هل تراجعت السعودية سورياً ؟

سياق اللقاء بين ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكمن بأهمية مضمون المحادثات ونتائجها التي لن تتسرب بسهولة الى الاعلام.

الاشارة الابرز حيال المضمون كانت في تصريح وزير الخارجية عادل الجبير بعد اللقاء أن الرياض تريد “حكومة انتقالية في سوريا تؤدي في النهاية إلى رحيل الأسد”، وهو ما يشكل تعديلاً، جدياً وإن لم يكن جوهرياً، في الموقف السعودي السابق، القائل بوجوب رحيل الاسد فوراً ونقل صلاحياته الى حكومة إنتقالية. لا يزال الموقف السعودي أن لا مستقبل للأسد في سوريا.

“المرونة” السعودية التي عكسها موقف الجبير تفيد أن المحادثات الروسية السعودية تتقدم بموازاة استمرار الحذر السعودي من أهداف موسكو من التدخل العسكري في سوريا. السجل السياسي للرئيس الروسي يفيد أن الرجل يجيد لعبة الخداع والتضليل السياسي والاعلامي… ويكذب!

فعلها في أوكرانيا ولن يتردد في أن يفعلها في سوريا ما لم يكن قد كذب حتماً حتى الآن.

الأهم أن الموقف السعودي محكوم بسياق لا ينبغي إسقاطه في مقاربة السياسة السعودية وهي التأكيدات اليومية أن أميركا باراك أوباما خارج الشرق الاوسط وحروبه. أي متابع للسجالات السياسية في واشنطن والاوراق السياسية المتدوالة يعرف أن الفريق الأقرب الى “فكر” أوباما بات الفريق الداعي الى “سياسة خفض النزاع في سوريا بما تيسر من اتفاقات وقف اطلاق نار متناثرة وتأجيل البحث في رحيل الاسد”. وهو فريق يتصدره روبرت مالي، العضو رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي الأميركي، على حساب كل من وزير الخارجية جون كيري ومندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنتا باور.

قبل ايام اعلن البنتاغون وقف برنامج التدريب للمعارضة المعتدلة، والأنباء الواردة من واشنطن تفيد ان بند إنشاء منطقة عازلة في سوريا شمالاً بالتعاون مع تركيا، او تفعيل جبهة الجنوب بالتعاون مع الاردن “لهز النظام في دمشق وجلبه الى طاولة التفاوض”، كما تقترح اصوات مهمة في جهاز الاستخبارات المركزية، كلها إقتراحات تسقط على اسوار المكتب البيضاوي في البيت الابيض!

بهذا المعنى تتعامل الرياض مع امر واقع أقليمي معقد وتمشي على درب التأقلم مع حقائق سياسية مستجدة في ادارة النزاعات في الاقليم، تتناسل من هذا الانسحاب الاميركي ومنها صعود الدور الروسي.

يقول مصدر سعودي أن حكومة بلاده تلمس من خلال اللقاءات والاتصالات مع موسكو، شهية بوتين “لإذلال” واشنطن كلما سنحت الفرصة، من دون ان يعني ذلك ان السياسة الروسية تهدف لتثبيت نفوذ محور المقاومة في ساحات الاشتباك على حساب المصالح السعودية خاصة والخليجية عامة.

على هامش مؤتمر نظمته “مؤسسة بيروت” ورئيستها الاعلامية راغدة درغام في أبوظبي، تحدثت الى الجنرال دايفيد بترايوس، الذي يعد واحداً من أبرز “المثقفين” بين النخبة الأميركية اليوم. يقول بترايوس أنه في ميادين الحروب، قد تخسر الجيوش خسارات حاسمة، لكنها لا تربح الحروب بشكل حاسم الا بقدر ما تستكمل انتصاراتها العسكرية بإنتصارات في السياسية. اي ان وظيفة العسكر، خلق بيئة حاضنة للحل السياسي وتوفير مكونات ميدانية لطبخة الحل، مؤكداً آن كل إنتصار لا يستكمل بالسياسة لا يعول عليه ويكون عرضة للتبدد السريع.

هذا جانب تدركه الرياض جيداً وتعرف أن العمليات التي تقودها في اليمن وتلك التي تقودها موسكو في سوريا تعني ان الطرفين في حاجة ماسة لبعضهما البعض في مراحل لاحقة لن تكون بعيدة، وان تقاطع المصالح بينهما يوفر ارضية عريضة لاتفاقات وتفاهمات عميقة.

في إطلالة اعلامية قبل يومين في الاعلام المحلي الروسي قال بوتين انه ما كان ليدخل في هذه المغامرة السورية لو لم يلمس مرونة عربية حيال خطوته. حين الح عليه المحاور أن يسمي هذه الجهات المرنة، سائلاً ما اذا كان يعني مصر، قال بوتين مصر وغيرها. وأضاف “أنصحك بمتابعة سجل الزيارات واللقاءات التي عقدناها في الاشهر القليلة الماضية”!

نديم قطيش – المدن[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫8 تعليقات

  1. السعودية هي العامل الضعيف في معادلة ثورتنا فقد كنت سيئه جداً في عهد الملك الراحل وتحسنت جداً بعد مجيئ الملك سلمان و نخشى أن تسوء ثانية فهي متعلقة بأمور لا نعرفها و تفتقد إلى الثبات و الإستمرارية.

  2. من الواضح ان هناك اتفاق على انسحاب السعودية من الحرب في سورية بالمقابل روسيا تحجم الدور الايراني في سورية وصولا الى خروج ايران و حزب الله من المشهد السوري و تبقى روسيا وصية على سورية الله يلعن روسيا و الخميني و ال سعود

  3. تفو عليكن كلكم ،،كلاب توابع،،خليتو بدو الصحراء يهدمو بلدكم ،،يلا عالبحر انبسطوا ،،شهرين وبترجعوا قالولكم ،،

  4. الارتهان للخارج من اي طرف كان سببه العجز والضعف ، فلولا الاتراك والسعودية كان سحقهتم دبابات الجيش السوري ، ولولا ايران وسوريا كانت انتهى حزب الله في الثمانينات ، ولكن الارتهان له ثمن وهو لم تعد رأس بل اصبحت ذنب ، على طرف المعارضة السورية ان تراجع حساباتها كل فترة وتطابقها مع هدفها ان كانت لها هدف اساساً من كل هذه الحرب ، فهذا سبب الخلاف العميق بين ابو عمار وحافظ الاسد لم يفهما ابو عمار ، انوا اتى مطرود ذليل من مصر السادات ومن صنعه في لبنان هو حافظ الاسد بل يريد ان يفتح دكانه على حسابه ، المعاض بسيط ولا يفهم شيأ يعتقد ان المساعدة مجانية ولكن لا يوجد شيء بالمجان في هذه الحياة الا رحمة الله ، فكل شيء هنا له ثمن والثمن هو القرار ، وشهوة القرار عن السعودي مصيبة ايضاً لشعبه وتنميته لو فكرت بها لها ثمن وهي مليارات من ثروة شعبك ترميها في الخارج لتسيطر على اناس يرتهنون للمال وللمال فقط ، قاتل الله الحروب فلم تتأخر مجتمعاتنا الا بالحروب والصراع العربي الاسرائيلي ، الذي اوقف التنمية من 48 الى الان ، اخيراً هذا الرجل محمد بن سلمان وهو تحديداً من بين جميع اخوته لم يدرس في الخارج بل درس في السعودية ولا اعلم اهذا نعمة ام نقمة ، فالتعليم في بلادنا يخرج حمير بالمعنى الحرفي للكلمة ولهذا قلت الله اعلم اهي نعمة ام نقمة

  5. من الحكمة أحياناً أن تماري عدوك لتظهر كذبه..باللغة العامية “الحق الكذاب لورا الباب”.

  6. يا اخوان المملكة العربية السعودية ليس لها اي مصلحة في الشام الا ان اهل الشام اخوة الدم والدين ولارض وهذا واجب الاخوة وان المشكلة من داخل الشام ومن ارتبط بايران ورسيا وامريكا واوربا وكل يغني على ليلى ……………..
    يا اخوان ان المملكة تسعى لحل هذه المصيبة بكل الطرق من اجل عيون سوريا والشام والاسلام والعروبة وليس لاجل يرضى فلان او علان …………………..
    اتقوا الله واتركوا الهوى والنفس الامارة بالسوء …………

    1. مع إحترامي الشديد لرأيك و لكن أستغرب أننا لم نر هذه المحبة السعودية و الأخوة في مصر، تونس، ليبيا أو العراق.
      الحقيقة أن السعوديه أدركت المخطط الإيراني الذي يستهدفها و لاتملك سوى دعم السوريين الذين تتقاطع أهدافهم مع مصالحهم و إلا فعليها أن تحارب بنفسها.
      مع ذلك تجد السعوديه تحاول دوما للأسف تحجيم الإسلاميين و تدعم العلمانيين الذين ثبت فشلهم في الميدان.