رئيس أكبر الأحزاب المعارضة في ألمانيا : لا مشكلة في ألمانيا مع المسلمين بل مع متطرفيهم

 

يرى زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني -فريدريش ميرتس- أن الجدل الداخلي في حزبه حول كيفية “التعامل مع المسلمين” لم ينتهِ بعد.

وقال زعيم أكبر حزب معارض في ألمانيا في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في ميونخ: “لدينا في ألمانيا مشكلات خطيرة مع الإسلام السياسي والمسلمين المتطرفين – وهذا أمر لا يمكن إنكاره بجدية”، مضيفا أنه يوجد في ألمانيا فصل واضح بين الدولة والدين، “وهو ما لا يريد بعض المسلمين في ألمانيا قبوله. بالنسبة لهم الشريعة فوق الدستور”، موضحا أن حزبه يعارض هذا الرأي بشدة، وذلك أيضا للحد من الاستقطاب في المجتمع، وقال: “لن نترك هذا النقاش لآخرين”.

ومن المخطط إقرار البرنامج الأساسي للحزب خلال مؤتمر عام في برلين مطلع مايو / أيار المقبل 2024.

وفي الأسبوع الماضي قام الحزب المسيحي الديمقراطي بتغيير صياغة عن المسلمين في مسودة برنامجه الأساسي الجديد. وفي الأصل تضمنت مسودة البرنامج العنوان الفرعي التالي: “المسلمون الذين يشاركوننا قيمنا ينتمون إلى ألمانيا”، ثم تم تعديله الآن إلى: “المسلمون جزء من التنوع الديني في ألمانيا ومجتمعنا”، ثم تم إدراج هذه العبارة في الفقرة التالية للعنوان: “الإسلام الذي لا يشاركنا قيمنا ويرفض مجتمعنا الحر لا ينتمي إلى ألمانيا”.

وقال ميرتس: “يوجد الآن مقترح نصي للمؤتمر العام للحزب. أفترض أننا سنجري مناقشات حول هذا الأمر [التعامل مع المسلمين] مجددا خلال المؤتمر العام للحزب، لكن هذا أمر جيد وصحيح، لأنه يتعين علينا الانتهاء من هذه المسألة، فنحن لدينا في ألمانيا مشكلة مع هذا الموضوع”.

ولا يقبل ميرتس إشارات بأن حزبه أثار جدلا حول هذه القضية مجددا دون داعٍ، وقال: “هذا الجدل يحدث باستمرار في الرأي العام، وبالطبع يحدث على خلفية التجاوزات المعادية للسامية التي وقعت العام الماضي بعد 7 أكتوبر / تشرين الأول بقوة جديدة للأسف أيضا في مدن ألمانية”، مضيفا أنه يتعين على الحزب المسيحي الديمقراطي لذلك أن يقدم في برنامجه الأساسي الجديد إجابة للسؤال حول كيفية التعامل مع الملايين العديدة من المسلمين في ألمانيا.

وقال ميرتس: “من ناحية كان من المهم بالنسبة لنا أن نصدر بيانا واضحا وإيجابيا، حيث إن الغالبية العظمى من المسلمين هنا يعيشون كجزء من مجتمعنا في ألمانيادون أي مشكلات، وبعضهم من الجيل الثالث والرابع [من المهاجرين]”، مضيفا في المقابل أنه من المهم أيضا الإشارة إلى أننا “نتوقع من جميع الأفراد في ألمانيا، بمن فيهم المسلمون، الالتزام بنظام القيم في دستورنا ومجتمعنا”.

ويرى ميرتس أيضا أن هذا الجدل جزء من التضامن مع إسرائيل، وقال: “الحياة اليهودية جزء من ألمانيا ويجب حمايتها أكثر من أي وقت مضى، وهو أمر يثقلنا حقا، لكن يجب القيام بذلك. ونحن نعلم أن العديد من المسلمين أيضا ينكرون حق إسرائيل في الوجود”، موضحا في الوقت نفسه أنه يرى أيضا أن الحياة الإسلامية جزء من ألمانيا أيضا، وقال: “لا شك في ذلك”، مشيرا في المقابل إلى أن التعايش يتم في إطار “نظامنا الدستوري ونظام قيمنا ودولتنا”، موضحا أن “القواعد تضعها الدولة وليس الطوائف الدينية”. (DPA – DW)

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها