الأكثر سخونة على الإطلاق عالمياً .. شهر حزيران يسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة

 

“حزيران”.. إنه الشهر الثالث على التوالي الذي تتجاوز فيه درجة حرارة الأرض حد الـ 1.5 درجة مئوية الذي حددته اتفاقية باريس.

يُعد شهر حزيران/ يونيو الماضي الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، والشهر الثالث عشر على التوالي الذي تسجل فيه درجات حرارة قياسية، وفقًا لوكالة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

كذلك يُعتبر “حزيران” الشهر الثاني عشر على التوالي الذي يُسجَل فيه ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية عن فترة ما قبل الثورة الصناعية.

وأشار كبير علماء المناخ في كوبرنيكوس نيكولا جوليان عبر مقابلة: “إنه تحذير صارخ بأننا نقترب من هذا الحد الذي حددته اتفاقية باريس. تستمر درجة الحرارة العالمية في الارتفاع بوتيرة سريعة”.

تعتبر علامة 1.5 درجة مئوية مهمة لأنها الحد الأقصى لدرجات الحرارة الذي اتفقت عليه جميع دول العالم تقريبًا في اتفاقية باريس لعام 2015. وقد قال جوليان وغيره من خبراء الأرصاد الجوية إن هذا الحد لن يتم تجاوزه إلا بعد فترة طويلة من الحرارة الممتدة – قد تصل إلى 20 أو 30 عامًا.

وقال مدير كوبرنيكوس كارلو بونتيمبو في بيان له: “هذا أكثر من مجرد “شذوذ إحصائي” ويسلط الضوء على تحول مستمر في مناخنا”.

وقال العلماء إن سلسلة الحرارة القياسية التي تشهدها الأرض منذ أكثر من عام قد تنتهي قريبًا، ولكن لن تنتهي الفوضى المناخية التي صاحبتها.

وفقًا لكوبرنيكوس، بلغ متوسط درجات الحرارة في شهر يونيو حول العالم 16.66 درجة مئوية، أي أعلى من متوسط درجات الحرارة خلال 30 عامًا لهذا الشهر بمقدار 0.67 درجة مئوية.

وقد حطم شهر حزيران الرقم القياسي للشهور الأكثر سخونة على الإطلاق.

يلفت جوليان إلى أن الأمر لا يعني أن الأرقام القياسية يتم تحطيمها شهريًا، ولكنها “تتحطم بهوامش كبيرة جدًا على مدار الأشهر الـ13 الماضية”.

ويعتبر عالم المناخ في جامعة تكساس إيه آند إم، أندرو ديسلر أنه “بالنسبة للأغنياء وفي الوقت الحالي، الحدث مُكلف. أما بالنسبة للفقراء فهي معاناة. في المستقبل سيزداد مقدار الثروة التي يجب أن تكون لديك حتى يصبح معظم الناس يعانون”.

يوضح جوليان أنه حتى دون الوصول إلى عتبة 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل، ولكننا “رأينا عواقب تغير المناخ، هذه الظواهر المناخية المتطرفة” – أي تفاقم الفيضانات والعواصف وموجات الجفاف وموجات الحر.

وبحسب كوبرنيكوس، فقد ضربت حرارة شهر يونيو بشدة أكبر في جنوب شرق أوروبا، وتركيا، وشرق كندا، وغرب الولايات المتحدة والمكسيك، والبرازيل، وشمال سيبيريا، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وغرب القارة القطبية الجنوبية. وقد اضطر الأطباء إلى علاج الآلاف من ضحايا ضربات الشمس في باكستان الشهر الماضي حيث بلغت درجات الحرارة 47 درجة مئوية.

وقال جوليان وغيره من خبراء الأرصاد الجوية إن هذه الحرارة بمعظمها ناتجة عن الاحترار طويل الأمد الناجم عن الغازات الدفيئة المنبعثة من حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي.

يذهب قدر هائل من الطاقة الحرارية المحتبسة بسبب التغير المناخي الذي يسببه الإنسان مباشرة إلى المحيطات، وتستغرق تلك المحيطات وقتًا أطول في الاحترار والبرودة.

تلعب الدورة الطبيعية لظاهرتي النينيو والنينيا، وهما ظاهرتان طبيعيتان تتسببان في ارتفاع درجة حرارة وسط المحيط الهادئ وبرودته وتغيرات الطقس في جميع أنحاء العالم، دوراً في ذلك. وقد انتهت ظاهرة النينيو القوية التي تشكلت العام الماضي في يونيو.

وقال العلماء إن هناك عامل آخر هو أن الهواء فوق قنوات الشحن في المحيط الأطلسي أنظف بسبب لوائح الشحن البحري التي تقلل من جزيئات تلوث الهواء التقليدية، مثل الكبريت، التي تسبب بدورها القليل من التبريد. وهذا يخفي قليلاً تأثير الاحترار لغازات الدفيئة.

وأكد تيانلي يوان، عالم المناخ في وكالة ناسا وجامعة ميريلاند بالتيمور في جامعة ميريلاند بالتيمور الذي قاد دراسة حول آثار لوائح الشحن البحري، أن هذا “التأثير المخفي أصبح أصغر، ومن شأنه أن يزيد مؤقتاً من معدل الاحترار” الناجم بالفعل عن غازات الاحتباس الحراري.

قال عالم المناخ زيك هاوسفاذر من شركة سترايبس للتكنولوجيا ومجموعة بيركلي إيرث لمراقبة المناخ عبر منشور على موقع X أنه “بعد مرور ستة أشهر من هذا العام شهدت درجات الحرارة فها مستويات قياسية، “هناك فرصة بنسبة 95% تقريبًا أن يتفوق عام 2024 على عام 2023 ليكون العام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة السطحية العالمية في منتصف القرن التاسع عشر”.

ولا يزال بعض اللثام لم يكشف عن احتمالات ذلك، بحسب جوليان. في الشهر الماضي، منحت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) فرصة بنسبة 50%.

وقال جوليان: “من المحتمل، كما أقول، أن يكون شهر يوليو 2024 أكثر برودة من شهر يوليو 2023، وأن تنتهي هذه السلسلة من الارتفاعات المتتالية، لا يزال الأمر غير مؤكد، فالأمور يمكن أن تتغير”

من جهته، فسّر عالم المناخ في جامعة فيكتوريا أندرو ويفر البيانات التي تظهر أن الأرض في طريقها لارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية إذا لم يتم الحد من الانبعاثات بشكل عاجل، معرباً عن خشيته من أن نهاية سلسلة الأشهر الحارة القياسية وحلول ثلوج الشتاء ستعني أن “الناس سينسون قريبًا” هذا الخطر.

فيما أعلنت عالمة المناخ بجامعة ويسكونسن أندريا داتون أن “عالمنا في أزمة. ربما تشعرون بهذه الأزمة اليوم – فأولئك الذين يعيشون في مسار إعصار بيريل يشهدون إعصارًا يغذيه محيط دافئ للغاية أدى إلى ظهور حقبة جديدة من العواصف الاستوائية التي يمكن أن تشتد بسرعة إلى أعاصير كبرى مميتة ومكلفة”. (euronews)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها