دويتشه فيله : إعلان بالعربية عن قانون الجنسية محط نقد و سخرية في ألمانيا !

تسبب إعلان باللغة العربية نشرته وزارة الخارجية الألمانية بموجة انتقادات لاذعة للوزيرة أنالينا بيربوك، بعدما صار الحديث عن شكل ومحتوى الإعلان موضوع النقاش السياسي والإعلامي في ألمانيا.

وجاء في المنشور الذي تم نشره نهاية شهر مارس / آذار المنصرم على صفحة المركز الألماني للإعلام التابع لوزارة الخارجية الألمانية، عبارة على لسان مفوضة الحكومة الألمانية لشئون الاندماج” تقول “انتظره الكثيرون كثيراً وأخيراً صدر.. بدءأ من 26 يونيو/ حزيران يدخل قانون الجنسية الجديد حيز التنفيذ”. لكنه تضمن أخطاء كثيرة باللغة العربية، إضافة إلى أخطاء واضحة في الكتابة على صورة جواز السفر الألماني، مما أثار سخط متفاعلين كثر من العرب والألمان على حد سواء.

ومن بين هذه الأخطاء باللغة العربية كتابة الكلمة الأولى بدون الحرف الأول منها، وكتابة كلمة “حيذ” عوض “حيز”. أما في اللغة الألمانية ” فانتقد المتفاعلون مع المنشور كتابة اسم ألمانيا “Deutschland” بشكل خاطئ، إضافة لأخطاء واضحة في كل من كلمة “Europäische” و كلمة “Bundesrepublik”.

وتفاعلت وسائل إعلام ألمانية كثيرة مع المنشور بسخرية وانتقاد لاذعين وجعلته موضوع الساعة، وربطته بالنقاش السياسي الذي رافق الإعلان عن إصلاح قانون الجنسية في ظل أزمة الهجرة واللجوء التي تعيشها ألمانيا منذ سنوات.

وانتقدت صحيفة بيلد الشعبية واسعة الانتشار، بحدة المنشور الداعي حسب وصفها للحصول على جواز السفر الألماني “كما لو أنه لم تكن هناك أزمة لاجئين قبل ذلك “، وذَكَرَتْ الصحيفة بتسجيل ألمانيا معدل طلبات لجوء وصفته بالقياسي العام الماضي.

ودعت الصحيفة في تقرير ثان حول الموضوع ذاته، وزيرة الخارجية الألمانية إلى التوقف عن الترويج لقانون الجنسية والجواز الألماني باللغة العربية، متسائلة إن كانت بيربوك تدعو من خلال ذلك العالم العربي بأكمله للقدوم إلى ألمانيا.

أما عن تفاعلات السياسيين مع المنشور، فقد نقلت صحيفة بيلد تصريحا لوزير الشؤون الأوروبية والدولية في ولاية هيسن، مانفريد بينتز، المنتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي(CDU)، اعتبر فيه أن المنشور يبدو كـ “ترويج لجواز السفر الألماني كأنه خردة”، وأن من قام بالأمر “لم يتعلم شيئًا من أزمات اللجوء الماضية”، منتقدا الطريقة التي اعتبرها محرجة للترويج للجواز في بلدان أخرى، داعيا إلى الامتناع عن تكرار ذلك.

موقع مجلة “دير شبيغل” الألمانية، خصص أيضا تقريرا منتقدا للموضوع، نقل من خلاله تصريحات رافضة للمنشور من سياسيين من مختلف الأحزاب الألمانية. ونقل الموقع تصريحا لألكسندر دوبرينت، رئيس المجموعة الإقليمية لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، المشارك في الحكومة الاتحادية، قال فيه “إن قانون الجنسية الذي أعلن عنه الائتلاف الحكومي هو عامل جذب آخر للهجرة غير الشرعية ومشجع بوضوح عليها”.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية بادن فورتمبيرغ، مانويل هاغل قوله حول المنشور، إذ اعتبر أنه “لا يمكنك دعوة كل من يريد أن يصبح ألمانيًا إلى ألمانيا بهذا الشكل”، معتبراً أن في الأمر “استدراج للأجانب إلى ألمانيا عبر وعود غامضة”. وطالب وزيرة الخارجية بيربوك بـ “تصحيح الأمر على الفور”.

تجدر الإشارة إلى أن قانون الجنسية الجديد، تسبب قبل صدروه في نقاشات ساخنة داخل كل من البوندستاغ والبوندسرات(مجلس الولايات)، بين مطالبين بتشديده إجراءات منح الجنسية ومؤيدين لجعل التجنيس أسهل على الأجانب، خاصة في ظل أزمة اليد العاملة التي تعاني منها البلد. (DW)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها