تلاميذ ألمانيا يسجلون أسوأ نتيجة لهم في اختبارات ” بيسا ” .. نتائج صادمة و هذه أسبابها
أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في برلين اليوم الثلاثاء (5 ديسمبر/ كانون الأول 2023) أن التلاميذ الألمان حصلوا، سواء في القراءة أو الرياضة أو العلوم الطبيعية، على أدنى قيم منحها برنامج “بيسا” (PISA) لألمانيا على الإطلاق. وأضافت المنظمة خلال تقديم النتائج الجديدة لبرنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) أن أداء التلاميذ الألمان انخفض بشكل كبير على المستوى الدولي.
وهذه هي أول اختبارات تجريها المنظمة منذ جائحة كورونا. وجاء أداء التلاميذ في الرياضيات سيئا بشكل خاص حيث حصلوا على 475 درجة مقارنة بـ 500 درجة حصلوا عليها في الاختبارات في النسخة السابقة عام 2019، وحصل التلاميذ الألمان في القراءة على 480 درجة (مقابل 498 درجة عام 2019) وحصلوا في العلوم الطبيعية على 492 درجة (مقابل 503 درجة في عام 2019).
كما أظهرت النتائج بشكل عام، انخفاض متوسط مهارات التلاميذ في المجالات الثلاثة في العديد من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مقارنة بالدراسة السابقة من عام 2018. ومع ذلك، فإن تراجع الأداء في ألمانيا أعلى من المتوسط.
يذكر أن كلمة “بيسا” هي اختصار لعبارة “برنامج التقييم الدولي للتلاميذ”، وهو أكبر دراسة للمقارنة بين أداء التلاميذ على المستوى الدولي.
ويسجل البرنامج قدرات المراهقين في عمر 15 عاما في مجال القراءة والرياضيات والعلوم الطبيعية. ومنذ عام 2000، صارت هذه الاختبارات تجرى كل ثلاثة أعوام.
وتجدر الإشارة إلى أن أول نسخة من هذه الاختبارات أثارت في ألمانيا ما يعرف بـ “صدمة بيسا” حيث كان أداء التلاميذ الألمان في سن الخامسة عشر شديد السوء، وجرى رصد علاقة وثيقة مخجلة بين الأصل الاجتماعي للطالب وفرصه التعليمية في اختبارات بيسا، وأعقب ذلك إطلاق نقاش ساخن في ألمانيا حول التعليم. وبعد ذلك تحسنت نتائج التلاميذ في هذه الاختبارات بشكل ملحوظ، لكن أداءهم اتخذ منحنى تنازليا في النسخ الأخيرة من هذه الاختبارات.
ويرى مؤلفو الدراسة (اختبارات بيسا) أن أسباب ضعف أداء التلاميذ الألمان تعود، من بين أمور أخرى، إلى جائحة كورونا. وأظهرت النتائج أن إغلاق المدارس كان له تأثير سلبي على اكتساب المهارات. وفي ألمانيا، تم التعلم عن بعد بشكل أقل باستخدام الوسائط الرقمية وأكثر باستخدام المواد المرسلة إلى التلاميذ مقارنة بمتوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وهناك عامل آخر محتمل لتلك النتائج وهو نقص المهارات اللغوية. وقالت قائدة الاختبارات دوريس ليفالتر ، الباحثة التربوية في جامعة ميونيخ التقنية ورئيسة مركز دراسات التعليم المقارن الدولي: “السبب الرئيسي هو بالتأكيد أننا لم نتمكن بعد من ضمان الدعم اللغوي المبكر بشكل مستمر لكل من يحتاج إليه”. “إذا كان لدينا طلاب من أصول مهاجرة، فلا يمكننا أن نفترض أنهم سيتقنون بالفعل اللغة التعليمية الألمانية عندما يأتون إلى ألمانيا”.
وتشير الدراسة إلى أن عددا قليلا جدا من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تمكنت من تحسين أجزاء من نتائجها بين عامي 2018 و2022، على سبيل المثال اليابان في القراءة والعلوم الطبيعية وإيطاليا وأيرلندا ولاتفيا في العلوم الطبيعية. (DPA – DW)
[ads3]