يا تركمان العالم اتحدوا !

قبل ثلاثة أيام حذّر رجب طيب أردوغان روسيا من نتائج قصفها التركمان السوريين. وبدا الرئيس التركي معنياً بشعبه – التركمان – لا بفئة من الشعب السوري الثائر ضد نظام الأسد. ونُسِب إليه تحذيره الروس من عواقب «خطيرة»، وصحح أحد الأصدقاء الأتراك بأنه حذّر من عواقب «جدية». ها هي العواقب تتحقق في إسقاط «سوخوي 24» ومقتل طيارين كانا يقودانها.

أحالت الحكومة التركية المشكلة على حلف الأطلسي كونها عضواً فيه وكون حدود تركيا حدوداً للحلف. لم يُتّفق بعد على موعد مناقشة مشكلة إسقاط الطائرة، وهل هي عدوان تركي أم دفاع مشروع عن الحدود؟ الوضع ساخن وفي منتهى السخونة. الضربات الجوية الروسية على جبل التركمان تزداد عنفاً، كأن الطيران الروسي يردّ في المكان الآمن والمناسب. لقد اعتبر أردوغان سكان الجبل شعبه لا جزءاً من الشعب السوري. فليتلقّ شعبه هذا الضربات.

إسقاط الطائرة، مفترق في الحرب الروسية على المعارضة السورية. بل هو علامة خروج حربي من الستار الحديدي. لكن موسكو هنا تعقّد المشكلة السورية بدل حلها، ويبدو أن ضرباتها لـ «داعش» لم تغطّ انحيازها لنظام الأسد. والحوار حول سلام سورية لا يزال في نقطة البدء: البيضة أولاً أم الدجاجة؟ إسقاط الأسد أولاً أم ضرب الإرهاب وإنشاء حكومة وفاق وطني تحفظ ما تبقى من مؤسسات الدولة وتبني عليه؟ نقاش بيزنطي، أهم ما فيه أن حبل الثقة مقطوع ما بين الأطراف السوريين وحلفائهم الإقليميين والدوليين، حبال مقطوعة لا حبل واحد.

ليس لبوتين سوى تلقي الضربة والتواضع قليلاً. لا يكفي حلفه مع إيران لتعزيز مصالحه في المشرق العربي. ضربة «السوخوي» ستعيد حاكم الكرملين الى الواقع. إنه حليف واشنطن في ضرب «داعش» ويمكن أن يتقاسم معها النفوذ بشروطها لا بشروط طهران، ولن يستطيع المرشد الحلول محل واشنطن في رسم خرائط النفوذ الجديدة.

ضربة «السوخوي» هي إحدى نتائج زيارة بوتين إلى طهران. ضربة تحصدها واشنطن التي ستتولى التحكيم في المشكلة، ولسان حال الرئيس الروسي شعر المتنبي: «يا أعدل الناس إلا في معاملتي/ فيك الخصام وأنت الخصم والحكم». أما أردوغان فلن يربح من ضربة «السوخوي» سوى إسكات مطالبات شعبية وإعلامية تركية بالتضامن مع «الإخوة التركمان»، لكنه لن يستطيع دائماً إرضاء النزعة القومية التي يتعهّدها حزبه الإسلامي، فها هم تركمان العراق يتلقون الضربة تلو الضربة من الأكراد ويتهجّر الآلاف منهم الى تركيا وما من رد فعل. هنا يعجز أردوغان عن القول: الأمر لي، لأن الأمر حقاً لواشنطن، وإن وقفت موقف المتفرّج وتستعد لموقف الحَكَم بين الطرفين الروسي والتركي.

ولكن، لن يفوّت أردوغان فرصة ضربة «السوخوي» ليغذي النزعات التركمانية من اسطنبول الى شمال الصين، واعتبار أنقرة مرجعاً ثقافياً وسياسياً لهذه النزعات. كأنه ينادي «يا تركمان العالم اتحدوا»، متوجّهاً الى القريبين منه في العراق وسورية ولبنان وأذربيجان وإيران، وإلى التركمان البعيدين شرقاً في تركمانستان وشمال غربي أفغانستان وشمال القوقاز وشمال الصين حيث شعب الأويغور.

ويعتزّ أردوغان بمناعة جبل التركمان السوري منذ عهد الانتداب الفرنسي. مع ذلك جرى ضم هذا الجبل الى سورية، ربما في مقابل لواء الإسكندرون الذي اعترف بشار الأسد شفوياً وعملياً بضمه أثناء تجواله في شوارع دمشق مصطحباً صديقه رجب طيب أردوغان.

قال صديقي التركي إن الحدود بين بلده وسورية متعرّجة وقد تكون «السوخوي» اخترقتها في التعرجات. ولكن، يبدو أن أقواماً اخترقتها تعرجات الحدود بين تركيا وكل من سورية والعراق، تدفع الثمن إهمالاً في السلم ومآسي في الحرب.

محمد علي فرحات – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫15 تعليقات

  1. طالما يا اتراك عم تتحيزوا لفئة معينة معناها تفو عليكم و على اللي جابكن ..

  2. كل مشاكلنا نحن الشعب السوري كوم و مشكلة التركمان الزفت كوم ..يريدون تاسيس دولة تركية في سوريا..والسبع التافه ايردوكان يريد ان يدافع عنهم …خدون لعندك هل المرتزقة
    التافه متلك…

  3. طيب ليش ما تركيا تعطي التركمان في الجيش الحر مضاد طيران شوالسبب مو عل اساس خايفين على تركمان سورية

  4. “الوضع ساخن و في منتهى السخونة” يا سلام على هالثقافة اللغوية العالية!!!! لو قراها الزمخشري كان خجل من حالو،،،،، زكرني بعادل إمام “رقاصة و بترقص”…………….على كلٍ حال المقال فيه تخبيص و حكي فاضي و علاك مصدي…… وبمستوى منخفض و ينم عن تفكير صبياني متل معظم مقالات و كتابات الصحفيين اللبنانيين….. و خاصة بصحيفة الحياة ……

  5. تركيا وقفت مع كل الشعب السوري ولم تميز التركمان عن غيرهم والحديث الآن سياسي لتبرير الموقف ضد روسيا
    والتركمان في سوريا الفئة الوحيدة التي اندمجت بالكامل مع الشعب السوري ولم يكونوا في أي يوم سوى سوريين مسلمين وطنيين ولم يتقوقعوا كغيرهم لا مناطقيا ولا اجتماعيا والتاريخ والشعب السوري الذي عايشهم يشهد بذلك

    1. التركمان طابور خامس، ويتأمرون بأوامر تركيا، وأيدوا حافظ بن جحش الذي قبل بتسليم اللواء السليب إلى العثمانيين وصرعنا بخطاباته القومية الداعية إلى تحرير الجولان.

  6. الله محيي الاخوة التركمان … كل السوريين والمسلمين واحد
    اي دولة بالعالم بتتصرف حسب الرأي العام … واكيد تعاطف الاتراك مع التركمان يلي هني بيحكو نفس لغتهم وعندهم نفس التقاليد والعرق …. تركيا بدها تساعد كل السوريين والهجوم عالتركمان لح يكون متل مشجع الها وعذر قدام العالم لتساعد الثوار عالارض …. وكل واحد عم يسب التركمان بالتعليقات يروح يطوبز لبشار الاسد والعلويين

    نحنا كلنا واحد ….. كل مجموعة بسوريا صار بدها تعمل دولة من الاكراد للعلويين للسنة للشيعة يلي بدهم ينضمو للبنان للتركمان … كل هاد بسبب الوضع الاقتصادي والحرب والخوف من الآخر
    الحل هو اسقاط الاسد وبناء دولة سورية حقيقة والديموقراطية

  7. في تركبا يتم الآن الحديث عن تصفية عرقية بحق التركمان في سوريا …من يسمعهم يظن ان التركمان يشكلون نسبة كبيرة من الشعب السوري ”’ يعني كلهم على بعضهم ما بيطلعو كم ضيعة في كل محافظة من محافظات الشمال السوري ”!! لذلك يا أردوغان احسن ما تبقى قلق على التركمان الي انت و حزبك اعتبرتهم من رعايا تركيا مو جزء من الشعب السوري خدهم لعندك على تركيا و ريح راس جماعتك الإخواقوميين

    1. هلأ وقفت عالتركمان؟؟ ما نص الشعب السوري صار مشرد برات سورية و النص البقيان بسورية عايشين من قلة الموت…….. على شو عم تتخانقو؟؟ … كلنا بنفس السفينة يللي عم تغرق…..

    2. من قال لك ان التركمان لا يشكلون نسبة كبيرة من الشعب السوري!
      هل هي كتب الوطنية التي علفك اياها حزب البعث الارهابي المجرم ..
      هل هو أمين الحلقة الذي يحاضر بكم في الاجتماعات الحزبية المتخصصة في غسل الأدمغة!؟
      من المقرف أن تتكلم وأنت جاهل كل الجهل .. والمقرف أن يتكلم من لا يعرف شيء عن بلده ..
      هل تعرف ياغبي أن كثير من قرى وسكان القنيطرة هم من التركمان …
      وهل تعرف أن درعا نفسها فيها عشرات القرى والبلدات التركمانية .. وفيها عشائر تركمانية !؟
      وهل تعرف أن العديد من القرى المحيطة بدمشق هم من التركمان ..
      وهل تعرف أن أغلب قرى تلكلخ وخاصة الزارة التي دمر فيها الثوار أول دبابة في الثورة السورية هم من التركمان
      وهل تعلم أن ريف بانياس فيه كثير من القرى التركمانية
      وأن عدة قرى وبلدات في السلمية وهذا ما يجهله الكثيرون هم من التركمان ..
      وأن الحمصي غير التركماني يقال له دور على أصلك لأنك لست حمصي لأن أهل حمص تركمان بغالبيتهم ..
      وهل تعلم أن 80% من أهالي حي بابا عمرو الذي أذهل العالم بصموده وأوصل صوت الثوار السوريين إلى كل العالم هم تركمان ..
      وسكان قرية قلعة الحصن ومحيطها التي أعيت ميليشيات النظام المجرم هم من التركمان!
      وهل تعلم أن قرية مراح ومحيطها في القلمون والتي تشتهر بأنها المنطقة الوحيدة التي تزرع الوردة الشامية واستخراج زيت الورد هم تركمان 100%
      وهل تعلم أن النصيرية الأنجاس يكرهون التركمان أكثر من أي مكون آخر من الشعب السوري!؟
      وهل تعلم أن التركمان يعيشون كجزء من الشعب السوري لا يتميزون عن غيرهم بشيء .. !؟ بينما تتهمهم بأنهم رعايا أتراك .. بينما علوية اللواء يتلقون من النظام النصيري المساعدات التي جعلتهم أغنياء منطقة هاناي ويسيطرون على حركة الحدود التركية السورية وباصات النقل والتهريب وووو
      هل تعلم أن المخابرات النصيرية التي تنتمي انت اليها تمنع عبور أية سيارة نقل أو باص نقل ركاب تركي لا يكون صاحبه علوي أو على الأقل شريكاً في ملكيته
      وبما أنك نصيري ابن متعة لا أستغرب منك أية أكاذيب …………… تتفوهها ..

  8. انكشف الغطاء عن هؤلاء الخونة العنصريين….ايديهم ملطخة بدماء اطفالنا لغاية مصالحهم التركية العنصرية القومية…لعنة الله عليكم يا سفاحيين

  9. حتى الأكراد الذين لا يخفون كرههم لتركيا يلجؤون إلى تركيا و يحظون بأفضل معاملة هناك فكيف يتم إتهامها يالإنحياز لطائفة أو قومية غير أخرى و فيها اليوم أكثر من مليونين و نصف المليون سوري من كل الملل و النحل.
    الرجاء التجرد و الموضوعية و عدم الإنقياد وراء مشاعر دنيئة تحركها أخبار غير موضوعية أحياناً

    1. بشير أفندي كل تعليقاتك مفشكلة متل اسمك، اذا لهدرجة معجب بالعثمانيين الأتراك وصيلك ع شي حازو… عثماني صنع في تركيا وحس للحظات بإحساس اجدادك طبعا اذا كنت سوري ما داخل بعروقك دماء اخرى. وأشك سبب دفاعك المستميت عن تركيا كونك تركماني

  10. اسقاط الطائرة الروسية حماقة .. لانها اعطت المبرر لروسيا للدفع بالمزيد من ترسانتها العسكرية للمنطقة واولها صواريخ س 400 حيث اصبح المجال الجوي السوري كله ونصف المجال الجوي التركي تحت رحمتها والقادم اعظم .. انقلبت الطاولة وانتصر بشار الجحش

  11. فقط للتوضيح: إن عزف تركيا على وتر الأخوة التركمان هو في صالح الشعب السوري كله لأنه سيتم اتخاذ إجراءات بذريعة حماية التركمان تكون مبرراً و غطاءاً لتركيا للقيام بزيادة التسليح، فرض منطقة آمنة، عمل توازن مع الأكراد إن كانوا يفكرون بتأسيس حكم ذاتي فالتركمان سيطالبون أيضاً و بالتالي لن يأخذه الاثنين، بالإضافة إلى توصيل رسالة للعالم أن هذه المناطق لا توجد بها داعش و روسيا تقصفها مما سيسبب حرجاً لروسيا أمام العالم وهو ما قاله أوباما و أولاند أن عليها التركيز على داعش وليس عالمعارضة المعتدلة. طبعاً هذا إن أحسنت تركيا استغلال الموقف ولكن للأمانة لغاية الآن لا أرى أنها حرة في اتخاذ أية خطوات لا،ها مقيدة بكونها جزء من الناتو…