سياسة ” إسرائيل ” تجاه سوريا : تركيز على “الجولان” و تفضيل لبقاء بشار الأسد
رأى خبراء سياسيون، استطلعت “الأناضول” آراءهم، أن بلادهم في سياساتها تجاه سوريا، تركز على تعزيز سيطرتها على “هضبة الجولان”، ووقف سقوط الصورايخ من الجانب السوري عليها.
هذا في حين اعتبر بعض هؤلاء الخبراء، أن الدولة العبرية، لا تمتلك رأيا واضحا تجاه المستقبل السوري، ورأى آخرون أنها تفضل بقاء رئيس النظام السوري “بشار الأسد”، في منصبه.
وفي لقاء خاص مع الأناضول، قال عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة “تل أبيب” الإسرائيلية، والخبير في الشؤون السورية، البروفيسور “إيال زيسر”، بخصوص سياسة تل أبيب تجاه الأزمة السورية، إن “إسرائيل ترغب في حدود مستقرة وهادئة مع سوريا، وهذا ما كان ممكنا مع بشار الأسد”.
وأضاف “زيسر”، أن “إسرائيل تريد الأسد قوي، وضعيف في نفس الآن؛ قوي بما يكفي للحفاظ على الهدوء على الحدود بين البلدين، وضعيف للحد الذي يجعله يظل صامتا تجاه العمليات الإسرائيلية في سوريا، ضد تنظيم (حزب الله)”.
ورأى أن القيادة الإسرائيلية تعتقد حاليا، أن أفضل ما يمكن فعله هو ترك مستقبل سوريا ليقرره السوريون، وعدم التدخل في “الحرب الأهلية الدموية”.
واعتبر أن الضربات التي توجهها إسرائيل للأراضي السورية، تتم في نطاق محدود جدا، “حيث توجه فقط للرد في حال تعرض أراضيها لإطلاق النار”.
وقال “زيسر”، إنه “على الرغم من أنه من المعروف أن الصواريخ التي تسقط على الأراضي الإسرائيلية من الطرف السوري، تأتي نتيجة لظروف الحرب الأهلية، ونتيجة لعدم الدقة من طرف الجيش السوري أو المعارضة، فإن إسرائيل اتخذت قرارا منذ البداية بالرد المحدود لدى سقوط أي صاروخ على أراضيها، وذلك في إطار توجيه رسالة للطرف الذي أطلق الصاروخ، بتوخي الدقة في المرات المقبلة”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق “إيهود باراك”، قد أعلن، في ١١ نوفمبر/ تشرين ثاني ٢٠١٢، لدى سقوط أول صاروخ على الجانب الإسرائيلي، من مرتفعات الجولان، أن إسرائيل سترد على كل إطلاق نار من الجانب السوري، وفي اليوم التالي، ضرب الجيش الإسرائيلي، عربة مدرعة تابعة للجيس السوري.
وفي ذات السياق، أفاد “زيسر”، أن إسرائيل “تشعر بالقلق” من التواجد الروسي في سوريا، لأن العمليات الجوية الروسية في سوريا، تعيق حركة الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية.
من جانبه، قال مستشار وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق “ألون ليل”، إن “هضبة الجولان تعد خطا أحمرا في السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا، حيث ترغب في ترسيخ كون أراضي الجولان تابعة لها، وفي الحيلولة دون إطلاق صواريخ من الأراضي السورية عليها”.
واعتبر “ليل”، أن إسرائيل لا تبني حسابات حول ما إذا كان “الأسد سيبقى في الحكم أم لا، فهي ليس لديها موقف متماسك”، بخصوص مستقبل سوريا، وإنما تهتم بإبقاء الجولان تحت سيطرتها، وحمايتها من الصواريخ.
على ذات الصعيد، قال التركي “أويتون أورهان”، الخبير في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية (ORSAM)، إن “إسرائيل لا تعارض بشكل قاطع تقسيم سوريا، إلا أن هذا السيناريو يحمل عددا من الفرص، والتهديدات في الوقت ذاته. فمن جهة، تحول سوريا الموحدة إلى دويلات صغيرة، يقلل من التهديد التقليدي الذي تمثله، ومن جهة أخرى فإن القوى السياسية التي ستسيطر على تلك الدويلات تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل”.
وأضاف “أورهان”، أن “إسرائيل لا ترغب في منطقة سنية يسيطر عليها الإسلاميون المتطرفون، على حدودها، كما أن مثل تلك المنطقة ستشكل تهديدا أيضا على أمن الأردن، المهم بالنسبة للإسرائيليين”.
وتابع أن “ظهور دويلة يحكمها تنظيم داعش على حدود إسرائيل، يعتبر تهديدا جديا لها، كما أن نشوء منطقة علوية سيعظم من نفوذ إيران، وهو ما يحمل أيضا تهديدا آخرا”.
وأعرب “أورهان”، عن اعتقاده أنه في حال نشوء منطقة درزية في سوريا على الحدود الإسرائيلية، فإنها ستكون قريبة من الدولة العبرية، بسبب “الدروز”، الذين يعيشون على الجانب الإسرائيلي، كما ستصبح منطقة عازلة بين المناطق غير المستقرة في سوريا، وبين إسرائيل.
ورأى، أن “سوريا كانت تمثل تهديدا ذا بعد واحد للإسرائيليين، حيث كان هناك نظام بشار الأسد فقط، الذي كان من المعروف ما الذي يمكن أن يفعله، وأين ومتى، إلا أن التهديد بات الآن متعدد الأبعاد، كما لا يزال التهديد الذي يمثله الأسد مستمرا، خاصة مع الدعم الإيراني، ومع وجود حزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل”.
وفيما يتعلق بالفاعلين الجدد الذين يظهرون في سوريا، قال “أورهان” إن “معظمهم غير عقلانيين ولا يمكن السيطرة عليهم”.
وبشكل عام، فإن إسرائيل تفضل متابعة الأوضاع في سوريا بصمت، والرد فقط في حال شعورها بتهديد مباشر لأمنها”، كما قال “أورهان”.
وأعرب عن اعتقاده بأنه لم تعد هناك فرصة لما كانت ترغب به إسرائيل من سوريا يحكمها الأسد، مضيفا “تبقى هناك إمكانية أن يستمر حكم الأسد في منطقة معينة في سوريا، وفي تلك الحال يكون على إسرائيل التعامل مع تحد من سيحكم بقية مناطق سوريا في حال تقسيمها”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، في تصريحات، أول أمس الثلاثاء، “لضمان عدم المس بمصالحنا، نعمل في سوريا من وقت إلى آخر، لمنع إقامة جبهة ضدنا”، وذلك في إشارة إلى القصف الإسرائيلي الذي تقول تقارير إعلامية إنه استهدف شحنات أسلحة في سوريا، خلال الأشهر الماضية.
وأضاف “نتنياهو” : “نعمل أيضاً على منع نقل أسلحة فتاكة من سوريا إلى لبنان، وسنواصل القيام بذلك”.
وتابع: “من المهم منع حدوث مواجهة بين قوات الجيش الإسرائيلي وبين القوات الروسية العاملة في الأراضي السورية”، مشيراً إلى وجود “تنسيق (لم يحدد طبيعته) بين الطرفين بهذا الخصوص”.
وغالبا ما امتنعت تل أبيب عن التعقيب على تقارير تحدثت عن قصف إسرائيلي لشاحنات أسلحة في سوريا، كانت في طريقها إلى لبنان، خلال الأشهر الماضية. (Anadolu)[ads3]