “إل نينيا” الصفة الأنثوية للظاهرة، بتياراتها الباردة التي تطرد التيارات الحارة وتسمح بصعود المياه من عمق مائة ومائتي متر، وهي مياه غنية بالمواد الغذائية (الآزوت والفوسفور).

تلك المياه تزخر بالعوالق البحرية، وهي تجذب الأسماك والطيور وهي تسعد الجميع، وهنا تتعقد الأمور، فإل نينيو الذي نتحدث عنه هو شيء آخر: هو خلل للحرارة سيكون له انعكاسات مناخية في كل أنحاء العالم.

إن تعاقب دورتي إل نينيو وإل نينيا تعد عادية، فهي جزء من حركة الجو، ولكننا هنا نجد أنفسنا في سياق ترتفع فيه درجات الحرارة جدا شرق المحيط الهادئ، فعندما ترتفع الحرارة عرضياً نصف درجة، نتحدث حينها عن سنة إل نينيو، فنحدد زيادة في نزول الأمطار في شمال غرب أمريكا اللاتينية وجفافا في غرب المحيط الهادي، تتجسد في حرائق كارثية للغابات بين أوقيانيوسيا وجنوب شرق آسيا.

لقد عرفت أمريكا الجنوبية ظاهرة تعاقب إل نينيو وإل نينيا منذ زمن بعيد، ولكن إل نينيو ظاهرة حديثة تعود إلى العقود الثلاثة الأخيرة، فلماذا أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيرها هذه السنة أكثر من العام الماضي؟

الخطأ يعود إلى النماذج المناخية بحسب خبراء الأرصاد الجوية، إذ هناك عمليات حسابية معقدة يقوم بها علماء المناخ وعلماء البحار، ويدمجون فيها جميع أنواع المعطيات: فعلى غرار نماذج الطقس المعتمدة على درجات الحرارة والرطوبة والضغط، سنجد في نماذج علم البحار استخدام حرارة المياه والتيارات المائية ودرجة الملوحة ومن ثم مراقبة أي تطور.

وعندما تتقارب السيناريوهات وتوحي بزيادة ملحوظة لدرجة الحرارة في المحيط الهادي، حينها يمكن إعلان احتمال وقوع هذه الظاهرة، وتلك نتيجة لعملية وضع نماذج على نطاق واسع من التفاعل بين المحيط والجو.

ولكن ينبغي مع ذلك الانتباه، فحدوث موجة حر محتملة هذا الصيف، لن يكون تحت تأثير إل نينيو، لأن تأثيرات الظاهرة في الطقس ستكون ملحوظة على الأقرب نهاية العام أو بداية 2024.

وماذا عن إل نينيو الخارق؟ بعض علماء المناخ تصوروا ذلك: درجة حرارة المحيط الهادي بارتفاع درجتين اثنتين ظاهرة متطرفة، لم يسجل وقوعها إلا ثلاث مرات منذ أربعين عاما ( خلال الثمانينيات والتسعينيات والعشرية الثانية بعد الألفين)، ولكن هذا النوع من التنبؤات بحسب الخبراء أمر مبالغ فيه. (Euronews)

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها