صحيفة ألمانية : في ظل ما يحصل في حلب .. هل يفر ملايين السوريين أم يعودون إلى ديارهم ؟
قالت صحيفة “بيلد” الألمانية إن الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد الذي يُلقب بـ”جزار دمشق”، تلحق به الآن، فقد شنت قوات المعارضة هجومًا مفاجئًا وسيطرت على مدينة حلب الكبرى، مما أجبر العديد من جنود الأسد على الفرار، وأثار تساؤلات حول إمكانية انهيار النظام.
ماذا يعني تجدد الحرب السورية لألمانيا؟
منذ عام 2015، فر مئات الآلاف من السوريين هربًا من نظام الأسد إلى ألمانيا. والآن، مع تقدم خصوم الأسد، يثار التساؤل: هل ستتحرك موجة جديدة من اللاجئين نحو أوروبا؟ أم أن بعض اللاجئين الموجودين في ألمانيا قد يقررون العودة إلى وطنهم؟
في عام 2014، كان عدد السوريين في ألمانيا 118,000 فقط. وبحلول عام 2016، ارتفع إلى 638,000، واليوم يعيش حوالي مليون سوري في ألمانيا.
رؤية الخبراء للمستقبل
الباحث في الصراعات، البروفيسور ماتياس شتروهن (48 عامًا، جامعة باكنغهام)، يرى أن التصعيد الأخير قد يؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين نحو أوروبا وألمانيا. لكنه أكد أن العواقب الكاملة لهذه التصعيدات ما زالت غير واضحة تمامًا.
من جانبه، يرى خبير الإرهاب بيتر نويمان (49 عامًا، كلية كينجز في لندن) أن تجدد الحرب سيزيد من الضغط على الهجرة نحو الغرب. لكنه أبدى تشاؤمًا بشأن إمكانية تحقيق السلام الدائم في سوريا، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب ليس فقط الإطاحة بالأسد، بل أيضًا التوصل إلى اتفاق شامل بين جميع الأطراف المتحاربة والداعمين الدوليين، وهو أمر يعتبره مستبعدًا في الوقت القريب.
في الوقت الحالي، لا توجد تقارير عن موجات لجوء جديدة، بينما بدأ اللاجئون داخليًا في العودة إلى المناطق المحررة.
موقف الحكومة الألمانية
يرى يورغن هاردت (61 عامًا)، المتحدث باسم السياسة الخارجية لكتلة CDU/CSU البرلمانية، أن موجة لجوء جديدة ليست أمرًا مؤكدًا. وأضاف أن كراهية السوريين للأسد قد تعني أن انهيار النظام أو فقدانه للسلطة يمكن أن يخفف من مخاوف الاضطهاد، مما قد يشجع على مناقشة قضية ترحيل اللاجئين السوريين مجددًا.
الحكومة الألمانية تدرس منذ فترة طويلة إمكانية ترحيل المجرمين الخطيرين والمطلوبين أمنيًا إلى سوريا، بشرط أن تسمح الأوضاع الأمنية بذلك. وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية لصحيفة “بيلد” أن “الترحيل ممكن فقط إذا سمحت الظروف الأمنية في المنطقة.”
ومع ذلك، دعت نائبة رئيس الاتحاد، أندريا ليندهولتز (54 عامًا، CSU)، المستشار الألماني إلى الإعلان بوضوح أن ألمانيا لن تفتح حدودها للاجئين كما حدث في عام 2015، وأنه سيتم منع دخول المهاجرين غير الشرعيين بشكل صارم.
وختمت الصحيفة: “يبقى المشهد السوري معقدًا ومفتوحًا على سيناريوهات عديدة، مع احتمالية تغير الأوضاع بشكل كبير في الأسابيع والأشهر المقبلة”.[ads3]