يورونيوز: بين الشيخ و السيّد .. عمامة بيضاء تخلف عمامة سوداء لقيادة حزب الله فما الفرق ؟
عُرف حسن نصر الله لدى مؤيديه بلقب “السيد”، حتى أصبح إشارة تختصر اسمه. ولطالما كان لقبه ذو الدلالة “الرفيعة دينيا” محلَّ جدل لدى خصومه السياسيين. أما بعد اغتياله في غارة إسرائيلية قبل شهر، وعند تعيين الشيخ نعيم قاسم خلفا له، تساءل البعض عن سبب اختلاف لون عمامة قاسم البيضاء عن عمامة “السيد” السوداء.
ما دلالات الاختلاف؟
لو نظرنا في تاريخ الأمانة العامة لحزب الله، لوجدنا أن أمينها الأول عند التأسيس في الثمانينات، راغب حرب، كان شيخًا شيعيًا يرتدي عمامة بيضاء، ثم خلفه عباس الموسوي بعمامة سوداء، وجاء بعده حسن نصر الله بالرداء ذاته، وحاليًا أتى دور الشيخ نعيم قاسم لقيادة التنظيم.
غير أن هذا الترتيب الذي نسقته الصدفة لناحية اختلاف ألوان العمامات، لا يعني بالضرورة شيئًا من الناحية القيادية أو السياسية، بل له دلالات دينية بحتة. فالشيعة ينادون أي شخص يرجع نسبه من ناحية الأب إلى الهاشميين، أي إلى هاشم بن مناف، جد الرسول محمد، بلقب “السيد” تكريمًا وتشريفًا له، كما أنهم يطلقون لقب “ميرزا” على الشخص الذي تكون أمه فقط هاشمية.
وبات متعارفًا في المجتمعات الشيعية أن بعض العائلات “هاشمية” النسب، كعائلة نصر الله، أو عائلة صفي الدين. وهذا يفسر ارتداء حسن نصر الله وهاشم صفي الدين للعمامة السوداء دونًا عن قاسم. وبحسب ما قالته مصادر لـ “يورونيوز”، لا يشترط مجلس شورى حزب الله أن يكون أمينه العام عالمًا دينيًا، لكن الأمر جرى بهذه الطريقة بشكل عفوي.
وكان البعض يسخر من إعطاء لقب “السيد” لنصر الله، غير أن مؤيدي الحزب، يشعرون أن حذف لقبه يعني التجرؤ عليه، لأن اللقب يحمل دلالة دينية، وبطبيعة الحال، اجتماعية.
ولا يرتدي كل هاشمي العمامة السوداء، لأن العمامة في الأصل دلالة على إتمام التعاليم الدينية. وقد جرت الأعراف أن يلبس الرجل الذي يتم تعليمه في الفقه وأصول الشريعة عمامة سوداء إذا كان هاشمي النسب، بينما يرتدي عموم الناس العمامة البيضاء.
وللهاشميين أو “السادة” عند الشيعة بعض الأحكام الدينية التي تميزهم عن عموم الناس، إذ إنه لا يجوز “للسادة”، من الناحية الدينية، ولو كانوا فقراء، أن يأخذوا ما يسمى بالزكاة أو الصدقة من المسلمين.
في المقابل، يخصص لهم جزء من “الخمس”، وهي الأموال التي يجب اقتطاعها سنويًا من مال المسلم، فضلًا عن وجود أحكام معينة تميز النساء الهاشميات عن سواهن. (Euronews)
[ads3]