استقلال كتالونيا سيكبد برشلونة خسارة نجومه و عائداته

يعتبر نادي برشلونة المتضرر الأكبر من مشروع استقلال إقليم كتالونيا عن المملكة الإسبانية في حال نجح استفتاء “نعم للاستقلال” المزمع إجرائه نهاية شهر سبتمبر الجاري.

وارتبط تاريخ ومكانة النادي الكتالوني العملاق ، من خلال تواجده في الدوري الإسباني على مدار أكثر من قرن من الزمن ، كان خلالها أحد أقطابها إلى جانب ريال مدريد يهيمنان على الليغا ، قبل أن ينجح في تمديد هيمنته لتشمل القارة العجوز.

وإن كان سكان إقليم كتالونيا سيكسبون حريتهم واستقلالهم عن المملكة الإسبانية ، وهو الحلم الذي راودهم منذ زمن طويل ، فإنهم من جانب سيخسرون مكانتهم الرفيعة على الصعيد الرياضي، إذ أن الاستقلال سيجعل من البارسا يخسر الكثير من قيمته المالية والفنية، ما قد يحوله من أحد الأندية العملاقة في العالم إلى نادٍ عادي ، وفق ما ذكرت صحيفة إيلاف.

ودقت العديد من فعاليات البلوغرانا ناقوس خطر استقلال إقليم كتالونيا على النادي الأول للإقليم ومنها رئيس النادي جوسيب بارتوميو الذي سارع إلى إبعاد فريقه عن الحملة الانتخابية التي يقوم بها الحزب الكتالوني الداعي للانفصال والاستقلال عن مدريد.

ويعلم بارتوميو جيداً أنه يترأس البارسا في مرحلة تاريخية حرجة تجعله مسؤولاً عن مستقبله لو كتب للإقليم أن ينفصل ، وربما يكون هذا القرار الذي اتخذه رئيس النادي، تحفيزاً لعشاق البارسا ومحبي المستديرة بشكل عام إلى التصويت ضد مشروع الاستقلال حباً في كرة القدم وليس رضوخاً وخضوعاً للمملكة الإسبانية.

أبرز الخسائر التي ستلحق بنادي برشلونة في نجاح إقليم كتالونيا في استقلاله عن إسبانيا،ستكون على النحو التالي:

الجانب المالي

ستقيد خزينة نادي برشلونة أحد أهم مواردها المالية، والمتعلقة بعائدات حقوق بث مبارياته في الدوري الإسباني، إذ ان الرقم سيتقلص من 150 مليون يورو حالياً إلى أقل من ذلك بكثير.

ويحصل البارسا على هذه العائدات الضخمة الآن بالنظر إلى وضعه الحالي كفريق متخم بالنجوم، ومرشح فوق العادة للمنافسة على الألقاب والبطولات، أما عندما يستقل الإقليم التابع به فإن وضعه سيختلف كثيراً ، لأنه لن يكون بمقدوره خوض مباريات القمة التي اعتاد عليها وخاصة موقعة “الكلاسيكو” التي تجمعه بغريمه ريال مدريد ، إلى جانب مواجهاته بأندية قوية على غرار اتلتيكو مدريد وفالنسيا وإشبيلية والتي تجلب له نسبة مشاهدة عالية.

دوري ضعيف

يعلم الجميع في برشلونة بأن كتالونيا لا تمتلك أندية قوية ، وحتى الفريق الثاني للإقليم المعروف باسم إسبانيول ليس بالفريق المنافس للبلوغرانا، ما قد يجعلنا نشهد تحول الدوري الكتالوني إلى دوري ضعيف ، حيث يستحيل على نادٍ بمفرده تقويته.

عضوية الإتحاد الأوروبي

سيساهم استقلال إقليم  كتالونيا في خروج برشلونة من عضوية الاتحاد الأوروبي ، حيث يحتاج لوقت طويل حتى يتم انضمامه للأسرة الأوروبية ، وقد لا يتمكن أيضاً من تحقيق ذلك، نظراً لصعوبة إستيفائه للشروط الصارمة التي حددتها أعلى سلطة أوروبية .

وفي هذا الحالة فإن لاعبي برشلونة الحاملين للجنسية الإسبانية سيصبحون كتالونيين أي أجانب ، ما يفقدهم ميزة معاملتهم كلاعبين مواطنين وتقلل من خياراتهم ، وهي الصفة التي تتيح لهم اللعب في أي دوري تابع للاتحاد الأوروبي.

ابتعاده عن الأجواء الأوروبية

سيتسبب استقلال كتالونيا بحرمان نادي برشلونة من المشاركة في المسابقتين القاريتين دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لفترة طويلة ، ما سيعرض خزينة البارسا لخسارة نسبة عالية من العائدات التي يجنيها حالياً، بسبب تراجع بث مبارياته وهبوط عائدات تذاكر لقاءاته ، مقارنة بالوقت الراهن ، فضلاً عن عائداته من مشاركته القارية، ما قد يساهم في انسحاب الرعاة من النادي ، لأن تعاقدهم كان مع نادٍ يحضر بقوة في كل البطولات المحلية والقارية، وليس مع نادٍ بعيد كل البعد عن الأضواء.

الناحية الفنية

سيكون النادي معرضاً لخسارة أبرز نجومه سواء الإسبان أو الأجانب ، بسبب اضطرارهم إلى مغادرته خاصة الأسماء غير الكتالونية على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروغوياني لويس سواريز وبقية أجانب الفريق، بسبب عدم قدرة النادي الكتالوني على منحهم نفس المزايا المالية التي يحصلون عليها حالياً بسبب تراجع العائدات من جهة ، وعدم قبولهم اللعب في دوري ضعيف من جهة أخرى.

ويأتي قرار رحيل النجوم عن صفوف النادي الكتالوني ، لكونهم اعتادوا لسنوات طويلة ومنتظمة المشاركة في أفضل البطولات خاصة مسابقة دوري أبطال أوروبا ، ما سيضطرهم لإتخاذ قرار الانتقال من صفوف الفريق ، حفاظاً على وضعهم كنجوم خاصة أن أقوى الأندية في أوروبا تحلم بالتعاقد معهم.

وبرحيل هؤلاء النجوم سيتأثر البارسا فنياً ومالياً في آن واحد ، لأن هناك عقود رعاية وحضور جماهيري مرتبط بتواجد أسماء لامعة مثل ميسي، وهي العقود جعلت من البارسا الفريق الأفضل في العالم .

خسارة المنتخب

سيؤدي الاستقلال إلى خسارة النجوم الإسبان حلم المشاركة في بطولات دولية كبيرة على صعيد المنتخبات الوطنية ، وفي مقدمتهم جيرارد بيكيه وجوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس ونجوم آخرين ، والذين سيضطرون لإيقاف مشوارهم مع المنتخب الإسباني والذي عرف تألقهم ضمن صفوفه، وبالتالي حرمانهم من المشاركة في كأس أمم أوروبا وكأس العالم.

وأخيراً فإن الحقيقة التي أدركها الكثير من المتابعين هي أن استقلال كتالونيا  سوف يلحق بنادي برشلونة ضرراً كبيراً، وأن النادي هو الذي سيخسر الكرة إلاسبانية وليس العكس لأن الليغا تضم أندية أخرى غير الريال والبارسا ستسعى لملء الفراغ الذي قد يتركه البلوغرانا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها