مغامرة الروس في سوريا
أصبح من المؤكد الآن أن روسيا أصبحت طرفًا مباشرًا في الصراع السوري للحيلولة دون سقوط نظام عائلة الأسد بعدما وفّرت له الغطاء السياسي في المحافل الدولية لحمايته من أي عقوبات أو تقديم رموزه للمحاكمة على الجرائم الفظيعة التي ارتكبها، ولا يزال، بحق الشعب السوري على مدى أربع سنوات طوال.
هذه العلاقة بين الجانبين ليست وليدة الساعة، بل تمتد إلى سنوات الاتحاد السوفيتي السابق. في تلك الأيام، كان النظام الشيوعي المورد الرئيس للسلاح لنظامي البعث في العراق وسورية، اللذين كانا يرفعان شعارات “وحدة، حرية، اشتراكية” التي لم يحققا منها شيئًا، فالوحدة لم تتحقق حتى بين البلدين، ولا الحرية تحققت للشعوب، والاشتراكية ظلت وهمًا، مع أن نظام عائلة الأسد ظل يرفع هذه الشعارات التي تخلت عنها شعوب الاتحاد السوفيتيي التي لم تدافع عن هذا النظام الذي خنقها لأكثر من سبعين عامًا.
وعلى الرغم من هذه العلاقات، إلا أنها لم تصل إلى مستوى التحالف، كما لم يكن الاتحاد السوفيتي مستعدًا للدفاع عن هذين النظامين، فقد تخلى عن العراق في حرب الخليج الأولى، بل قيل إنه سلّم الولايات المتحدة شيفرة الصواريخ السوفيتية ما أبطل فاعليتها العسكرية. ومن قبلها لم يفعل شيئًا للرد على تدمير إسرائيل للمفاعل النووي العراقي أو على العدوان الإسرائيلي ضد مصر وسورية والأردن في العام 1967.
كان الاتحاد السوفيتي مستعدًا لخوض الحروب الباردة، ولكنه لم يكن مستعدًا لأي مواجهة ساخنة مع الولايات المتحدة، كما حدث عندما سحب صواريخه من كوبا بعد أزمة خليج الخنازير في عهد الرئيس جون كنيدي.
وقد ظلت علاقة الاتحاد السوفيتي مع هذه الدول، وغيرها من الدول الصديقة، علاقة ملتبسة، فقد وقفت موسكو مع فيتنام في حربها ضد الولايات المتحدة، ولكنها لم تكن مستعدة للدخول في مواجهة مع “الامبريالية المغامرة”، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الدول التي كانت ترفع شعارات الاشتراكية كانت تتكسب من المساعدات العسكرية والاقتصادية والعلمية، وكانت في الوقت ذاته تلاحق الشيوعيين وتعتقلهم وتقتلهم.
أما النظام السوري فكان يدّعي أن هزائمه أمام العدو الإسرائيلي كانت بسبب السلاح السوفيتي “الدفاعي”. لكن الاتحاد السوفيتي كان يعرف أن هذا النظام ليس جادًا في صراعه مع إسرائيل لأن هذا السلاح هو الذي انتصر في فيتنام وكوريا وكمبوديا ولاوس وأماكن كثيرة عندما توافرت إرادة القتال.
وهكذا كانت هذه العلاقات مصلحية وتجارية، لأن مبيعات السلاح لم تكن مجانية، وكان من مصلحة الاتحاد السوفيتي أن يجد له موطئ قدم في منطقة الشرق الأوسط، وكان يحلم بالوصول إلى المياه الدافئة في الخليج العربي وبحر العرب. هذا الحلم هو ما جعله يتورط في أفغانستان للدفاع عن نظام بابراك كارمال، ولم يخرج من أفغانستان إلا بعد هزيمة مخزية.
والآن، وبعد الاندحارات العسكرية الأخيرة لنظام عائلة الأسد، اعترف وزير الخارجية الروسي بتزويد نظام بشار الأسد بالسلاح لمواجهة (داعش) وكأنه يعترف بالفصائل المسلحة الأخرى التي تحارب قوات الأسد. الدعم العسكري الروسي والحديث عن بناء قاعدة عسكرية بحرية على الساحل السوري، ترافق مع تقارير تحدثت عن إرسال آلاف من “الحرس الثوري” الإيراني للقتال مع قوات الأسد إلى جانب مقاتلي حزب اللات.
ومما لا شك فيه أن فلاديمير بوتين الذي أصبح قيصر روسيا غير المتوج يجيد استغلال ضعف أداء إدارة باراك أوباما، لذلك يحاول مع نظام الملالي في طهران تحسين مواقفهما استعدادًا لجولات مقبلة لإعادة تشكيل الوضع في سورية والعراق ولبنان، بعدما خسرا الساحة اليمنية بفعل صمود المملكة ودعمها للمقاومة الشعبية لاستعادة الشرعية من أيدى عصابات الحوثيين والرئيس المخلوع.
هذه “الجرأة” الروسية لم تكن من فراغ، بل ربما تكون قد جاءت بتشجيع أميركي، لأن الموقف الأميركي وموقف حلف النيتو لم يتجاوز المكالمة الهاتفية التي أجراها جون كيري مع نظيره الروسي لافروف. وقد التقى الطرفان، إضافة إلى إسرائيل وإيران، على عدم إسقاط نظام الأسد، فالولايات المتحدة تراجعت عن توجيه ضربات للنظام في بداية الأزمة السورية وعارضت إنشاء منطقة عازلة لإيواء الهاربين من بطش النظام، فما الذي يجعلها الآن تعارض هذا التدخل العسكري الإيراني-الروسي لإنقلذ نظام الأسد من السقوط؟ خاصة وأن إسرائيل رحبت بهذا التدخل.
لكن الذي لا يفهمه بوتين وإيران وكل المتاجرين بدم الشعب السوري هو أن إرادة الشعوب الحرة هي التي ستنتصر في النهاية، فمثلما اندحر الاتحاد السوفيتي ومن بعده الولايات المتحدة من أفغانستان بعدما تورطتا في رمالها المتحركة، سوف يكون الدب الروسي صيدًا سهلاً للمقاتلين الوطنيين الذين لم يعد لديهم ما يخسروه سوى أرواحهم التي يدفعونها ثمنًا لخلاصهم وحرية وطنهم.
طلال بن سليمان الحربي – الرياض[ads3]
لو توحدت الفصائل الشريفة في سوريا لسقط النظام في غضون شهر واحد
لكن للأسف كل الفصائل بما فيها النصرة ترضخ لمن يمولها و هو ما يؤخر النصر و يتسبب في هلاك العباد و تدمير البلاد
ما موقف الدول الإسلامية والعربية من هذا التدخل وهذه التجارة بسوريا
طلال بن سليمان الحربي – الرياض
من وين متخرج حضرتك؟
من المملكة السعودية الارهابية مابيطلع غير واحد علااك متلك
ليش ما بتكتب عن مغامرة ال سعود في اليمن