ألمانيا : حكومات الولايات تطالب بمزيد من الأموال من أجل استضافة اللاجئين

يمارس رؤساء وزراء ولايات ألمانيا ضغوطا على  الحكومة الاتحادية  بسبب مخاوف تتعلق بتكلفة استضافة اللاجئين، وذلك قبيل اجتماع مثير للجدل بهذا الشأن يوم الأربعاء (10مايو/أيار).

وتطالب المدن والأقاليم الألمانية بمزيد من الأموال لإيواء وإطعام ورعاية اللاجئين، بحجة أنهم في في خطوط المواجهة لاستضافة الوافدين الجدد ويحتاجون إلى دعم مالي أكبر وارتفعت، في الآونة الأخيرة، أصوات زعماء الأقاليم الذين أعربوا عن إحباطهم، وذلك قبيل قمة قادة الولايات وقادة الحكومة الاتحادية لمعالجة التكاليف المتعلقة بالهجرة.

وقال بوريس راين رئيس وزراء ولاية هيسن، من الحزب المسيحي الديمقراطي من يمين الوسط، لمجموعة /أر إن دي/الإعلامية الألمانية: “المدن والبلديات والمناطق بحاجة إلى مزيد من الأموال بشكل كبير- يجب على الحكومة الاتحادية على الأقل أن تضاعف مساهمتها”. وتابع “لا يمكن تمويل  الإقامة والاندماج  على المدى الطويل بأي طريقة أخرى”.

وقال راينر هاسيلوف، رئيس وزراء ولاية سكسونيا أنهالت ، لصحيفة بيلد آم زونتاغ، إنه يريد من برلين أن تفرض قيودا على  عدد اللاجئين  الذين يتم الترحيب بهم. وتابع:”يجب على الحكومة الاتحادية في نهاية المطاف أن تضمن السيطرة على الهجرة. إذا لم نظهر أننا قادرين على التصرف في ألمانيا، فإن الثقة في ديمقراطيتنا ستتقوض أكثر وأكثر”.

ويريد زعيم بافاريا المحافظ ماركوس سودر قطع المساعدات عن الدول الأصلية التي لا تستعيد طالبي اللجوء المرفوضين وقال سودر للصحيفة “نحن نتمسك بالحق الأساسي في اللجوء. لكن بالنسبة للدول التي لا توافق على إعادة منظمة للوطن، سيتعين علينا أيضا التفكير في تخفيض مساعدات التنمية لها في المستقبل”. وجميع رؤساء الوزراء الثلاثة لا ينتمون إلى ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثي الحاكم. وحتى الآن، كانت هناك استجابة حذرة من الحكومة على  مطالب برلين  بتحمل المزيد من التكاليف. لكن النقد على مستوى الولايات من داخل تكتل شولتس بدأ أيضا يآخذ في الظهور.

وقال فينفريد كرتشمان، رئيس حكومة ولاية بادن-فورتمبرج، لصحيفة بيلد آم سونتاج: “يجب على الحكومة الاتحادية أن تتحمل مسؤوليتها وألا تترك الولايات والبلديات وحدها تتحمل التكاليف الإضافية لأزمة اللاجئين”.

يشار إلى أنه منذ بداية العام، تقدم حوالي 100 ألف شخص بطلبات لجوء في ألمانيا للمرة الأولى. ووفقا  للمكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين ، تم تقديم 19629 طلبا في نيسان/أبريل الماضي. وخلال الأشهر من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس، تم تقديم 80 ألفا و978 طلب حماية بشكل رسمي. وفي عام 2022 ككل، تلقى المكتب 217 ألفا و774 طلب لجوء.

وتعهدت الحكومة الاتحادية بتقديم 2,75 مليار يورو (3 مليارات دولار) للولايات والمدن والبلديات  في العام الجاري وتعتبر ألمانيا وجهة رئيسية للاجئين الأوكرانيين الفارين من الغزو الروسي، بالإضافة إلى طالبي اللجوء من أماكن أخرى مثل سوريا وأفغانستان والعراق.

ويذكر أن السلطات الإيطالية تسعى بشكل حثيث، من جهة، لرفع عبء أعداد الوافدين إليها بالتعاون مع الدول الأوروبية، ومن جهة أخرى، إلى الحد من الهجرة إلى شواطئها عبر التنسيق مع تونس التي يفر منها المهاجرون بشكل رئيسي، وكذلك عبر القوانين، فقد أيد مجلس النواب الإيطالي بأغلبية 213 صوتا مرسوم “كوترو” للهجرة بشأن حق الاستئناف للمهاجرين في حال عدم قبول طلباتهم للحماية الدولية، والذي تعارضه منظمات حقوقية كونه يفاقم الحالة القضائية للأجانب الواصلين إلى إيطاليا ويتسبب بزيادة الحالات غير القانونية. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها