مجد .. شاب تخفى أربع سنوات في سوريا قبل أن يبدأ رحلة اللجوء إلى ألمانيا

بعينين متفائلتين وابتسامة عريضة ووجه يترقب ما هو قادم، يروي الشاب السوري مجد قصته للجزيرة نت، حيث بقي أربع سنوات متخفيا وهو يتنقل من مكان لآخر هربا من التجنيد الإلزامي في جيش النظام، قبل أن تنجح محاولته الثالثة للوصول إلى شواطئ أوروبا.

فبعد وصوله إلى نقطة انطلاق الزوارق المطاطية والتي باتت تعرف باسم “قوارب الموت”، قبالة شواطئ مدينة إزمير التركية، تذكر الشاب السوري الثلاثيني كيف قضى أربع سنوات في مكان أشبه بالسجن.

مع اندلاع الثورة المناهضة لنظام الحكم في سوريا في شهر مارس/آذار 2011، كان مجد قد أنهى دراسته الجامعية، وأصبح بذلك مطلوبا للخدمة العسكرية الإلزامية، إلا أنه فضّل أن يكون “حياديا” على أن يدخل طرفا في الصراع الدائر.

و ذكر مجد أن الهتافات والشعارات التي رفعها المحتجون في بداية الثورة كانت تمثله، وأن شعارات السلمية والحرية والكرامة وضعته في خانة الحياد الإيجابي، إلا أن حدثا غيّر حياته عندما وُضع اسمه على الحواجز ونقاط التفتيش لإلحاقه بقوات الأسد، مما دفعه إلى الاختباء في منزل أحد معارفه، وكان حذرا في اتصالاته وتنقلاته فلم يعلم مكان إقامته إلا أقرباؤه من الدرجة الأولى، وفق ما صرح لقناة الجزيرة.

وبعد أربع سنوات من التخفي، قرر مجد مغادرة سوريا والتوجه إلى تركيا، فدفع مبالغ مالية طائلة للهروب من مدينته جسر الشغور التابعة لريف إدلب (شمال سوريا) قاصدا مدينة إزمير، ومنها إلى أوروبا.

كشف مجد عن مشاعره المشوشة عندما غادر سوريا متوجها إلى تركيا، قائلا “عندما وصلت إلى إزمير، وشاهدت مياه البحر شعرت بفارق أكبر، وانتظرت تحقق حلمي”.

ركب مجد مع مجموعة من السوريين في قارب مطاطي في محاولته الأولى، وانطلقوا من مكان يقع بين مدينتي بودروم وإزمير غرب تركيا منتصف الليل، وبعد ساعتين من الإبحار تفاجأ المسافرون بأن السائق ضل الطريق، فعاد بهم إلى مدينة مرسين جنوب غرب تركيا.

وقال سمسار سوري للقناة إن كثرة رحلات التهريب وعدم توفر عدد كاف من سائقي القوارب يدفعهم إلى تدريب أحد المسافرين لساعتين أو ثلاثة على كيفية قيادة المركب، كي يتولى الأمر بنفسه، ويعفونه بذلك من أجرة الرحلة، ولكن عدم درايته بطرق البحر قد تجعل الرحلة محفوفة بالمخاطر.

أما مجد فقد اضطر لإعادة المحاولة مرة ثانية، لكنها فشلت مجددا، وفي المرة الثالثة كان يقول إنه قضى أصعب فترات حياته، مستبعدا أن يواجه ما هو أسوأ، لكن الحظ حالفه في الوصول إلى جزيرة ميكونس اليونانية.

مكث هناك يومين للحصول على الأوراق اللازمة لمتابعة رحلته، ثم توجه إلى العاصمة أثينا، ومنها إلى مقدونيا، ثم تابع طريقه عبر صريبا وكرواتيا وصولا إلى النمسا، في رحلة استغرقت ستة أيام، حيث كان يتابع رواية قصته عبر الرسائل النصية من هاتفه المحمول.

وبعد أسبوع من سفره، أرسل آخر رسالة نصية يقول فيها “بقيت ثلاثة أيام أمشي. لم أذق طعم النوم، إلى أن وصلنا للنمسا بخير وسلامة”، واختتم رسالته بالقول “أنا الآن أركب القطار متوجها لألمانيا، في طريقي إلى الحرية”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment