سي إن إن : صور مرحة للكشافة تجسد شعور الانتماء و الحرية في ألمانيا

في مشاهد التُقِطت في الريف الألماني، تتنزّه مجموعة من الفتيان والفتيات بأزياء الكشافة الزرقاء اللون عبر الغابة، ينصب أفرادها الخيام، ويستلقون على العشب تحت الغيوم.

وخلال لحظاتٍ هادئة، تشبك الفتيات أيديهنّ معًا، ويتكئنّ على بعضهنّ البعض، بينما تنفجر إحداهن ضحكًا، وهي تمسك بقدم شخصٍ آخر لدغدغته.

والتقط المصوّر الألماني، ستيفان لوكا، هذه الصور كجزءٍ من كتاب “Das Gefühl، das nur wir kennen” أو “الشعور الذي نعرفه فقط”، المشبع بمشاعر الحنين تجاه سن البلوغ بالنسبة لأي شخص يستمتع بشعور الحرية في الهواء الطلق.

وكان لوكا جزءًا من الكشافة خلال فترة التسعينيات في بلدة تُدعى “Bad Salzuflen” بألمانيا الغربية.

وبالنسبة له، شكّل المشروع طريقة لفهم تلك السنوات التكوينية من حياته بطريقةٍ أفضل.

وبعد توثيق مجموعات الكشافة في جميع أنحاء البلاد بدءًا من عام 2015، نشر المصور الألماني سلسلة الصور في كتاب بأواخر عام 2022.

وقال لوكا في مقابلة عبر الفيديو: “في بعض الأحيان، عندما يرتبط الأمر بالحياة، لا يمكنك فهمها إلا بشكلٍ عكسي”، مضيفًا: “بطريقةٍ بسيطة، أردت أن أعود إلى ذلك الوقت الذي كان جزءًا من شبابي.. ومحاولة فهم ما يعنيه هذا الوقت بالنسبة لي”.

وأوضح المصور: “أدركت أنّ كوني جزءًا منها (الكشافة) شكّلني بطريقةٍ مهمّة”.

ورأى لوكا أنّ بعض جوانب الكشافة تكيّفت مع التكنولوجيا الجديدة، مع قيام الفِرَق بتوثيق المحتوى لوسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام منصة “Slack” بغرض تنظيم أنفسهم على سبيل المثال.

ووجد المصور الألماني أن أسباب انضمام الشباب للكشافة بقيت نفسها إلى حدٍ كبير، وأهمها تعزيز “مشاعر الارتباط” بالآخرين وبالطبيعة على حدّ قوله.

وتُظهر إحدى الصور المفضلة للألماني فتاتين مراهقتين على بساطٍ أرجواني اللون فوق العشب أثناء التخييم في الغابة.

وانطلقت الحركة الكشفية بألمانيا في عام 1909، أي بعد عام من نشر كتاب بعنوان “الكشافة للأولاد” من تأليف ضابط في الجيش البريطاني يُدعى روبرت بادن-باول، والذي شكّل إطار عمل المنظمة (التي تتواجد في 216 دولة حاليًأ).

وكان شباب البلاد آنذاك يخوضون بالفعل ثورة زادتهم قربًا من الطبيعة.

وبحسب شبكة “سي إن إن”، انطلقت حركة تُدعى “الطائر المتجول” (Wandervogel) في العاصمة الألمانية برلين، وشهدت تلك الفترة تمرّد الأطفال والمراهقين ضد التصنيع عبر التّنزه، وخوض المغامرات في مجموعات، حيث رفضوا بذلك نمط حياة المدينة، والمظاهر المادية.

وفي ظل الحكم النازي في ألمانيا، تم حظر حركة “الطائر المتجول”، ومجموعات الكشافة.

ووجدت الكشفية طريقها إلى ألمانيا الغربية مُجدّدًا بعد الحرب، ولكنها لم تَعُد إلى ألمانيا الشرقية حتى عام 1990 عند توحيد البلاد.

وأشار لوكا إلى أنّ مجموعات الكشافة في ألمانيا تركّز اليوم على المشي لمسافات طويلة، والتخييم، والمهارات العملية، فضلاً عن الفنون الإبداعية.

كما أنّه ينسب الفضل في تطوير مهاراته الاجتماعية، وكسب الثقة بنفسه إلى المجتمع الكشفي.

وفي نهاية كتابه، يُعيد المصور الألماني الزمن إلى الوراء عبر عرض مجموعة من الصور الشخصية من أيام طفولته في الكشافة.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها