العرب بين سندان الطاغية المحلي وكفيله الخارجي
لم تعد الثورات أبداً شأناً محلياً بحتاً، بل هي محكومة بعدة عوامل، وأهمها الآن، بعد العامل المحلي، هو العامل الخارجي. لقد اكتشفت الشعوب العربية الثائرة بعد أن بدأت ثوراتها أن الأمر ليس بالسهولة التي تصورتها، بل هي أعقد بكثير، إلا في الحالات التي يتفق فيها المتحكمون بمقاليد إدارة العالم على إزالة هذا الطاغية أو ذاك، منذ اللحظة الأولى التي تخرج فيها الشعوب إلى الشوارع.
لاحظنا ذلك في ليبيا، حيث كان هناك اتفاق واضح بين أمريكا والكثير من القوى الأخرى، باستثناء روسيا طبعاً، على إسقاط معمر القذافي. لذلك كان الدعم الخارجي سخياً جداً على الصعيد العسكري واللوجستي والاستخباراتي للثوار الليبيين. وقد شاهدنا كيف تحرك مجلس الأمن سريعاً لاستصدار القرارات الدولية المطلوبة لإسقاط النظام الليبي. وبدأ بعد ذلك طبعاً القصف الجوي، والتنسيق مع الثوار الليبيين على الأرض.
وعلى عكس النموذج السوري، لقد حصل الثوار الليبيون على كل أنواع الأسلحة المطلوبة لمواجهة قوات القذافي. وقد تكفل حلف الناتو وحلفاؤه الدوليون والمحليون بالعمليات الجوية، بينما كانت قوى كثيرة تساعد الليبيين على الأرض. لقد كان الليبيون محظوظين، لأن القذافي لم يكن له كفيل خارجي يحول دون سقوطه. ويعترف الروس الذين كانوا يمكن أن يدعموا الزعيم الليبي للحفاظ على نظامه بأنهم خُدعوا من أمريكا عندما وافقوا على القرار الدولي الذي يتيح لأمريكا التدخل في ليبيا. لكن الروس طبعاً، حسبما يزعمون، تعلموا الدرس جيداً في سوريا، حيث راحوا مع الصينيين يستخدمون حق النقض في مجلس الأمن ضد أي محاولة للتدخل في سوريا.
أضف إلى ذلك طبعاً أن روسيا كانت كفيلة، أو لنقل، حامية النظام السوري، منذ عقود، إن لم نقل، منذ مؤتمر يالطا الذي تقاسم فيها السوفيات والأمريكيون والأوربيون مناطق النفوذ في العالم. لقد كانت سوريا من نصيب الروس، بينما كانت بلدان عربية أخرى من نصيب أمريكا، التي عقدت معها معاهدات حماية منذ ثلاثينات القرن الماضي تحميها من أي أخطار خارجية وأي انتفاضات أو ثورات داخلية. ولو اطلعنا على بعض المعاهدات التي وقعها الأمريكان مع بعض الدول العربية في بدايات القرن الماضي لوجدنا أنها كانت تنص حرفياً على إفشال أي ثورة داخلية تندلع ضد الأنظمة التي تعهدت أمريكا بحمايتها بموجب معاهدات معينة. ومازالت تلك المعاهدات سارية المفعول حتى هذه اللحظة. وقد سُئل أحد السياسيين البريطانيين ذات يوم: «هل ستغطي وسائل إعلامكم أحداث الثورة فيما لو اندلعت في بلدان محمية بمعاهدات غربية»، فأجاب ساخراً: « لا أبداً، فلن تجدوا على صفحات الصحف الغربية اي خبر يخص الثورة إذا قامت في بلدان حليفة، بل ربما تجدون خبراً يقول على صدر الصفحات الأولى في جرائدنا: «سيدة غربية أضاعت كلبها، وتم العثور عليه بسلام صباح اليوم». بعبارة أخرى سيكون هناك تعتيم كامل على أي حدث يهدد سلامة الأنظمة المحمية غربياً.
وللتدليل على أن الشعوب العربية ستجد نفسها، إذا ثارت على الأنظمة المحلية، بين فكي الطاغية المحلي وكفيله الخارجي، فقط انظروا إلى التجربة السورية. فقد ظن الثوار السوريون أن عملية إسقاط النظام لا تتطلب سوى مظاهرات سلمية عارمة في عموم المدن السورية، فيسقط النظام بسهولة. لم يدر في خلد السوريين أن معظم الأنظمة العربية مجرد واجهات لقوى خارجية. ذهب المستعمر بشكله الأجنبي، لكنه ترك وراءه عميله المحلي ليدير البلاد بالنيابة عن المتحكم الخارجي. لقد ظن السوريون أن بلدهم حر مستقل، لكنهم اكتشفوا متأخرين أن النظام الذي تشدق طويلاً بالسيادة الوطنية والعزة القومية لم يكن سوى وكيل رخيص للروس. ولو لم يكن كذلك، لما استخدمت روسيا الفيتو مرات ومرات في مجلس الأمن لتحمي عميلها في دمشق. وعندما وجدت روسيا أن العميل المحلي لم يعد قادراً على حماية نفسه، وبالتالي حماية نفوذها في سوريا، تدخلت عسكرياً بشكل فج ومفضوح لحمايته من السقوط. وقد كان الرئيس الروسي بوتين صريحاً جداً عندما اعترف بعظمة لسانه أنه سيتدخل في سوريا لحماية نظام الأسد. وقد أصبح الثوار السوريون الآن يواجهون بشكل مباشر الطاغية المحلي وكفلاءه الطغاة الخارجيين في آن واحد.
قد يقول البعض إن أمريكا لم تستطع حماية عملائها في مصر وتونس. وهذا طبعاً هراء. لقد أمرت أمريكا عملاءها هناك بالتنحي عندما وجدت أنهم لم يعودوا قادرين على تلبية أهدافها، واستبدلتهم بعد الثورات بوجوه جديدة فقط لا غير. ومن يعتقد أن الثورة في سوريا فشلت، بينما نجحت في تونس ومصر فهو يضحك على نفسه، لأن الثورة في مصر وتونس عادت بالشعبين إلى عهد الاستبداد، لكن هذه المرة بشرعية جديدة ومباركة خارجية لم يكن يحظى بهما حسني مبارك أو زين العابدين بن علي في آخر أيامهما.
لقد اكتشفت الشعوب المسكينة متأخراً أنها لا تقاوم الآن فقط الديكتاتور الداخلي، بل تواجه في الآن ذاته حماته الخارجيين. وقد صدق الرئيس التونسي السابق الدكتور منصف المرزوقي عندما ألف كتاباً بعنوان: «الاستقلال الثاني». ويقصد بذلك أن الدول العربية لم تحصل على استقلالها بعد خروج الاستعمار الغربي من بلادنا، بل استبدلت المستعمر الخارجي بوكيله المحلي. وطالما أن الحاكم العربي مجرد وكيل للكفيل الخارجي، فهذا يعني أننا بحاجة للاستقلال الثاني. هل كان لبشار الأسد وكيل روسيا في سوريا ليصمد حتى الآن لولا دعم كفيله الخارجي؟ وقس على ذلك.
فيصل القاسم – القدس العربي[ads3]
الدول العالمية أو الإقليمية الكبرى تريد لمصالحها أن تتحقق ولن تسمح ﻷي أنظمة (مارقة) من وجهة نظرها في أي مكان بالعالم بتهديد تلك المصالح ومثال على ذلك على مستوى منطقتنا هو سوريا ولبنان من أيام المقبور وإلى الآن أو السعودية واليمن أو العلاقة المركبة بين إيران و روسيا في تعاملهما مع سوريا حاليا بغض النظر عن الناحية الأخلاقية لا بل حتى الدول العظمى كفرنسا مثلا لاتستطيع تهديد مصالح دولة أكبر منها كأمريكا أما الفارق بين سوريا والأنظمة الديكتاتورية المشابهة لها وبين الدول الديمقراطية فهو أن مصلحة سوريا كدولة ومصلحة الأهبلوف في البقاء في السلطة وربما توريثها أيضا أصبحت متماهية تماما مع بعضها البعض فهو الوطن وهو الوطنية وهو الممانع وهو الأمل وهو الحاضر والمستقبل …..الخ أما الدبلوماسية عند هذه الأنظمة الحقيرة فهي في قدرة الدبلوماسيين على تلميع صورة الديكتاتور وإخفاء إجرامه وقمعه لشعبه وفي التغطية على انتهاكات حقوق الإنسان وليست في القدرة على إيجاد حلول وسطى أو قاسم مشترك أو مصالح مشتركة مع الدول الكبرى من أجل مصلحة الوطن ، صحيح بأنه لاتستطيع أي دولة بأن تتحدى مصالح الدول الكبرى ولهذا فالفارق بين الحكم الوطني والعمالة هو في قدرة الحاكم أو المعارضة على التمييز بين المصلحة الشخصية والوطنية في التعامل مع الدول الكبرى وهذه هي لب المشكلة السورية فالنظام والمعارضة يتنافسان على خطب ود هذه الدولة أو تلك لأجل مصلحتهما الشخصية فقط للبقاء أو لاستلام السلطة أما الوطن وسوريا والسوريين فهي مجرد جمل إنشائية في خطاب هذا وذاك …. لزوم المزاودة الوطنية فقط لاغير .
لم “تكن” و ليس لم “تعد” الثورات شانا داخلياً… الرجاء الصدق و لو لمرة.
الجيوش العربية و أجهزة امن الأنظمة صحيح موهوبين في الاجرام و لكن تم انتقاءهم و تدريبهم و تسليحهم و دعمهم و تمويلهم عن طريق الغرب ليكونوا يده التي يبطش بها إذا طالبت الشعوب بالتحرر و التخلص من الهيمنة الغربية و وكلاء الغرب و مندوبيه و ولاته على شعوبنا و المسمون زورا بالحكام
أوروبا هي افقر القارات من حيث الموارد الطبيعية و لن تستطيع الحصول على المواد الخام بأرخص الأسعار و تصريف فائض انتاجها بأعلى الأسعار لتحقيق الرفاهية لشعوبها إلا بمص دم الشعوب الأخرى و هذا لن يحدث إلا بدعم حكام عملاء للغرب
هادا خطاب البعث و القوميين و الشيوعيين و حالياً الإسلامويين………خطاب تافه و فارغ و غير واقعي و صار ممل لدرجة الغثيان…….. هادا كلام الكسولين يللي بشوفو أنو كل مشاكلهون و تخلفهون نتيجة مؤامرة من البشرية……. قرفتونا…
يا كوهين القاسم ..لما لا تحدثنا عن القمع في ثوره البحرين …وفساد حكامك في قطر …واسيادك في السعوديه بالاضافه لسوريا ..ام ان عربان الخليج لم يسددو ثمنك الرخيص بعد
ولك ريتك تلحس ط……….على هل العلاك……نقول للقييمين على موقع عكس السير المحترم حتى اللحظة أنتبهو وحذار بعد الآن من نشر نعيق من يتقمص دور “المحلل السياسي” وهو ليس بأكثر من زعييق يتسبب في نكرزة أعصاب الناس كل مرة يظهر فيها على شاشة الخنزيرة ..وهو ليس بأكثر من مأجور رخيص للدولار الغطري…..
أنظر إلى تفاهة وضحالة “التحليل” الذي يتحفنا به مستر فيصل القاسم الغطري….منذ متى يفهم بالسياسة والتحليل السياسي من لايعرف سوى الزعيق واللؤم والثارات الشخصية.
صحيح ما بيفهم بالسياسة, بيت الاسد يلي بيفهموا, ولك يخربيتكن كانت سوريا ارقى واجمل واغنى بلد باسيا بالخمسينات , واوروبا ما بتفرق عنا شي لا بالعلم ولا مستوى المعيشة بالعكس كنا نحنا احسن منها واسال جدك ازا كان عايش, قبل ما تبعبع على فيصل جاوب على حكيو صحيح او لا, ما حدا خدم اسرائيل اكتر من حافظ الاسد, استلم سوريا دولة غنية الدولار ب 3 ليرات والجامعات على اعلى مستوى والمواطن مرفه وكلو من احسنو, وانقبر تارك سوريا دولة فقيرة الدولار بيطلع وبينزل فيها باشاعة متل ما صار بعد مقتل الحريري وصعود الدولار على اشاعة امريكا قادمة لتحتل سوريا!!! حافظ الاسد كان الو شرف دفن نفايات نووية بالتمانينات على يد مساعدو خدام, وافراغ احتياطي سورية من العملة الصعبة كاملا على يد اخو رفعت بال84, ومنع اي مشروع صناعي بطور البلد عن طريق مسؤولين فاسدين بدو يمتلك نص المشروع ليسمحلك فيه مما ادى لهروب معظم المستثمرين من سوريين مغتربين وغيرهم لتصبح سوريا جمهورية المصاص والعلكة لانو هيي المشاريع الوحيدة يلي سمحوا فيها ضباط المقاومة والممانعة, الديكتاتوريات كلها انحطت من الدول الاستعمارية على مبدا يلي عندو عشي ما بزفر ايديه, لشو الجيش والاحتلال وثورات وضحايا, منحط ديكتاتور ومنعتم على جرايمو, اسال اي حدا باوروبا سمعان عن مجزرة حماة بقلك لا, لانو بوقتها كان تعتيم كامل من الاعلام, ساوي شو مابدك وخليك رئيس على هالمزرعة وخليك عم تفقرها وتستنزفها لتوصل عالارض, وبعدها منفوت نحنا من دون وجع قلب وضحايا لناخد عقود اعادة الاعمار والثروات الباطنية وغيرها, هادا هو قانون الاحتلال يلي اخترعو الغرب بعد الحرب العالمية التانية, ومعلمك متل صاحبنا تبع الجزرة ,عم يساوي متل ما بدهن بالزبط!!!
فقط جزء من كلامك صحيح يا سيد….بس بالخمسينات، سورية ما كانت بمستوى العالم المتحضر….. الأمية و الأمراض كانت متفشية و معظم السوريين كانو عايشين بالأرياف و بفقر مدقع…. و الوظائف العليا كانت حصراً للعائلات المتنفذة و الدراسة الجامعية كانت بالأغلبية للعائلات الغنية……
كلامك مو دقيق, الفقر يلي عم تحكي عليه كان رايح عالقبر لو ما اجا عبد الناصر, كنا في مرحلة التحول لدولة صناعية على مستوى عالي, خود عندك مثال الشركة الخماسية ومؤسسها عبد الهادي الدبس, كان الاخ عام 1957 عم يحاول ياخد وكالة شركة سكانيا السويدية بالشام, كان عندك ناس بهداك الوقت عم تفكر تساوي بسوريا صناعة ثقيلة!!! واجا عبد الناصر بقصة التاميم واممها وصارت شركة تابعة للدولة خسرانة, ومتلها الاف المعامل, لو انتركت سوريا كم سنة بس بلا خونة وحزب البعث كنت حتشوف لاخر الستينات على ابعد تقدير ما يسمى بالزراعة الصناعية, يعني حتشوف فلاح مدرب ومتعلم بيزرع ارضو ليحول منتوجها الزراعي الى منتج صناعي متل الزيتون والفواكه اضافة للتصدير, كنا متخلفين بالارياف صحيح, 400 سنة عثمانيين و25 فرنسيين عملوا العمايل, بس صدقني كانت سوريا عم تتطور بسرعة كتير كبيرة كون القيادات شريفة وهمها البلد, الشيشكلي لحالو ب3 سنين عمل قفزة نوعية بالاقتصاد السوري, لو ضلت هالناس حاكمتنا خلال 15 سنة كنت لقيتنا متل تركيا حاليا ,ولولا حزب البعث الخائن كانت حالتنا غير هيك!!!
هادا الشي بنعرفو…. بس بؤول و بأكد مرة تانية….. الفقر المدقع بالأرياف كان واقع و الأمية نسبتها مهولة و كمان الامراض و خاصة الأمراض المعدية كانت متفشية بشكل رهيب…..