دويتشه فيله : ” تالاهون ” .. أغنية راب تثير مخاوف من وصم عنصري

 

“تعا لهون” أو “تالاهون” مصطلح شاع في ألمانيا وأُطلقَ على شبان في سن المراهقة من خلفيات مهاجرة، عربية وكردية في أغلب الأحيان، تتراوح أعمارهم بين 13 و20 سنة. انتشر المصطلح بعد سنتين من نشر مغني الراب الألماني حسن، ذو الأصول الكردية-السورية، لأغنيته “تعال لهون” على منصة يوتيوب.

في الجالية السورية في ألمانيا أطلق البعض تسمية “عجيان البانهوف” (أطفال محطات القطارات) على فئة من المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، هاربين من المدارس وعاطلين عن العمل، والذين يتجمعون عادةً في محطات القطارات والأماكن العامة.

انتشر هذا المصطلح والمحتوى المرتبط به كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي لدرجة أن متجر البقالة الشهير “إديكا” في بلدة فورستناو في ولاية ساكسونيا السفلى قد خصص قسماً للمنتجات التي يشتريها شبان “تعا لهون” مثل الحلويات ومشروبات الطاقة، ويحمل القسم اسم “تالاهون”.

في الغالب ترتدي هذه الفئة من الشبان ملابس من علامات تجارية مزيفة وسلاسل ذهبية سميكة كإكسسوارات. ويقوم الشبان بحركات كاراتيه وملاكمة في الهواء في ساحات المدن الكبيرة ومحطات القطارات. ويبصقون على الأرض تعبيراً عن غضبهم وسخطهم. في هذه الأثناء يصورون مقاطع فيديو على أنغام أغنية الراب “تعال لهون” لنشرها على منصة تيك توك.

يقول محمد عبده، أخصائي تربية مسرحية لـ DW: “إن تنوع الخلفيات التي يتحدر منها المراهقون لا يعني اختلاف المشاكل التي يعانون منها”، ويضيف: “يحاول المراهقون في هذا العمر تشكيل مجموعات تعطيهم الشعور بالانتماء”.

يحاول بعض الشباب الذين لديهم خلفية مهاجرة إثبات وجودهم في ألمانيا، ومع أن الكثير منهم يحمل الجنسية الألمانية، إلا أن بعضهم قد لا يشعر بالانتماء لألمانيا، فيحاول الكثيرون التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال أغاني الراب والهيب هوب وطرح الأفكار التي تشغل تفكيرهم والتي غالباً ما تتمحور حول الجنس، والمخدرات، والعنف، وحياة الشارع، وبالتالي يلقى هؤلاء المغنيين قبولاً ورواجاً كبيراً من قبل أبناء جلدتهم الذين يحملون نفس الأفكار والهموم.

يقول كريستيان بالنتين، الأستاذ المتخصص في التعليم والتنشئة الاجتماعية في جامعة بريمن لمجلة “بوتين أون بينين” المحلية: “إن ثقافة الشباب والمراهقين مختلفة تماماً عن ثقافة الكبار، ومن خلال مقاطع فيديو ’تعا لهون’ يُظهر الشباب والمراهقين سلوكيات وحركات طبيعية في سنهم، خصوصاً أنهم يحاولون العثور على دورهم في المجتمع، ويحاولون لفت النظر وإحداث أثر وردود فعل تعزز من إحساسهم بوجودهم”.

“تعال لهون، سأسحبك إلى الزاوية، سيرى أولادك كيف أطعنك بالسكاكين، وألعق دماءك، وأضع جثتك في أكياس”، هذه بعض كلمات أغنية الراب “تعال لهون” التي تتحدث عن العنف والجريمة والحياة الصعبة في الشارع.

أدت الأغنية إلى إدراج مصطلح جديد في المجتمع الألماني يرى البعض أنه خطير، يروّج للعنف وقد يستخدم كوصم عنصري لمجموعة من الشبان من أصول مهاجرة، في حين يراه آخرون أنه لا يتعدى كونه فقاعة ستزول قريباً.

الخوف من أن يصبح هذا المصطلح لفظ عنصري دارج عليه هو ما عبر عنه مغني الراب الألماني الشهير أنيموس لصحيفة “شبيغل” الألمانية: “’تعا لهون’ سيكون تذكرة لفظية مجانية للعنصرية”.

من جانبه قال يانيك فينهويس الخبير في العنصرية المستهدفة للمسلمين، لفريق تحرير منصة “دير فيستن” الألمانية: “بالتأكيد لا يتم استخدام مصطلح ’تعا لهون’ دوماً بشكل عنصري، خصوصاً إذا كان وصفاً ذاتياً ساخراً لبعض الصبية الصغار يعبرون الشارع، ولكنه يصبح عنصرياً إذا سخر الآخرون منه، وخصوصاً إذا تم استخدامه لوصف الأشخاص الذين لديهم خلفية مهاجرة للسخرية منهم”.

من الانتقادات الأخرى التي وُجهت إلى هذه المجموعة من الشبان والمراهقين أنها تحمل أفكار العصور الوسطى، وتمجّد العنف، ولديها أفكار تمييزية ومهينة للنساء وفق ما وصفت صحيفة “البيلد” الألمانية.

وكانت الجماعات اليمينية المحافظة في مقدمة المنتقدين لها، فنادت من خلال عدّة وسوم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ترحيل من ينتمي إلى هذه المجموعة، ونشرت أيضاً عدّة منشورات ومقاطع فيديو تحمل وسم “أماكن بلا تعا لهون” مشيرة من خلالها إلى المناطق التي لا ترتادها هذه الفئة، مثل الجامعات، والمكتبات، ودور الموسيقا، ودور العبادة والمناطق الجبلية والطبيعية، مؤكدة من خلالها على الخلفية الثقافية والاجتماعية والمادية المختلفة لهذه الفئة من الشبان.

ومن جانبه يقول مغني الراب الألماني حسن، ذو الأصول الكردية-السورية، لمحطة WDR رداً على الانتقادات التي وجهت إلى أغنيته والتي وصفتها بالعنيفة، إن المحتوى الذي قدمه من خلال الأغنية هو شكل من أشكال الفن ويمثّل الحياة في الشارع. (DW)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها