مصدر مصري يقول إن انفجاراً على الأرجح سبب تحطم الطائرة الروسية .. ومسؤول أمريكي يرجح أنه ناجم عن قنبلة زرعها ” داعش ” على متنها

قال مصدر مصري قريب من التحقيقات لوكالة رويترز يوم الأربعاء إن من المرجح أن يكون انفجار وراء تحطم الطائرة الروسية في مصر لكن ليس واضحا ما اذا كان نتيجة مشكلة في الوقود أو خلل في المحرك أم قنبلة.

وتحطمت الطائرة وهي من طراز أيرباص 321-إم يوم السبت الماضي بعد قليل من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبرج وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.

وقالت بريطانيا التي يزورها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذا الأسبوع إن عبوة ناسفة ربما أسقطت الطائرة بينما نقلت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية عن مسؤول أمريكي إن قنبلة ربما زرعت على متن الطائرة بواسطة متشددين من تنظيم “داعش” أو موالين لهم.

وقال المصدر المصري المقرب من الفريق الذي يفحص الصندوقين الأسودين “من المعتقد أنه انفجار ولكن نوعه غير معروف. يوجد فحص للتربة في موقع التحطم لمحاولة تحديد ما إذا كانت قنبلة.

“هناك حاليا تحقيقات جنائية في موقع الحادث. من شأن هذا أن يساعد في تحديد السبب.. لمعرفة إن كانت هناك آثار لمتفجرات.”

ومرة أخرى قالت جماعة ولاية سيناء التي بايعت تنظيم “داعش” وتتخذ من سيناء في مصر قاعدة لها يوم الأربعاء إنها أسقطت الطائرة وأضافت أنها ستكشف للعالم آلية تنفيذ الهجوم.

ورفضت مصر وهي حليف مقرب للولايات المتحدة بيانا مماثلا أصدرته الجماعة يوم السبت.

ووصف السيسي المتشددين الإسلاميين بأنهم تهديد وجودي للعالم العربي وللغرب ودعا مرارا لجهود دولية أكبر للتصدي للمتشددين.

وقال مكتب‭‭ ‬‬ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا في بيان “بينما التحقيقات جارية فإنه لا يمكننا القطع بالسبب وراء تحطم الطائرة الروسية.. ولكن مع تكشف المزيد من المعلومات تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما تكون قد أسقطت بعبوة ناسفة.”

وبعدها أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تعليق جميع الرحلات الجوية إلى مطار شرم الشيخ.

وفي تصريح مماثل نقلت (سي.إن.إن) عن مسؤول أمريكي لم تنشر اسمه “هناك شعور مؤكد بأنها كانت عبوة ناسفة زرعت في الأمتعة أو في مكان ما بالطائرة.”

* “شيء ما دس” على متن الطائرة..

وقال مسؤول في قطاع الطيران الروسي يوم الأربعاء إن التحقيقات تبحث في احتمال أن يكون جسم قد دس على متن الطائرة وراء الكارثة.

وقال المسؤول الروسي “يوجد تفسيران تجري دراستهما: دس شيء بالداخل أو عطل فني. ولكن لا يمكن للطائرة أن تنشطر ببساطة في الجو.. لا بد أن يكون هناك مسبب. ونظرية الإصابة بصاروخ مستبعدة لأنه ما من مؤشرات على ذلك.”

وسبق أن قال خبراء أمنيون ومحققون إن من غير المرجح تعرض الطائرة لهجوم من الخارج وإنهم لا يعتقدون أن المتشددين في سيناء يملكون تكنولوجيا تمكنهم من إسقاط طائرة تحلق على ارتفاع يتجاوز 30 ألف قدم.

وقال مصدر دبلوماسي غربي في أوروبا إن زعم تنظيم ولاية سيناء الموالي لـ “داعش” مسؤوليته عن الحادث يجري التعامل معه بجدية.

وأضاف لرويترز “يتم التعامل بجدية مع نظرية الشحنة الناسفة بالنظر للتعقيدات المحلية. لم يثبت أي شيء حتى الآن لكنه احتمال حقيقي.”

ولو ثبت أن الحادث سببه عمل تخريبي فإنه سيسدد ضربة قوية للسياحة في مصر وهو قطاع يتأثر بشدة بأي هجمات للمتشددين الإسلاميين ضد الأجانب كما سيثير تساؤلات بشأن تأكيدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن مصر نجحت في القضاء على ولاية سيناء.

وقتلت ولاية سيناء مئات من رجال الجيش والشرطة المصريين منذ أعلن السيسي وزير الدفاع السابق عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين في 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وانتخب السيسي رئيسا العام الماضي بعدما وعد بتحقيق الاستقرار في مصر وإعادة بناء اقتصادها المنهار. ويقول منتقدون إن الحملة التي مورست بحق الإسلاميين قد تخلق مزيدا من المتشددين في مصر التي قاتلت متشددين لعقود.

* ثأر من الغارات الروسية؟

قالت وزارة الطيران المصرية يوم الأربعاء إن محققين استخرجوا محتويات صندوق البيانات الخاص بالطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء هذا الأسبوع ويعكفون على دراستها وتحليلها وهو واحد مما يطلق عليهما الصندوقين الأسودين للطائرة.

لكن الوزارة قالت في بيان إن الصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على مسجل الصوت داخل قمرة القيادة وجدت به بعض التلفيات وسيتطلب الكثير من العمل لاستخراج ما به من بيانات.

وسبق لولاية سيناء القول إنها أسقطت الطائرة” ردا على غارات جوية روسية قتل فيها مئات من المسلمين على الأراضي السورية.”

وذكر تسجيل صوتي نشر من خلال حساب على موقع تويتر يستخدمه مؤيدون للتنظيم يوم الأربعاء إن ولاية سيناء وراء الحادث. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة هذا الزعم.

وجاء في التسجيل “نحن بفضل الله من أسقطها ولسنا مجبرين على الإفصاح عن آلية سقوطها.”

وبدأت روسيا وهي حليف لنظام بشار الأسد غارات جوية ضد جماعات معارضة في سوريا بينها “داعش” في 30 سبتمبر أيلول. ودعا التنظيم المتشدد لشن حرب ضد روسيا والولايات المتحدة ردا على غاراتهما في سوريا.

وفي وقت لاحق يوم الأربعاء طالبت سلطة الطيران الايرلندية جميع شركات الطيران الايرلندية بعدم التحليق فوق سيناء لحين إشعار آخر. والطائرة الروسية المنكوبة مسجلة في ايرلندا وتشارك سلطة الطيران الايرلندية في التحقيق الرسمي في الحادث.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها