وكالة تركية : ” إعادة التدوير ” .. صناعة رائجة في الشمال السوري

يقوم مصنعان متخصصان في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، بإعادة تدوير المخلفات والنفايات الورقية، وتحويلها إلى قرطاسية ومستلزمات تغليف.

يقع المصنعان في بلدتي كلي، وسرمدا، ويحصلان على النفايات الورقية، من مراكز التجميع المنتشرة بكثرة في المنطقة.

ويعيش في المنطقة ملايين النازحين، الذي فروا من العمليات العسكرية للنظام السوري منهم مئات الآلاف في المخيمات.

ونتيجة سوء الوضع المعيشي وعدم توافر فرص العمل، بات جمع الكرتون مهنة رائجة لدى الكثير من الرجال والنساء الذين يسعون إلى إطعام عوائلهم.

وتخرج العائلات التي تعمل في جمع الكرتون والورق، منذ ساعات الصباح، تتجول في المنطقة وتجمعها ثم تسلمها إلى مراكز التجميع وتتقاضى ثمنها.

وتمر عملية إعادة تدير النفايات الورقية بعدة مراحل، بدءا من العزل الدقيق لها، ومن ثم تقطيعها، وتحويل تلك القطع إلى عجينة، وبعدها يجري تجفيفها وتسويتها بماكينة الضغط، وفي المرحلة الأخيرة يتم الوصول للمنتج النهائي.

وإلى جانب القرطاسية ومستلزمات التغليف، ينتج عن إعادة التدوير العديد من المستلزمات التي يحتاج إليها المستهلك.

وبفضل هذه المصانع يجري إعادة تدوير نحو 130 طنا من النفايات الورقية سنويا، ما يسهم بخفض التلوث البيئي في المنطقة.

علي شيلار (56 عاما) صاحب مصنع إعادة التدوير في بلدة كلي، أفاد لمراسل الأناضول، أنه تمكن خلال السنوات الخمس الماضية، من إعادة تدوير كميات كبيرة من النفايات الورقية، وحولها إلى أشياء مفيدة لاقتصاد المنطقة.

وأوضح شيلار، أن المصنع وفر فرص عمل لعشرات العمال، إلى جانب إسهامه في تحسين البيئة في المنطقة.

وبين أنه بدأ المهنة جامعا للورق والكرتون، لافتا إلى أن إعادة التدوير تستجيب لطلبات السوق المحلية عبر المستلزمات التي تنتجها.

العامل في ورشة تجميع النفايات الورقية محمد مالك، أفاد أنهم يشترون الكرتون من إدلب ومحيطها، مشيرا إلى أن هذا يقدم فرص عمل لنحو 500 عائلة في المنطقة.

وأشار مالك إلى أنهم يقومون بترصيص هذه النفايات في أكياس كبيرة، وبيعها لمصانع إعادة التدوير، لافتا إلى أنهم يعرفون بالمنطقة كأصدقاء للبيئة.

من جانبه، قال النازح علي رجب إنه يتقاضى 75 ليرة تركية (نحو 4 دولارات) مقابل العمل 8 ساعات في مصنع إعادة تدوير النفايات الورقية.

وقال رجب للأناضول، إنه أب لـ 9 أطفال ونزح من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بعد الهجمات التي شنتها قوات النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران.

في سياق متصل، تعاني مناطق النظام السوري من صعوبة استيراد الورق لأسباب مرتبطة بشح وفرة النقد الأجنبي اللازم للاستيراد.

ومطلع الشهر الجاري، نقلت صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري، عن وزارة الاقتصاد في البلاد قولها إن عدد تصاريح الاستيراد لمادتي الورق والكرتون لعام 2021 بلغ 646 تصريحا، بكمية بلغت 87 ألف طن.

أما عدد تصاريح الاستيراد في عام 2022 فبلغت 847 تصريحا، بكمية 114 ألف طن لمادتي الورق والكرتون. (Anadolu)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها