تقرير : الغاز المسال الأميركي يؤمن احتياجات ألمانيا لمدة 17 عاماً
نجحت ألمانيا في ضمان إمداداتها من الغاز المسال الأميركي، بموجب اتفاقية جديدة طويلة الأمد، في ظل سعيها لتوفير بدائل موثوقة وبأسعار معقولة للغاز الروسي، الذي استغنى عنه الاتحاد الأوروبي بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وأعلنت شركة شينير إنرجي (Cheniere Energy) الأميركية، اليوم الثلاثاء (22 أغسطس/آب 2023)، توقيع اتفاقية طويلة الأجل للغاز المسال مع شركة باسف (BASF) الألمانية، تستمر لمدّة 17 عامًا، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
ووافقت باسف -أكبر شركة كيماويات في العالم- على شراء ما يصل إلى ما يقرب من 0.8 مليون طن سنويًا من الغاز المسال الأميركي على أساس التسليم على ظهر السفينة، بسعر شراء مرتبط بمؤشر هنري هب، بالإضافة إلى رسوم إسالة ثابتة.
ومن شأن هذه الاتفاقية أن تدعم توسعة محطة إسالة سابين باس، التي يجري تطويرها لما يصل إلى نحو 20 مليون طن سنويًا من إجمالي سعة الغاز الطبيعي المسال.
وستبدأ عمليات تسليم الغاز المسال الأميركي في منتصف عام 2026 وتمتد حتى عام 2043، بحسب البيان الذي أصدرته شركة شينير إنرجي.
وسترتفع الشحنات إلى نحو 0.8 مليون طن سنويًا عند بدء العمليات التجارية لخط الإنتاج الأول من مشروع توسعة محطة إسالة سابين باس في لويزيانا.
وقال نائب الرئيس التنفيذي، المدير التجاري لشركة شينير إنرجي، أناتول فيغين: “يسعدنا الدخول في هذه العلاقة طويلة الأمد مع باسف، الشركة الرائدة عالميًا في الصناعات الكيماوية”.
وأكد أن “اتفاقية البيع والشراء هذه توضح الدور الحاسم الذي يؤديه الغاز الطبيعي الأميركي في توفير طاقة آمنة ومستدامة وبأسعار معقولة على المدى الطويل لأوروبا”، مع ضمان استقرار سلسلة التوريد.
وأوضح المدير المالي لشركة باسف، الدكتور ديرك إلفيرمان، أنه “من خلال إنشاء سلسلة توريد مخصصة للغاز المسال مع شينير، فإننا ننوّع محفظة الطاقة والمواد الخام لدينا، في وقت يشهد تغيرات حاسمة في سوق الغاز الأوروبية، التي تتميز بزيادة الطلب وتقلب أسعار الغاز المسال”.
وتابع: “بينما نعمل على تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري للوصول إلى هدفنا المتمثل في الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإن هذه الاتفاقية ستضمن إمدادات موثوقة من الغاز الطبيعي بشروط تنافسية”.
من جانبه، أشاد خبير صناعة الغاز في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول “أوابك”، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، بالاتفاقية المبرمة بين باسف وشينير لتأمين إمدادات الغاز المسال الأميركي.
وكتب عبدالمعطي -في تغريدة عبر حسابه الرسمي بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)-: “ألمانيا -التي كانت الأكثر اعتمادًا على الغاز الروسي قبيل الحرب الروسية الأوكرانية- تتحرك بصورة عقلانية في سوق الغاز الطبيعي المسال لتأمين احتياجاتها لعقود مقبلة”.
وأكد خبير أوابك، أن الاتفاقية تؤكد استمرار الطلب على الغاز في ألمانيا لسنوات مقبلة، مشيرًا إلى أن العقود طويلة المدة باتت خيارًا مطروحًا ومقبولًا في أوروبا، رغم تبنيها سياسات الحد من الوقود الأحفوري.
واستطرد: “لكن ارتفاع أسعار كان ضاغطًا بشدة على الناتج الصناعي في أوروبا، وكان عملاق الكيماويات الألماني باسف أحد المتضررين”.
وأشار عبدالمعطي إلى أنه تطرّق في اجتماع لجنة خبراء الغاز في الأمم المتحدة في جنيف إلى أن الأسواق الأوروبية هي الأكثر عرضة للتقلبات الفجائية في أسعار الغاز، بسبب اعتمادها على سياسة السوق الفورية وتجنب عقود الشراء طويلة الأمد، في حين لا تتعرض الأسواق الأخرى -مثل السوق الآسيوية- بهذه الشدة من الضربات، الأمر الدي يتطلب مراجعة هذا النمط في الشراء. (attaqa)
[ads3]