سخرية روسية من استقلال لبنان .. هل هذا سبب الحظر الجوي ؟
“إذا أجبرت روسيا لبنان على إغلاق المجال الجوّي لأيّام عدّة، فإنّ ذلك لن يقرّب على الارجح كثيراً من اللبنانيّين الى #موسكو، خصوصاً أنّ اليوم الثاني المشمول بالطلب الروسي -22 تشرين الثاني- هو ذكرى الاستقلال اللبناني. لم تفت السخرية أحداً”. بتلك الكلمات المكتوبة في موقع “فوكس”، قد يكون زاك بوشان اختصر مشاعر لبنانيّين كثر تجاه الطلب الروسي المفاجئ الذي لم يسلك مساره الرسمي المتعارف عليه.
لا شك في أن طلب قيادة البحريّة الروسيّة مباشرة الى إدارة الطيران المدني من دون الصدور عن وزارة الخارجيّة الروسيّة ولا المرور بوزارة الخارجيّة اللبنانيّة، بعيد عن قواعد التصرّف وفق اللياقات الديبلوماسيّة بين الدول.
تطرّق صحافيّون غربيّون كثر إلى ما أسموه “عنجهيّة” روسيّة في التعاطي مع الأوروبّيّين أو الأميركيّين أكان في شرق أوروبّا أو في الشرق الأوسط. “قد” يكون للروس مبرّرات في ذلك التعاطي بينهم وبين دول قويّة يعتبرون أنّها تحاصرهم بقوّات “حلف شمال الأطلسي” أو تهدّد حلفاءهم على شواطئ المتوسّط. لكنّ ما هو غير اعتياديّ تعاطي #موسكو بتلك الطريقة مع دول صديقة –بالمبدأ- وترتبط معها بعلاقات تاريخيّة – بالمبدأ والفعل.
لا تخوض روسيا المناورة البحريّة الأولى لها في البحر الأبيض المتوسّط. وكانت “كريمة” في دعوتها لدول أخرى الى مشاركتها في مناوراتها تلك.
أوّل مناورة بحريّة كبيرة أجراها الروس في المتوسّط في هذا العقد، وقعت في كانون الثاني سنة 2013. وفي شهر أيّار من السنة الحاليّة قادت موسكو و#بيجينغ مناورات بحريّة مشتركة في البحر نفسه تحت مسمّى ذي دلالات سياسيّة بارزة، إذا ما قيس بالبعد الجغرافي للدولتين عن شواطئه: “البحر المشترك 2015”. وخاض الطرفان عمليّات بحريّة متنوّعة حينها، منها ما هو محاكاة لحماية الشحن وتأمينه، ومناورات دفاعيّة، ورماية بالرصاص الحيّ…
مجلّة “ذا ديبلومات” قالت حينها إنّ الاسطولين أجريا تلك المناورات لأنّها تتطابق مع رؤيتي الدولتين بأن يُنظر إليهما كقوّتين بحريّتين عالميّتين ولإنهاء نظرة الغرب الى البحر المتوسّط على أنّه بحرهم أو كما كان يسمّيه الرومان “mare nostrum”. بالاضافة الى بعض الأهداف الخاصّة بكلا البلدين مثل العمل على تطوير التجهيزات البحريّة وفاعليّتها وطموح الصين في الوصول الى أفريقيا.
وبعد شهر فقط، في حزيران الماضي، أجرى الروس أيضاً مناورة بحريّة مع المصريّين في البحر الأبيض المتوسّط تحت عنوان “جسر الصداقة 2015”. وكان الهدف منها بحسب بيان وزارة الدفاع الروسيّة “تعزيز وتطوير التعاون العسكري بين القوّات البحريّة الروسيّة والقوّات البحريّة المصريّة من أجل الأمن والاستقرار في البحر”.
“الشراهة” على المناورات البحريّة استمرّت مفاعيلها لاحقاً. ففي 24 أيلول الماضي، أعلنت وزارة الدفاع في بيان رسميّ صادر عنها، إجراءها مناورات خلال أواخر أيلول وفي شهر تشرين الأوّل، قالت إنّها كانت مقرّرة منذ أواخر سنة 2014، فوق مياه شرق المتوسّط. ومن بين ما تضمّنته الأساطيل سفينة “موسكفا” القادرة على شنّ هجمات صاروخيّة من طراز كروز إضافة الى سفن حربيّة أخرى. وأجرى الأسطول الروسي أكثر من 40 عمليّة تدريب تكتيكيّة من بينها إطلاق صواريخ وقذائف مدفعيّة وذخائر مضادّة للطيران. ونقل موقع “بيزنس إنسايدر” تحذير الروس حينها للطيران المدني بالبقاء بعيداً عن منطقة العمليّات، على رغم أنّ البيان الرسمي أعلن أنّ المناورات ستجري خارج نطاق عمل الطيران التجاري وسفن الشحن.
وفي معظم المناورات كانت وزارة الدفاع الروسيّة تصدر بيانات مسبقة عن جدول العمليّات المرتقبة ومدّتها وأهدافها … لكنّ الأمر اختلف مع المناورات الحاليّة. ويضاف تكتّم الوزارة الروسيّة الى عدم اعتماد الأصول الرسميّة في إبلاغ وزارة الخارجيّة اللبنانيّة خطيّاً بتلك العمليّات.
الباحث أندرو تابلر من “معهد واشنكن لسياسة الشرق الادنى” قال إن الطلب الروسي قد تكون وراءه أمور كثيرة، وربما تريد روسيا استخدام الاجواء اللبنانية من أجل عمليات في سوريا.ولكن السؤال هل تنوي مهاجمة داعش أم مجموعات أخرى؟”.
ضغط على لبنان؟
العقيد الأميركي بات رايدر، الناطق الرسمي باسم القيادة المركزيّة الأميركيّة أخبر مراسلين أن لا معلومات لديه حول العمليّات. ونقل موقع “ديفنس نيوز” عنه قوله عدم وجود اتصالات بين الطرفين لتبادل المعلومات بشأن أهدافهما. لكنّ الموقع لا يخفي اعتقاده بأنّ ما جرى عبارة عن “شق حكومة فلاديمير بوتين طريقها للضغط على حليف أميركي في الصراع ضدّ داعش”. وهو يربط الأحداث الحاليّة بما جرى في اجتماع الثلاثين من شهر تشرين الأوّل الماضي من أجل رسم #البنتاغون لاستراتيجيّته الجديدة في #سوريا. فالموقع المتخصّص بالاخبار العسكريّة والسياسات الدفاعيّة أشار الى ما أعلن عنه مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركيّة من “تعزيز قوّة الأردن ولبنان كمفتاحين للتركيز عليهما خلال السنة المقبلة. وهذا يضمّ تمويلاً مستمرّاً للدولتين …”.
لكن على الرغم من هذا التحليل الذي يحتمل الصواب أو جزءاً منه يلوح تساؤل من وراء أفق جيوسياسيّ مشابه:
قبرص تعدّ من بين أهمّ الحلفاء لروسيا، حيث تشكّل الجزيرة ثاني أكبر استثمار خارجيّ لموسكو. في شباط الماضي، وقّع القبارصة اتفاقاً مع الروس يسمح للسفن العسكريّة الروسيّة باستخدام موانئها مقابل تخفيض فوائد الديون الروسيّة على #قبرص وتمديد آجالها. حينها حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القول:”لا ينبغي لهذا أن يُقلق احداً” قاصداً في حديثه الأوروبّيّين . وفي المقابل شدّد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس على أنّ ما جرى “تمديد لعقد” كي لا يقول إنّه “عقد جديد” وأضاف أنّ بوتين قارب العقد بطريقة “دقيقة” من دون وضع قبرص “في وضعيّة معقّدة مع الحلفاء الأوروبّيّين”.
فإذا كان الكرملين متفهّماً لوضع أقرب حلفائه في الحفاظ على مصالحه مع الاتحاد الاوروبي الذي يفرض على موسكو عقوبات قاسية، بالإضافة الى تفهّمه استضافة قبرص لقواعد عسكريّة بريطانيّة، فلماذا لا ينسحب التفهّم على وضع لبنان وصداقته مع الولايات المتحدة التي لا تتعارض مع صداقته للروس؟ علماً أنّه حتى وإن صحّ تحليل موقع “ديفنس نيوز” فالأردن هو المستفيد الأكبر من التمويل الأميركي في السنة المقبلة، بحسب ما أعلنه المسؤول الكبير في البنتاغون.
التصرّف الروسي لم يترك مجالاً للشكّ بأنّ ما حصل كان رسالة قاسية، والأرجح غير مبرّرة. أمّا فهم خلفيّات تلك الرسالة فمتروك لوقت لاحق، لأنّ الأهمّ حاليّاً، مع ترك مجال للشك، قد يكون اكتساب البعض لأصول المعايدات!
جورج عيسى – النهار[ads3]
اهم شئ بدي اشوف وجه جبران باسل كيف شكلو عشان صدق حال وزير خارجيه ههههههههههههههههههههههههههه
بيني وبينكم الحق معاها … يعني لبنان لا عندو هيئة دولة ولا هيبة دولة ولا كيان دولة ولا مقومات دولة …. هو مجموعة من الطوائف الموزعة جغرافيا على مساحة لبنان ولكل طائفة زعيم ورئيس ووزير خارجية ووزير داخلية واقتصاد مستقل …. فمن مين بدها تطلب ومين بدها تترك