أدى دوراً أساسياً في توحيد ألمانيا .. وفاة السياسي الألماني المخضرم فولفغانغ شويبله
رحل فولفغانغ شويبله، أحد أبرز وجوه السياسة في ألمانيا خلال العقود الماضية، عن عمر ناهز 81 عاما، وفق ما أفاد البرلمان الألماني الأربعاء.
وشويبله الذي تولى مناصب وزارية في حكومات المستشارَين السابقين هلموت كول وأنغيلا ميركل، وأدى دورا أساسيا في توحيد ألمانيا في العام 1990، توفي خلال ليل الثلاثاء الأربعاء، وفق ما أفادت صحيفة “بيلد” اليومية.
ونعى المستشار أولاف شولتس شويبله، مشيرا الى أنه ساهم في “تشكيل بلادنا على مدى أكثر من نصف قرن”. وأضاف عبر منصة إكس “فقدت ألمانيا مفكّرا دقيقا، سياسيا شغوفا، وديموقراطيا مشاكسا”.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك “بالكاد يوجد سياسي آخر ساهم في تشكيل تاريخنا الألماني الحديث وثقافتنا الديموقراطية بقدر فولفغانغ شويبله”، منوهة بـ”خدماته المتميزة لتوحيد ألمانيا وأوروبا”.
وأشادت ميركل بـ”شخصية متميّزة… ساهمت في تشكيل بلادنا بطرق عدة”.
برز اسم هذا السياسي المؤيد لأوروبا تحت إدارة هلموت كول، حيث تدرج في المناصب الى أن أصبح مدير مكتب المستشار السابق. ونُظر إليه لفترة طويلة كخلفه المحتمل في المستشارية.
قاد الرجلان عملية إعادة توحيد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين، قبل أن يتعرض شويبله في العام 1990 لمحاولة اغتيال من قبل رجل مختل ذهنيا، أدت الى إصابته بجروح بالغة وألزمته استعمال كرسي نقّال لما تبقى من عمره.
شغل منصب وزير المال لأعوام عدة في عهد ميركل، واكتسب خلالها سمعة الإدارة الصارمة للميزانية الألمانية خصوصا خلال أزمة الديون اليونانية.
وشويبله الذي عدّ نفسه شخصا “بلا رحمة” في إدارته للمالية العامة في ألمانيا، أظهر مقاربة مماثلة لدى التعامل مع الشركاء الأوروبيين، ودافع على الدوام عن الانضباط النقدي والتشدد في شروط أي حزمة انقاذ لطرف في الاتحاد الأوروبي يواجه أزمة مالية.
وتسبب له ذلك بنقمة في اليونان بعد الأزمة المالية التي واجهتها أثينا في 2007-2008 وانعكست سلبا على الاتحاد الأوروبي.
واتهم وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس شويبله الأربعاء بالمساهمة في “إفقار اليونان”.
وكتب على إكس “التاريخ سيحكم عليه بقسوة، لكنها لن تكون أشد من (قسوة) الذين خضعوا لسياساته المدمّرة”.
ولد شويبله في العام 1942 في مدينة فرايبورغ، وكان والده من السياسيين الألمان المحافظين. أمضى الفترة الأطول في الغرفة الدنيا للبرلمان الألماني، حيث كان نائبا منذ العام 1972.
تولى رئاسة البوندستاغ بين 2017 و2021، وبقي نائبا حتى وفاته.
وصفه كاتب سيرته الذاتية بيتر شويتس بأنه “الرجل الأكثر صدقا” الذي يعرفه، وإن “لم يكن دائما الأكثر سحرا”.
ابتعد شويبله، وهو أب لأربعة أولاد، عن الساحة السياسية في التسعينات، لكنه عاد في 2002. وفي حين امتنعت ميركل عن دعمه لرئاسة الدولة، سمّته وزيرا للداخلية في 2005، وهو منصب تعرّض فيه لانتقادات على خلفية تقييد الحريات في مواجهة خطر هجمات المتشددين.
وفي ما اعتبر مكافأة له، سمّته ميركل في 2009 وزيرا للمال في حكومتها.
ووصفت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد شويبله بـ”أحد أكثر القادة الأوروبيين تأثيرا في جيله”. (AFP)
[ads3]