ما هو رأي الصحف الإسرائيلية و المحللين العسكريين الإسرائيليين بالتدخل الروسي الجديد في سوريا ؟
كتب المحلل العسكري «عاموس هرئيل» في جريدة «هآرتس» تحليلا بعد زيارة نتنياهو الأخيرة إلى موسكو، جاء فيه أن تعزيز القوات الروسية في شمال سوريا جاء لضمان هدفين يرتبطان ببعضهما، وهما الإبقاء على سوريا كمجال عسكري روسي وبقاء نظام الأسد، ولكن الاستعدادات التي قامت بها روسيا مثل إقامة قاعدة كبرى لإطلاق طائرات غايتها التفوق الجوي، والتزود بمنظومات دفاعية يؤكد أن روسيا لا تكتفي بهدفها المعلن وهو تحسين القتال ضد داعش بل يريد الروس تعزيز تواجدهم الحقيقى في سوريا، وأضاف هرئيل أن زيارة نتنياهو لبوتين تعكس عدم ثقة إسرائيل في قدرة ونوايا الولايات المتحدة للحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية.
وبحسب «عاموس هرئيل» فإنه في الوقت الذي تعلن فيه وسائل الإعلام الأمريكية أن أوباما لم يتخذ قراره بعد الخطوة الروسية المفاجئة في سوريا، ويفكر في الحديث مباشرة مع الرئيس بوتين، فإن نتنياهو يسبقه ويسافر إلى موسكو بنفسه.
وفي السياق نفسه، علق المحلل السياسي يوسي ميلمان في مقاله بجريدة «معاريف» قائلا: الأنشطة التي كانت تقوم بها إسرائيل في سماء سوريا، كانت تحدث طالما توفرت معلومات استخبارية واحتمالات عملياتية، دون التنسيق مع أى جهة، أما من الآن فصاعدا فعلى إسرائيل أن تنسق قبل عملياتها الجوية مع روسيا، ولذا فإن حرية العمل الإسرائيلى قد تقيدت.
أما البروفيسور «آيال زيسر» فرأى في مقاله المنشور بجريدة «إسرائيل اليوم،» أن الخوف كان من صعود داعش في سوريا أما الآن فالخوف أصبح من إنشاء ولاية سورية صغيرة يحكمها بشار في العلن وإيران وحزب الله في الخفاء ويتمتع جميعهم بالمظلة الروسية، وهو الذي ربما يجبر أمريكا على التنازل من أجل محاربة داعش، كما أن التواجد الروسي في سوريا قد يلحق الضرر بقدرة إسرائيل على العمل بحرية ضد هذه التهديدات، وقد يشجع العمليات الإرهابية الخطيرة، لكن «زيسر» عاد وأوضح أن الأمر ليس سيئا بشكل كبير، فبشار يحتاج إلى بوتين مثلما يحتاج إلى إيران وحزب الله، وبوتين هو الذي منع اتخاذ خطوات في الساحة الدولية ضد سوريا، والأهم من ذلك أنه لا يريد أن تصبح سوريا شيعية مثل إيران، وكل ما يريده بوتين هو الحفاظ على مصالحه وضمان مناطق سيطرة عسكرية لجيشه.
وعلق «إسرائيل زيف» وهو لواء احتياط ورئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان سابقا في جريدة «يديعوت أحرونوت» قائلا: إن بوتين يرى أن انهيار الأسد يمس بالشريك الاستراتيجي المركزي لروسيا في المنطقة وهو إيران والتي أصبحت بعد الاتفاق النووي الحليف المطلق لموسكو، فطهران اليوم تتعرض لضغوط دولية أقل، وبعد رفع العقوبات والنمو الاقتصادي ستتمكن من شراء السلاح الروسي.
ونشرت جريدة «هآرتس» أن مصادر أمنية إسرائيلية مطلعة على كواليس الزيارة قالت: إن نتنياهو أكد لبوتين أنه لن يتخذ أي موقف لصالح أحد الأطراف في الصراع بين نظام الأسد والمتمردين، وأن الحالات التي ستتدخل فيها إسرائيل فيما يجري في سوريا ستكون عند تجاوز الخطوط الحمراء مثل محاولة نقل السلاح المتطور من سوريا إلى حزب الله في لبنان.
وكتب الدكتور ديما أدامسكي الباحث في مركز أبحاث هرتسليا في مجلة «فورين أفيرز» تحليلا جاء فيه أن سياسة روسيا الحالية في المنطقة هي تكرار موسع لعملية «القفقاص» قبل 45 عاما حينما تدخل الاتحاد السوفيتي لصالح مصر في حرب الاستنزاف، واعتبرت العملية ناجحة وقتها لأن إرسال القوات والمستشارين ساعد فى إنقاذ النظام المصري وردع إسرائيل، أما التدخل الروسي في الشرق الأوسط الآن فيأتي لخدمة الهدف الرئيسي لروسيا في المنطقة وهو تحقيق مكانة إقليمية موازية لمكانة الولايات المتحدة، إضافة إلى أهداف ثانوية مثل إنشاء منطقة عازلة ضد المجاهدين الذين قد يلحقون الضرر بالأراضي الروسية من الجنوب واستعراض القوة في الجهة الشمالية الشرقية للبحر المتوسط وتوقيع اتفاقات اقتصادية كبيرة، بما فيها صفقات السلاح، فروسيا تعتقد أن الربيع العربي حدث بسبب سياسة أمريكا الخاطئة في الشرق الأوسط، وقد حان وقتها لتعود وتلعب دورا إقليميا مرة أخرة في المنطقة.[ads3]