أفغانستان : قانون جديد يحظر على النساء رفع أصواتهن في الأماكن العامة
أصبحت حكومة طالبان في أفغانستان رمزا لنظام أكثر ظلمة وقمعا في العالم بالنسبة للنساء والفتيات، وأقرت الحكومة عددا جديدا من القوانين وأدخلتها حيز التنفيذ تسببت في خنق حرية المرأة وهضم حقوقها الأساسية.
فلا تزال مكانة المرأة في أفغانستان تتآكل وتصل إلى مستويات متدنية جديدة، حتى بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على وصول حركة طالبان إلى السلطة في البلاد.
في الشهر الماضي، تمت الموافقة على سلسلة من القوانين الجديدة، ما يزيد من تقييد الحقوق القليلة للنساء في المجال العام في أفغانستان، ويزيد من الخطر على حياتهن وحريتهن.
ويحظر القانون الجديد الذي تم تطبيقه في أفغانستان الشهر الماضي على النساء رفع أصواتهن في الأماكن العامة. وبالإضافة إلى ذلك، يحظر على النساء قراءة القرآن في الأماكن العامة، كما يحظر عليهن النظر إلى الرجال من غير أزواجهن أو أقاربهن. وهذه ضربة أخرى ألحقتها الحركة بحقوق المرأة في البلاد في السنوات الأخيرة.
عديد النساء تحدثن لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، دون الكشف عن هويتهن، وقلن إن مجموعة القوانين التي تم سنها حديثًا تمثل ضربة قاسية وكبيرة لحياتهن في البلاد، ترافقها زيادة كبيرة في إنفاذ القوانين الجديدة، فضلاً عن تلك التي كانت موجودة أصلا، وتشهد العاصمة كابول نشاطا واسعا وغير مسبوق لما يسمى “شرطة الآداب أو الأخلاق” والتي يرتدي أفرادها جلابيب بيضاء.
وقد كثفت الشرطة مؤخرا أنشطتها ومداهماتها لمحطات الحافلات والمجمعات التجارية بحثاً عن نساء ينتهكن قواعد اللباس الصارمة بحسب تعبير السلطات الرسمية، أو يضحكن أو يتحدثن بصوت عال، بحسب وصفهم.
مع بداية حكم طالبان، صدر حظر صارم على مجال تعليم الفتيات والنساء، حيث يمنعن من الالتحاق بالمدارس من الصف السادس فما فوق، ويمنع عليهن أيضا الالتحاق بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وقد كشفت تقارير ومنشورات مختلفة في الغرب في السنوات الأخيرة عن وجود مراكز سرية لتعليم النساء سراً، في محاولة للتحايل على المحظورات الصارمة والسماح لهن بتلقي الحد الأدنى من التعليم. على الرغم من ذلك، بدأت شرطة الآداب مؤخرا بمداهمة مثل هذه المراكز السرية، وحذرت المدرسين الذكور الذين يعملون فيها.
تقول مينا، وهي إحدى سكان كابول في العشرينيات من عمرها وتدير مراكز لتعليم الفتيات تحت الأرض، لصحيفة واشنطن بوست: “حتى قبل ثلاثة أسابيع، كنت لا أزال آمل أن ترفع طالبان القيود المفروضة على تعليم الفتيات”، “ولكن بمجرد نشر مجموعة القواعد الجديدة الخاصة بهم، فقدت كل الأمل”.
وتقول امرأة أخرى تبلغ من العمر 48 عاماً، لا تزال تتذكر القيود الصارمة التي فرضتها حركة طالبان خلال الفترة الأولى من حكمها في التسعينيات: “البلد كله أصبح مقبرة لأحلام النساء”.
من جهته يقول ساجيا، الطالب السابق ابن الـ24 عاماً: “هناك تياران داخل طالبان، أحدهما أعطى انطباعاً بأنه أكثر اعتدالاً واستعداداً للتحايل على القوانين، ولكن مع القيود والقوانين الجديدة يبدو أن هذا التيار فشل في مهمته ولم يعد هناك أمل”.
وتؤكد العديد من النساء عدم وجود نص قرآني أو ديني يحظر تلقيهن التعليم، ويرون أن القوانين والقيود المفروضة على المرأة في القرآن أقل بكثير مما فرضته طالبان، على سبيل المثال في مسألة اللباس.
ويشير الكثيرون إلى أن يد طالبان القاسية تجاه النساء ليست حكراً على الرجال وحدهم، وأن عدداً غير قليل من النساء يعملن في خدمة شرطة الآداب، ويمارسن في أوقات قليلة أيضاً عنفاً أكبر مما يمارسه الرجال.
الكثير من الأفغانيات يلمن العالم الخارجي لصمته الذي يكاد يصل إلى حد القبول، بحسب ما عبرت عنه مينا ووصفت صمت العالم خلال السنوات الثلاث الماضية بفصل مظلم في التاريخ.
وقد تمكنت حركة طالبان من وضع نفسها كأمر واقع على الساحة الدولية، ومن المؤكد أن روسيا والصين وقطر والإمارات ودول قوية أخرى تعمل على تنمية العلاقات معها. (Euronews)
[ads3]