تعاون ألماني مع دول أوروبية أخرى لتطوير صواريخ بعيدة المدى

 

وقعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا -خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن الخميس خطاب نوايا للتعاون سوية في مجال إنتاج قدرات في مجال الضربات البعيدة المدى وتطويرها. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن الوثيقة التي وقعها وزراء دفاع الدول الأربع تفتح الباب أمام إجراءات “تعاون ترمي إلى تعزيز قدراتنا العسكرية بالإضافة إلى القاعدة الصناعية والدفاعية الأوروبية”.

وبالنسبة لردع روسيا بصواريخ بعيدة المدى فإن ألمانيا غير معتمدة فقط على اتفاقية نشر صواريخ البعيدة المدى مع الولايات المتحدة الأمريكية بل وأيضا على التطوير المشترك مع دول أوروبية شريكة. وقد وقع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس -وهو من الحزب الاشتراكي- الاتفاق حول ذلك مع زملائه من بولندا وفرنسا وإيطاليا يوم الخميس على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن، وفق ما أعلنت وزارته على موقع “إكس”.

وقال بيستوريوس في حديثه في برنامج “هويته جورنال” على القناة الألمانية الثانية “زد دي إف” مساء الخميس، إن الاتفاق مع الشركاء الأوروبيين يتعلق بمواجهة “حالة التهديد” الجديدة التي أوجدتها روسيا بـ”قدرة ردع واضحة وجاهزية دفاعية”. وأشار الوزير إلى وجود نقص في ألمانيا بالأسلحة التقليدية بعيدة المدى في أوروبا.

وأوضح بيستوريوس قائلاً: “نظرا لعدم امتلاكنا عددا كافيا من الأنظمة في هذا المجال فإن الأمريكيين ينشرون هذه الأنظمة مؤقتا [في ألمانيا] حتى نطور أنظمتنا الخاصة بنا مع شركائنا الأوروبيين”. وأشار إلى أن تطوير الأسلحة الأوروبية بعيدة المدى الخاصة مكلفة ولم تتم زيادة ميزانية الدفاع للسنة المالية 2025 كما كانت تأمل وزارة الدفاع الألمانية مضيفاً: “علينا أن نعمل بالمساحة المتاحة لنا للمناورة”.

وأضافت وزارة الدفاع الفرنسية أنه يمكن أيضاً دعوة شركاء آخرين “للانضمام إلى المبادرة التي قد ترتكز أيضاً إلى تمويلات أوروبية”. من جهته قال وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان ليكورنو إن “هذا الأمر ذو قيمة، بما في ذلك على صعيد الميزانية، لأنه يسمح بخفض التكاليف المختلفة، ذلك أن الفكرة هي إتاحة [هذه المبادرة] على أوسع نطاق ممكن”. وأوضح أنه على الجانب الفرنسي: “لدينا أصلا برنامج صواريخ بحر-أرض من طراز إم دي سي إن” من الممكن الاعتماد عليه لتطوير “تكنولوجيا يمكن تحويلها لإنتاج صواريخ أرض-أرض”. و”إم دي سي إن” هو أحد أنواع الصواريخ المجنحة البحرية التي يستخدمها الجيش الفرنسي وقد بدأت شركة “إم بي دي إيه” تطويره في عام 2006.

وجاء هذا بعد يوم واحد من إعلان واشنطن وبرلين أنهما ستبدآن فينشر صواريخ أمريكيةبعيدة المدى على الأراضي الألمانية في عام 2026، بما في ذلك صواريخ إس.إم-6 وتوماهوك وأسلحة فرط صوتية. وتندد موسكو بنشر الصواريخ وتعتبره “تهديدا خطيرا للغاية” لأمنها القومي. وشهدت صواريخ كروز التي يصل مداها لعدة مئات من الكيلومترات انتعاشا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وتشمل مخزونات أوروبا الحالية من صواريخ كروز أسلحة تطلقها طائرات مقاتلة مثل صواريخ ستورم شادو البريطانية، وسكالب الفرنسية، وتوروس الألمانية التي يصل مداها إلى نحو 500 كيلومتر.

وعلى عكس الصواريخ الباليستية تشق صواريخ كروز السماء على ارتفاع منخفض مما يجعل اكتشافها صعبا على أجهزة الرادار. وقال مصدر عسكري إن الهدف هو أن يصل مدى الصاروخ الجديد المنطلق من الأرض إلى ما بين 1000 و2000 كيلومتر لتلبية طلب حلف شمال الأطلسي على مثل هذه القدرة.

وتطوير صاروخ يتجاوز مداه 500 كيلومتر يعني أن الحلفاء الأوروبيين في الحلف سيعيدون في الواقع فئة من الأسلحة كانت محظورة بموجب معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى حتى عام 2019. وحظرت المعاهدة الموقعة عام 1987 الصواريخ النووية والتقليدية التي تطلق من الأرض ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.

وتخلصت ألمانيا والمجر وبولندا وجمهورية التشيك من صواريخها في التسعينيات وتبعتها لاحقا سلوفاكيا وبلغاريا. وانسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى في عام 2019، وقالت إن موسكو تنتهك المعاهدة وأرجعت هذا لتطوير روسيا لصاروخ كروز إم9. 729 الذي يُطلق من الأرض والمعروف في حلف شمال الأطلسي باسم إس.إس.سي-8. ونفت روسيا الاتهامات وفرضت وقفا على تطويرها للصواريخ التي كانت محظورة سابقا بموجب معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى.

وأعربت روسيا والصين عن الغضب إزاء هذا الإعلان. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي إن موسكو يجب أن تستأنف إنتاج الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ذات القدرات النووية بعد أن نشرت الولايات المتحدة صواريخ مماثلة في أوروبا وآسيا. (DW)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها